أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون العائدون
مع الظلام من المصانع والحقول ملئوا الطريق
عيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق
يتهامسون ...
وسياط جلاد تسوق خطاهم ما تصنعون
يجلجل الصوت الرهيب كأنه القدر اللعين
تظل تفغر في الدجى المشئوم أفواه السجون
ويغمغمون...
نحن الشعوب الكادحون
وغداً نعود ... حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
Author's Notes/Comments:
سيرة موجزة عن الراحل الكبير
**********
ولد الشاعر محي الدين فارس أحمد عبد المولى عام 1936 بدار العوضة قرية الحفيرة بأرقو - الإقليم الشمالي بالسودان (الولاية الشمالية) وسافر إلى مدينة الإسكندرية بمصر مع أسرته صغيرا حيث درس بها المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ، ثم انتقل للقاهرة ودرس بها المرحلة الجامعية وتخرج في كلية دار العلوم أستاذاً للغة العربية. وعمل بمجلة العالم العربي بالقاهرة.
عاد للسودان ليعمل محاضرا بكلية بخت الرضا ومفتشا فنيا بوزارة التربية بمدينة ود مدني. كما عمل معلماً ومفتشا للتعليم بالعديد من مدارس السودان حتى تقاعده بالمعاش حيث تفرغ للشعر والأدب.
وقد ظل الفقيد منذ الخمسينيات مساهما في حركة الشعر السوداني ناشرا انتاجه في العديد من المجلات والصحف السودانية والعربية منها: الرسالة والثقافة والمصري والأهرام والأديب والآداب البيروتية والعربي الكويتية والوحدة المغربية والدوحة القطرية والمنتدى الإماراتية وغيرها من صحف ومجلات. كما شارك في العديد من المنتديات والمهرجانات العربية والعالمية . له من الدواوين "الطين والأظافر 1956" ، "نقوش على وجه المفازة 1978" ، "صهيل النهر" ، "قصائد من الخمسينات" ، "القنديل المكسور 1997" ، وله تحت الطبع ديوان "مهرجان العصافير" و"الموجة الزرقاء" اضافة إلى كتب في مجالات الفلكلور والدراسات النقدية. ومن مؤلفاته الأدبية "شعراء الجيل" وكان من المقرر إعادة طبع مجموعته الكاملة في اطار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005م.
والفقيد من رواد حركة الحداثة في الشعر العربي، ويعد أحد أبرز شعراء التفعيلة الذين ساهموا بسلاح الكلمة إبان حركات التحرر الوطني، هو ورفاقه جيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن ومحمد مفتاح الفيتوري وكانت لهم صولات وجولات في المنتديات الأدبية والأندية الثقافية بمصر.
منحته مؤسسة جائزة الدكتور عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ، الجائزة التكريمية للإبداع في مجال الشعر في دورتها لعام 2004 لاسهاماته في إثراء حركة الشعر والنقد من أجل النهوض بالثقافة العربية ، تسلمها من ملك اسبانيا في احتفال كبير اقيم في اسبانيا في دورة حملت اسم الشاعر الأندلسي ابن زيدون.
والجائزة من مؤسسة أوقفها صاحبها لخدمة الشعر العربي منذ العام 1996م ، ومن إصداراتها معجم الشعراء العرب المعاصرين ثم اتبعته بجائزتها التي تقدم للديوان الشعري والقصيدة الشعرية والإبداع الشعري عموما.