النشيد الثالث
الليـــــــل
وفتحت ذراعها
مدينتى
وحضنها الرغيدْ
- أيّة أنهارٍ عظيماتٍ
وغاباتٍ
من البروق والروعودْ –
تنحلّ أعضائى
بخاراً أحمراً
يذوب فى دمائها
تعوم روحى
طائراً أبيض
فوق مائها
ويطبق الليل الذى
يفتحُ
فى الجمجمة البيضاءْ
خرافةً تعودُ ،
وهلةً ووهلــةً ،
إلى نطفتها الأشِياءْ
فيها ، وينضج اللهيبُ
فى عظام شمسها
الفائرة الزرقاءْ
ويعبر السمندلُ الأحلامَ
فى قميصه
المصنوع من شرارْ.
فى الليل حيث تنضج الخمرةُ
قبل أن تموج فى الكرومِ
قبل أن تختم فى آنية الفخّارْ
فى الليل حيث الثمر الأحمرُ
والبرعمُ والزهرةُ فى وحدتها الأولى
من قبل أن تعرف ما الأشجارْ
فى الليل تطفو الصور الأولى
وتنمو فى مياه الصَّمتِ
حيث يرجع النشيدْ
لشكلِهِ القديمِ
قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ،
فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ
قبل أن تجوِّفَ الحروفُ
شكلَهُ الجديدْ.