شجرة العائلة

هناك



خلف القضبان الحديد



حيث لا قمر يُضيء ليل العاشقين



ولا نجمة صبح سعيدة



حيث القاتل خلف الباب



والفوهة نحو الرأس



يداكَ مرفوعتان نحو سماء العودة



وابتسامتكَ بعيدة.







هناك،



على مسافة دمعة او رصاصة



تحت هدير الطائرات المعادية



حيث الأحلام ممنوعة من الصرف



والأمنيات سجينة



أسمعك تغني:



بلادي بلادي...



أرى صوتك عصفوراً على شجرة العائلة.







هناك،



لا بد لك



ان تثقب جدار المخيلة



لتكتب قصائدك المهربة



ترسم حديقة وبستانياً يعشّب الوقت



تختلس قبلة من عاشقة تمزج



الصبر بالإنتظار



تبرّد غيابك بالصلاة.



لتلقي نظرة على حياة لم تعشها بعد



على اصدقاء كبروا في انتظارك



ومدن مشجرة بالشهداء والنسيان.



هناك،



لا تأبه للجلاد



لكنك تشتاق الى اختك الوردة



الى صوتك  يلعلع في الوديان



واسمك الذي حفرت يوماً



أحرفه الأولى على جذع العاصفة



الى سماء تمطر فوق رأسك



وحقل يتسع لفراشات عينيك



الى قمر تخبئه في جيبك



وكتفٍ تتكئ عليها.







هناك،



حيث لا قمر يضيء ليل العاشقين



ولا نجمة صبح سعيدة



لا بد لك



ان ترسم غيمةً وفراشة



عالياً تطلق طائرتك الورقية



وكطفلٍ وديع تغفو في حضن أمك



تقتني كماناً وبندقية



خلسةً تمضي



تغني وتقاتل.


Author's Notes/Comments: 

( إلى سمير القنطار)

زاهي وهبه- ديوان " ماذا تفعلين بي"

View tariqasrawi's Full Portfolio