الغالية صغيرتي مع المحبة
الكثير من الكلمات تدور بداخلي وانت الان في الامتحان اكاد احزر ما يجول بخاطرك من هواجس وافكار وكما ذكرت لك العديد من الكلمات تجول بخاطري واهمها
شعرت وأنا على يديك بأنني رجل الديانة الرابعة وبأنك الرسالة السماوية الرابعة التي نزلت على هذه الخليقة المضطربة والزائلة وكأن القلوب يا صغيرتي ترتجف حقا عند قراءة شكل ابداع الرب في خلقه اليوم اكتملت حقيقة المشهد ، حين رأيتك لاول مرة شعرت بأنك مختلفة عن هذا الكون وغريبة عن هذه الحياة وحيث أنني لم أزل مارقا كصعلوك على هذه الحياة أسرق منها قوتي وفرحي القليل شعرت بالتصاقي بك ، فتورط الفؤاد والتهبت المشاعر وضاقت السماء واحتدمت الشمس فوق جبيني بقليل فلو كانت فسحة اللقاء اطول لكانت الحياة أجمل.
غاليتي ، ،
كم كانت لعيونك المشغولة باللهفة واللذة وقع على هواجسي وكم شعرت بأن يديك المرهقتين هما سراطي الآمن وأقصر دروب النجاة منك وفيك واليك ، وكم شعرت بالفرح النادر والشهوة المحروقة كفنجان قهوة على أكتاف الخريف .. ولكن هذه هي الدروب الان تتشعب بنا لنفترق عن السراط والدرب الا ان الذكرى باقية
أحبك ؟ ولكن هل تتسع هذه الحروف نبض هذا الفؤاد الذي يهزني كزلزال ويثور بدمي مثلما البركان فإني لأكثر من ذلك ، والمفارقة المتناقضة في هذه المشاعر المختلطة هي رغبتنا بأن نقف عند هذا الكم والحد من الالتصاق ، في الأمس كانت الحدود والبنادق واحتلال الارض الهوية تفصل اجسادنا الا ان الروح كانت متلاصقة بصمغ الهي ، واليوم كم هي قصيرة المسافة التي تفصلنا شارع واحد فوجدنا ان ارواحنا حلقت بعيدا عنا وأصبحت تهرب منا نحو الأزل ، كم كانت الحياة أجمل حين كانت الحدود تفصلنا وكم هي الان قاسية علي وأنا أنسلخ قليلا قليلا من هذه المدينة التي جمعتني بك . . وكم تتسارع نبضات الفؤاد وهي تودع هذه المدينة بشوارعها وشقاوتها وذاكرتي ومنك
الآن ادخلك الجزء الآمن من جسدي ، أدخلك ذاكرتي كأميرة لهذا الشرق النازف في آلامي و وأحلاما تبخرت على تلال الخيبة وأنطلق وحدي صوب ما بقي من الحياة من لذة ونبيذ وذاكرة
الان ، تمر كشريط في الذاكرة كل اللحظات الجميلة وترن في اذني أصداء ضحكاتك الرقيقة وأقف طويلا عند قطرات الندى التي ذرفتها عينيك عند كل لحظة مشاعر غامرة كسرت قيودك وفكرك و زرعتني في مسامات هذا الجسد الارجواني
الان
احبك . . جدا ولكن الكلام يقف عند بوابات قصورك وأبراجك العالية
كم انت جميلة . . وكم انت راقية وكم انت رائعة وكم انت رسولة صادقة وكم انا مؤمن بهذه الرسالة الرقيقة الانثوية الجريئة الخائفة وها انا كما كان عثمان رضي الله عنه أول المهاجرين ، أكون أول المؤمنين وأول المهاجرين صوب طفولتي وحلمي وهويتي
أحبك بكل شفافية وصدق ، وأقبل يديك الراجفتين المرهقتين وأنسحب بقدسية واجلال تماما كما ينسحب المصلين من كنيسة المهد في يوم الاحد
كل ما قد يحمله مؤمن لرسوله أقدم لك الاحترام