محمد عبد الحميد : الكتاب الثاني

الكتاب الثاني







سوسنة المعلا





حبيبتي الجميلة سوسنة



المعلا



نرجسة الأودية



وغمام الأغاني وتباريح الأماني المترفة



نامي كما أنت تشائين



يا بنات المكلا والمعلا والشواطىء



احلفكن بالطباء وبمفاتن الحقول



احلفكن بزرقة البحر



وهجعة عصافير الخريف



احلفكن



الا توقظن حبيبتي او تنبهنها



حتى تشاء



دعوها تنام كملائكة فرغت من الحب توا



دعوها



تنام



وتحلم











ظنون نرجسية





تصحو مدغدغة وتوقظني



وتدخل خلسة حلمي



وتوغل في مدار الظن



وتظن أني قد غفوت على مخدتها



فتحشد في فمي الحمى



وفوجا من ورود النيل



برقا خاطفا ونسيم سافنا



....



تنتابني يدها



فافيق من إقليمها فرحا بما أوتيت من فرح



ومن مرح ومن ألق ومن قلق



...



ستظن أن يدي مناديل ملونة



وان أصابعي أوتارها



ومفاصلي قد أتقنت إيقاعها



وأن دمي مواويل تنوح لها



وان حوارنا أضغاث موسيقى وشهقة عاشقين



ستظن أن بطاقتي إنجيلها



واسمي بشارة ربها



إني خلقت لأجلها



ستحبني



وأحبها



ويحب زورقها شراعي في رياح عاتية















إن النساء





إن النساء حبيباتنا من قديم الزمان



لا تغضبوهن لا تزجروهن



لا تهجروهن لا في المضاجع لا بالسفر



...



تستطيع الحبيبة أن تنجز الآن



تفاحة من مرايا الفؤاد



أن تبحر الآن صوب العناد



تستطيع الحبيبة أن تمنح البصل ملمس نهد كتوم مفاجئ



وسكينة من ندى فاغم العطر



أن توقف الحرب بين القبائل كافة



أن تشعل الدفء في صقيع المنافي



وتسطيع ان هي شاءت



ان تجعل الأرض أنضر أو أتعس كوكب



...



ان النساء غريماتنا من قديم الزمان!!!















جسد النهر





هزي إلي بجذع النيل



واغتسلي



من ماء حزنك وانضحي من ريح توقك في براثنه العباب



فجرا يحط على يديك النهر منهارا من الإنهاك



والسهر الطويل



خذيه إليك مرتعشا ..



مسدي أعشابه وضفافه



بيدين من عتب وأشواق ودفء فادح



وتسامح



هب أن غمدك كان مكتظا بأسئلة وأسياف وأسمال



ممزقة



قل ان نهرك كان معتادا على أوقاته



وهذا اليوم زحام الناس في الطرقات



..



ضمي إليك بصدر النيل



واعترفي ان قرب صحوك استتب لي المدار



واستبد بها النهار



ها فوق زندك القاني دوار النهر



أسلمني لهول الموج



ترتبني



وواراني السراب



ردي إليك بثوب النيل



واستتري



من كيد حبي



واشتطاط يدي



وعذاب الماء



إذ ينساب في ماء مذاب



      القات كيمياء



القات كيمياء الظهيرة والجبال



مغارة التكرار



فرجار لهندسة التشتت والمحال



تميمة ضد النساء وكيدهن



يقي بعولتهن



وسواس التحضر والتكاثر والمياه



...القات سحر أخضر



غصن غريب أوحدي سيد



معراج لجرح الوقت والأرواح



...



جلسوا إليه بنصف قلب



واجف



وتوسدوا لغة مخاتلة



باحوا بما ائتمنوا عليه



توجسوا وتلفتوا



وتعبقوا بالحلم والدخان



واللعنات للسلطان



خرجوا عليه بنصف يأس















نوستالجيا الأصدقاء





صه ياكنار



وخذ حديدك من يدي



صه يا كنار وأخمد حروبك في دمي



صه يا كنار



ودع نشيدك يرعوي



...



سينقضي هذا المساء



وظله



وتراوح الروح الحبيسة



في مدار الحلم



أو خط استواء الأغنيات



......



سنقتفي اثر السماء



وننتقي بعضنا من الريش الصقيل



عن الطواويس القديمة



والأساطير الخبيئة



في اللغة



لنزين الأولاد من ألوانها



جبباً مرقعة



دراويشاً خضر



ونغادر المحبوب في



بلداننا



لنساكن المخزون من إنشادها



.......



سيمر "قصاص" السماء



ويقتني آثارنا



من فوق رمل العمر أو حصبائه



سيضيع منا ما



أضعنا سابقاً



ويفيض منا ما إلفنا من معاني الكون



تندلع الوساوس والهجاس













نصف ليلة







في النصف الأول من تلك الليلة



جاء ...



بسيطا



متشحا بجلال الحكمة



والحب القدوس



ونور الأبدية



دخل إلي غرفة نومي



واتاني فرح



طلق ..مرح



توق .. الق .. شوق ...



عطر فواح ولهاث



مطر كوني



ورزاز بواح



ومضى



وبقى في الغرفة



يمنحني دف الروح

View sudan's Full Portfolio