لسنبلةٍ
دسّ اللونُ سيرتَه
بين سهوبِ ضحكتِها
تباغتنا الأعيادُ كلما
فاض ابتسامها النبيلْ
فلا نحسُ
بغمزةِ الماءِ الحزينْ
متوكئاً
على وصايا طينِه المليحْ
لا نحسُ
بشهقةِ الضوءِ الكسولْ
متلصصاً
متسللاً
من بين شفتى النهارِ
لا نحسُ
بوخزةِ الوجدِ الهطولْ
يا سرَها
يا لونَها
كيف إحتمالُك للعبيرْ
جلستُ
على رخامِ أغنيةٍ
تنسابُ ناصعةً
من هديلِ لونِها
من مسامِ سرِها
فزملني الحريرْ
لسنبلةٍ
تخرجُ باكراً
بوقارِ خضرتها المهيبْ
تصطفُ النسماتُ
على يمينِ الدهشةِ
تهتفُ
طمعاً
فى عطاءِ ضوئها الرحيبْ
على يسارِ النشوةِ
تهفهفُ
تمجدُ إنتشاءها العجيبْ
ترّفُ
مثل فراشاتٍ
تعلنُ موسمَ اللقاءِ
يا وجهها الخصيبْ
وقفتُ
ندهتُ
ومعى ما تبقى من غنائنا العتيق
أن هبي لنا من لدنكِ
سقيا الإرتواءِ
لسنبلةٍ
تخرجُ باكراً
من حقلِ ألقِها الظليلْ
وأمامَ مرآة نهرِها الرزينْ
تزيّن
خدَ صباحها
تسوّى
خصلات ليلِها الذى
كُتبت فوق دمه
مواعيدُ غناءِ النجمات
احتشدت فيه
ألوانُ أعراسِ السنين
أمامَ بابِها
وقفتُ
ومعى مراسيلُ الغمامِ
نستجدي الطلَ النبيلْ
ترتاحُ آنيةُ الكلامِ
من عبثِ المجازِ المرِ
نستبدل الصحوَ
بحُلمِنا البخيلْ
بما يلائم الإشراقَ فيها
وأقحوانَ صبحها
نستجم
ولو قليلاً
من هياجِ التوقِ الرابض
فى عمقِ أوردةِ الحنينْ
لسنبلةٍ
يبللها الضوءُ
بعطرِ غنائه الشمسي
يرقصَ الترابُ
منتشياً وعارياً
إلا مما يسترُ حزنَه
ومعى قوافلُ الأحلامِ
وقفنا خاشعينْ
قلنا لبيكِ
يا سيدة الندى
إليكِ جئنا عاشقينْ
فهبى لنا
من لدنكِ فرحةً
أوقطرةً
من رحيقِ لونكِ
من بهائكِ المكينْ