كل عام وانتم بخير

كل عام وأنتم بخير



السادسة والنصف صباحا من هذا الطقس الالرطب والمناخ المحتدم الطائرات والحديد ، كل عام وأنتم بخير يا جار ، يصرخ جاري وهو بطريقة الى صلاة العيد ، جميل ان يتسلق بعينيه أدوار البناية الثلاثة كي يعيَّد علي

أرقب أزقة الحي من شرفتي في هذا الصباح المليئ بعبق القهوة بعد انقطاع صباحي طويل ، ما كان يؤرقني طوال الشهر الفضيل سوى غيابها عن أوردتي في دورتها الصباحية والآن ها قد عادت الى شرايني متدفقة بإدمان مشتهى ...

كل الحي متجه لصلاة العيد ، والأطفال يلهون بملهاة المشتهى ، عرب ويهود ، كم قديمة هذه اللعبة الحاراتية اذ جاز التعبير ، ملعون هذا الاحتلال الذي اخترق ثقافاتنا حتى أخمص ذاكرة الطفولة .

رائحة كعك العيد تعبق بزقاق الشهيد ، والفتيات المقبلات على ربيع العمر متزاهيات بأثواب الزهر والموزي وألوان الطيف الساقط في غياب منذ صيف !

عربات الاحتلال تسد الممرات الرئيسة بين الأقارب والأقارب ، والجندي المدجج بالحديد والمسلح بإنحناءات العواصم محتميا خلف الجدار خائفا من عيديّه على رأي جاري صاحب الدكان ، يحاول مرتبكا أن يخلق انسانا عاطفيا داخل جلده الحديدي بإقترابه من أحد الاطفال محاولا مداعبته إلا أن الطفل يعلم بفطرته أن الجندي لا يبحث الا عن لقطة مسجلة على شريط الفيديو ليفخر بإنسانية احفاده بعد زمن إن عاش أو وجدوا !!

يخرج ملثما بكوفية سمراء في زقاق الشهيد ويخط بعلبة الطلاء الرشاش أو البخاخ عبارة العيد السعيد باللون الاحمر " العيد ليس لمن لبس الجديد وإنما ... لمن يقبع شامخا خلف قضبان الحديد "

View tariqasrawi's Full Portfolio