هناك .. ورغم كل شيء
كان لا بد لي الوقوف وقفة حوار الذات، أعالج فيها ما اقترفت يداي وما أخطأت في درب المسير خطاي، لأجد بعد جدلية دامت طويلا تغذيت خلالها من " جدارية درويش " وكانت في مفرداتي الكثير من أحرف " غسان كنفاني " أو" فارس فارس" لما لهذا الأسم المستعار من وقع على نفسي وما يعتريها من غموض في درب الأمل.
تذكرت الأمر منذ البداية، تماما كما مرت علي الأيام والوقائع، رويدا رويدا ، بطيئة
تذكرت أرضا كنت ابحث عنها بحجم كوفيتي كي ننطلق منها الى هناك !!
تذكرت أول الحجارة وأول الرصاص . .
تذكرت حزن فلسطين في ذاك المساء ! !
تذكرت الكثير من الاسماء ( معين بسيسو، عمر القاسم، الرنتيسي، أحمد عبوشي. . .) وغيرهم الكثير
تذكرت حبيبتي التي ودعتها على فراق قريب لن يدوم أكثر من التحام حرف الحاء مع حرف الباء في عناق الابجدية الفصحى، وبعد خمس سنوات من الرحيل حفظتني فيها المطارات الغريبة وانتظرتني هي قرب أرصف ومقاهي تحاورنا عليها وفيها بشتى الشعر والادب والرواية من خيميائية باولو كويلو حتى سميح القاسم ونونية القرضاوي .. لا زلنا ننتظر !!
بدأت الحديث بقول عبارة هناك .. ورغم كل شيء
الا أن العبارة الصحيحة هي
هنا . . . وبمعزل عن كل شيء
أعتذر عن هذا الغموض .. أعتذر عن هذا الرحيل
أعتذر عن هذا الأرق
لا زالت تسكنني سدمية الألم والأمل ! !
جدليات على اعقاب الذاكرة
-1-
أقول لنفسي
حسنا فعلنا فها هنا نحن الآن معاً
فتجيب في سخرية
قد كنا معاً أيضاً هناك ! !
-2-
أعتذر عما مضى من غموض
فلم أكن صريحا في البداية
فتجيبني نفسي
لا يزال النص غامضا
ولا تعتذر
فالوضوح في هذا الرحيل هلاك
-3-
هل تذكري يا نفسُ
كم كنت شيطانيةً في عواصم ما اسميه الجوار !!
أجل . . وأذكر أنني
كنتُ في عكا ملاك
-4-
هل نستقيل هنا ؟
هل نفترق ؟
يا أناي تعبت حقائبي
فليس لك في الأرض غيري
وليس لي أحدٌ سواك
-5-
لم ابتعدنا اذن ، ثم ضعنا
لأنني آمنت في هواي
وآمنت أنت في هواك
-6-
هيا اذن
نتحد مرة أخرى، فنحن الآن معا هنا
هيا أذن
لنتحد مرة أخرى، قبل ان تصبح هنا
-مثلما مضى- هناك