مساء الخير لا أدري حقيقة هذا القلق المضني الذي يحتل
الأفق في هذا المساء ..ها هو رابع أيام العيد يدخل مساءه
مخذولا مهزوما من شيء لا أكاد أدركة بيقيني ولكن فطرتي
وهاجسي سبقني اليه على غير موعد مني أو علم بذلك أعتقد
أن المناخ مهيء في هذا الليل القادم لقصيدة مقصلة تتوحد
فيها الحياة والموت كهذا الروتين الذي نجحت عواصمنا
العربية على الاشتراك به والتوحد به كصمت عربي موحد ...
سيعود الحجيج ويلتهب الخليج هذا الخليج الغادر - كم كان
فارس فارس يقول بأن هذا الخليج هادر- هل كان يدرك أبعاد
هذا الثالوث منذ ربع قرن هل سيبقى متسع للقصيدة بعد هذا
المساء ؟؟أم أن القصيدة ستحملنا فوق موج الكلمات نحو
مطالع نشتهي فيها النصر ، وقد عودتنا دوما أنها تأتي من
عمق المشتهى الذي لم يحدث ، الم تقل أحلام مستغانمي ذات
يوما الأدب هو كل الذي لم نفعله وأن الحب هو كل الذي
فعلناه فهنيئاً للأدب على فجيعتنا القادمة .تبدو عمان في
هذا المساء العاصف بالثلوج كأنها إمرأة هاربة من لحظة تواعدت
فيها مع عشيقها الذي لم تره يوما وأدركت بفطرتها أنه
عاشق من ورق سينهار مع أول رشة مطر بعدما اعتقدت طويلا
بأنه فارس من خيل ومارد كأن هذه العاصمة القريبة من كل
فجيعة والمشرفة على أكثر من جرح مدمي تدرك فاجعتنا
القادمة من خلف المحيطات .عذرا عمان ....لم أجد غير هذا
الهاجس في صدري في هذا المساء فأعذريني على قلقي الذي
أبعثرة في هذه الصحيفة وفي هذا الصباح ..ألم يقل محمود
درويش أنا ضد القصيدة ضد هذا الساحل الممتد من جرحي الى
ورق الجريدة ، ليتني أقدر على ترجمة هذه الكلمات وأن
أعترض على بوح الصدر بها .