(1)
حين يُراودني الحزنُ عن نفسي
أهرعُ للبحر ,
أسألُ الرّياحَ أنْ تجري كما يشتهي القلب ,
كي أبحـِرَ إليــكَ
فالرحلة التي تمتــّدُ ألف ميل
حتــّى شواطئ الحلم الشهيّ ,
تبـــدأ دومــًا بنبـــضة :
" أحبـــّـك "
(2)
لا أقلّ من بــَحــر ,
أهديـــكَ في مطلع العام الأوّل على حبــّنـــا
فأنتَ أكثر من البحر صخبــًا ,
حينَ تعصفُ بصخرة الحلم أمواجُ الغيـــِـرة
فتــُخــَلــِّفَ فيها أكثرَ من ثــُــقــب !
وأنتَ أكثرُ من البحـر حيـــِـرة ,
حينَ تستكينُ حروفــُـكَ كقط ّ قــُربَ مدفأة
لتبوحَ بأغلى أسراركَ
(3)
حبيبـــي
يا وطني ومنفــَايَ
ألـَمْ تستوطن غرفَ القلب الأربعة ؟
ألم تمحو عن جدران الذ ّاكرة كلّ إسم ووشم؟
ألم تجلسَ سـُـلطانـــًا على عرش نبضي
تتحكم بمجرى كــُريــَات ِ الحــُـبّ ؟
ألا تكفيكَ كلّ ُ السـّجلاتِ التي وقــّعـتـــُها
راضيّة ً مرضيــّة
في أنـــّــكَ وحدكَ
مالكُ كلّ بقاع القلب؟
(4)
غريبــــِي
يا أملي ويا ألمي
أما آنَ لقمر حبــّنا أن يكتمل ؟
أما آنَ لكَ أن
تنظرَ مليـــًّا في مِرآة هذا القلب ,
(الذي لا يستحق أن يُصابَ بفقر ثقة)
لن تـــَرى إنعكاســًا شهيـــّا
سوى لملامحكَ أنـــتَ
ريتا السنونوة . .
يعتصرني الفــــرح بمرورك في سمائي
وكـــم بحثت عن التواصل بـــلا جدوى
أهلا بكِ مجددا في هواجسي
العام الاول على حبنا
نزف رقيق
لشاعرة
لا تزال قابعة في مرمى الهواجس
ريتا عودة
كم أنت رقيق ايها الجنينيّ
فعلا مدينة لك بهذه اللفتة
الراقية
التي نجحت في اعتقالي بين قوسي:
(الدهشة)
ما زلت انتظر نسخة من كتابك الثالث
افلا تبشرني بالفرح؟؟
دمت صديقا نقياوزميلا مبدعا
شكري للأخت الرقيقة روان
التي قامت بنقل احدى قصصي لهذا الركن البعيد الحالم
ر.ع
أشْعِلُ قنديلا وأمضِي
ريتا عودة
البرد ُقارس.
ثمّة مرجل مُتقدّ في نهاية النفق.
في هجعةِ الليل , تُغلفني ظُلمة باسرَة كشرنقة. أبحثُ عن بُؤرَة نور .
أعثرُ على قنديل صدئ تحت سرير. أشعلُهُ.
أخرجُ منَ الباب الضيّق إلى زُقاق ٍ
تفوحُ منه رائحةُ عفونة.
)عبثًا نحاول أن نُعطِّرَ مزبلة ..!(
أسيرُ قُدُمًا لا ألوي على عودة..
تتهدّجُ أنفاسي.أتجهمُ .أتنهدُّ .
أ ُبْصِرُ رُؤىً فاغرةً جراحها كعيون أطفال جائعين.
أفتحُ عينيّ على وسعهما..
أرى ...
صخرة صمّاء تتناوشها الأيدي بالشواكيش لتفتيتها إلى حجارة صغيرة..
أمّا الحقائب المدرسيّة البالية فقد تناثرت على طريق الآلام كالطيور المذبوحة.
أرى...
بعض الوجوه الطاهرة تقف خلف اكشاك حلوى تقاوم اغراء الرائحة واغراءات العيد البائس.
تنادي ببراءة:"شارون يُضاعفُ الحصار ونحنُ نُخفِضُ الأسعار "..
أسمعُ ..
جلجلة صرخة شرطي يطارد رغيف خبز طازج في يد طفل رثّ الملابس ..يشتهي أن يُفلت من قبضة الجوع ومن لعنة الثري الذي سُرقَ رغيف خُبزه..ومن سخط الشرطي العجوز المتفاني في نُبل أخلاقه.
اسمعُ....
مدير تحرير يُطلق وعيده في وجه محرّر انيق يلوّث الهواء النقيّ المغلف غرفته الرحبّة : "يا أخي ..كم مرّة سنكرر نظّف يديك للأكل لا للكتابة...!"
أرى واسمع...
نواح قبيلة تتهادى بحزن خلف نعش مُراهقة رموها بالحجارة حتى الرمق الأخير. وبعد الوفاة صمّوا آذانهم عن صرخة الطبيب : "هي عذراء يا ظَلَمَة...!"
***
أقتربُ أكثر وأكثر من المرجل المُتقدّ .
***
أتعثر بزعيم .
أصافح يدا ممتدّة لمعانفتي . يحتضنني فــَ..
أشعر ..
بمدية حادة تختفي في حضن يده خلف ظهري.
يدعوني للجلوس .
يُشيرُ بغطرسة إلى كرّة أرضيّة على مائدته.
يُحرّكها:
شمالا – شرقا
جنوبا-شمالا
بمزاجيّة أخطبوط .
بين الحركة والأخرى ينظر حوله ليتأكد من أن الأسلحة النوويّة في مكانها.
يعطسُ وأنفه في السماء.
يكلمني بغطرسة طاؤوس:
"من يرضَى أن يعيش حشرة, لا يحزن حين تَدُوسُهُ الأقدام"
(لا أتكلم)
أصلُ نهايةالنفق.
ألقي القنديلَ في زاوية كهف الصّمت الفاضح.
أخرج إلى النور.
تتهدّجُ أنفاسي.
أتجهمُ.
أتنهدُّ.
تطاردني رائحة عفونةقذرَة.
تبللني رطوبةوحل لزج مثير للاشمئزاز.
تُراني
...........بدأتُ
..................أغرقُ
..............................؟!