إيمان أحمد : إينوكشوك

مررتُ من هُنا

تركتُ أقدامي علي الترابِ والحجر

هناك حيث تشير يدي ذهبت

 

1973

تماضر صديقتي الصغيرة

تركتني ورحلت!

 

لا أعلم إلى أين ذهَبَت!

أخبروني

بأن رجلاً

اسمه

"موت"

 أخذها،

 

لا أعلم

إلي

أين!

 

مذ ذلك اليوم

وأنا

أتساءل،

أين يأخذ هذا ال"موت"الناس؟

 

أين يذهبُ بِهِم!

..  .. ..

 

ابتسامتها الصغيرة

تشبه الضفادع.

 

منذ ذلك الزمان

وأنا

أحبُ الضفادع

.

.

.

كثيراً!

..  ..  ..

 

كنزتها الصوفية،

لونها وردي

تشبه خاصتي؛

 

والدي ابتاعها

من

إحدي

البلاد.

 

ربما كان والدها

قد ابتاع كنزتها

من ذات المحل

التجاري!

 

ربما تقابلنا

–هي وأنا-

قبل أن نولد..

 

ربما أيضاً

تصادقنا

 

وقتها!

..  ..  ..

 

كانت إحدى الأقزام

السبعة..

هكذا

كانوا يسموننا.

سبعة فتيات

صغيرات؛

 

صغيرات

جداً.

 

تري هل

كنتُ

صغيرةَ القدمينِ

والعينينِ

كما يبدو الأطفال

الآن؟

 

هل كانت أمي

تجد صعوبة

في

غسل

جسدي

الصغير؟

 

أم كانت

تلهو به،

كدمية؟

 

كيف كانت آثاري

علي الرمل؟

 

هل شَبِهت

تلك

التي

نرسمها

بقبضةِ يدنا،

ونُنَقِّطها

بأصابعنا

لتبدو

كأصابع

القدمين؟

 

 

كنا نُتقِنُ الحَفرَ علي الرملِ جيداً.

 

لم أكن أعلم

أن آثاري

ستجول

رَطِبَ البلاد

وعُشبِها!

 

.. .. ..

 

إينوكشوك

مررتُ من هُنا

على الصخر

نحتُ

آثار أقدامي.

وعلى

جليدِ البلادِ

تجولنا

معاً،

لنكتب خَطوَنا

بأقدامٍ

أربعة

 

.. .. ..

 

هناك حيث تشير يدي ذهبت

والِدي أيضاً

مرَّ

مِن هُنا.

سأحدثكم عنه

عندما

يحينُ

وقتُ القهوةِ،

فهو

يحبها

كثيرا،

أما

في سِري،

فأسَبّح

باسمه

في

كل

حين.

 

.. .. ..

 

تركتُ أقدامي علي الترابِ والحجر

وعلى رمال الصحراء

غرست كاحلَي.

 

الرمال

ناعمةٌ

مسكونةٌ

بالآثار

 

حجارتها

الجميلة

تقرفصت

بداخلها

 

الكائنات،

 

منذ

مئات

السنين

 

إينوكشوك

نهايات العام الخامس بعد الألفين

بالصحراء الكبرى

نبتت

عُشبةٌ..

من شمسها استقت

حتى

احمرت

خدودها

وتلوح

منها

الساعدان

 

ومن

برونز

جَسَدِكَ

 

تَهَجَّدتُ

 

إينوكشوك

أي النساءِ أنتِ؟

 

إينوكشوك

بنفسجةٌ

صحراوية

وعشب

شايٍ

أخضرٍ

 

إينوكشوك

عم "علي"

 

رجلٌ

مسن،

 

قبلتُه

على رأسه

فافتر

ثغره

 

باسما

 

تهتكت

أسنانه

لتعطيه

ابتسامةً

 

وتقوس

جسدهُ

ليمنحنا

 

حضناً

 

دافئاً

.

.

.

.

 

كعادة الصحراوي

 

تمهل

 

وترك العنان

 

لزمان

الأسئلة

 

إينوكشوك

الصحراء

في أصلها

امرأة

 

عميقة القلبِ

بعيدةُ النظر

 

وداريةٌ

 

- حتماً-

 

بالكثير

 

إينوكشوك وذكريات

بغرفتي

وجدت عنكبةً

 

صفراء

 

لم أشأ

التخلص

 

منها

 

إينوكشوك أيضاً

وبالمشفى

 

لديه

أحجار

كبيرة

 

وصخورٌ

عليها

آثارٌ

أخرى

 

إينوكشوك

ليلةٌ

مقمرةٌ

بالصحراء..

 

فتاتان تمشيان

ورَجُلٌ.

 

ثلاثة أنجم،

.

.

.

.

.

وفي البعيدِ

نجمٌ أحمر،

 

يرقبهن،

 

ينادي إلهه

ليعنى

بهن

 

إينوكشوك

إن وجدتُ دربي

تاهت

خطاي

 

إينوكشوك

عجيبٌ

أمر

الصحراء!

 

 

الصحراء

امرأةٌ

مسنةٌ

 

تُعِدُّ شاياً

معتقاً

 

منذ

مئاتِ

السنين

 

يغلي

بقوةٍ

علي

رمالها

 

فقاعاته

 

أصدافٌ

غليظةٌ

 

وبخاره

الحَر..............................

 

"الحُمّان"؟!

 

هكذا

 

تساءل

 

"أحمدّو"!

....................

 

 

 

 

* أينوكشوك هو الأثر عند السكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية 

 

 

 

  ايمان أحمد  

 

    

Author's Notes/Comments: 

كاتبة وشاعرة.
استطاعت إيمان أحمد أن تربط  بشكلٍ خلاق بين مهنتها كطبيبة وبين مشروعها ككاتبة وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ويتجلى ذلك بوضوح في العديد من أعمالها.
تقيم حالياً في كندا، وتتعاون مع مشاريع إنسانية في أفريقيا 

View sudan's Full Portfolio