بشرى الفاضل :

رطـبـت بـالنــّداوة



وغــــلالة الــــروح



ســنــوات الجـــفـاف الأولى



فــرقــص الشــعـــر عــلـى نــاصــيـات الـقـوافى



فى هـــذا العــهـــد الكـــالح



.... عهــــد الصــريــــر ...



ولــف الــذقــــون عـــلى الـضــحـــك



************



بـــرج الغـــناء الــعـــالى أنـــت



وأنـــت الــنــســــيـــم يــتـــردد..



ياحــلـــو يا مــســـتــطــــاب



رحـــلـت وكــنـــت عــلى بـــاب الـــدخــــول



.. فــــنــهـــــض بـــديـــارنــــــا ذلــك المـأتــم الـجـــمــعـــى



ذلـك الحـــزن .. ذلـك الإنــشــــــداه



... ذلــك الــــذهـــــول



وكـــانـت أشـــــد القــــبــائـــل جـــســـارة فـى لــقــيـــاك



وأنــــت عـــائـــــدُ إلــــى الــــوطـــن ...



قـــبــيـلــة الصـبــايـــــا ..



يــنــضـحــن نـضــارةً  وعــافـيـة



فـى  زمــان نـقـص الـغــــذاء ...



صـبـايــا مــن الـحـســـن الـصــــافـى



كــأنـمــا جــبــلــن مــن طــيـنــة أخــــرى



... وقــفــن ســــداً بــديـعــــاً .. حــازمــاً



فـى وجــه ســرقــة عــبــيـرك



بــغـــيــة ســكـبه فى الســاحة الـكـالـحـة ... الـغــبـــراء



فى طـريـق مـدنى ... إنـبـثـقـت عــن ذاكــرة الأغـانى



غـــابــةُ مــن الـمـحــبــيــن



فـى إســـتـفـتــاء   مـع الأغـنـيـــة الـمــشــبـعـــة



وضــد ســلخ  جـلــد الأغـــانـى



وحــشـــوه بـالـغـــثـــاء



الـنــهـــر أنـــت



ورؤا ك ...  تـســيــر الأنــهـــار



نـغــــمُ مـنــك أو هــمـهــمـــة



فــيـقــفــز عـاطــف   مــثــل     درويـش



مـن الــمـجـهــول إلـى الــصــدارة



..قـــم .. قـــال   صـــنــوك الــشــاعــر..



يــاطــريـر الـشــبــاب



غــنى  لــنــا ... غــنـــى



مـــن  عــبــقـــرى   الـربـــاب



أنـشـــودة  الـجـــن



قـــم   يــاجـمـيــل  بـثـيـنــة



وأشـهــد هـــذا الـولـــــه



بـمـا أمــتـعــت  بـه الـنــاس



وضــوأت  لـيــالى الــقــرى ... والأمــــدان



يــدلــقــون   عـلـيـهــا العــسـس والـعــسـف ... والأســف



فـتـغــســلـها بـآهـــة مـرســلــة إلـيــك ... حــبـلى بـالـفــرح



مـنـذ   مـطـلـع الـقــرن  عــبــر كـرومـة ...  ووردى



وصــادح   تـلـو  صــادح



فــتـنـمـّى  فــيـهـــا الــتـشــبـيـب  بــحـــب الـوطـــن



وشـهـقــة الـشـعــــر ... وإنــدلاق الـصـلــيـــل



مــصـطــفــــى



يـــا   مــصـطــفـى



الـنـهــــر ..... أنــت



فــولاذ الـرقـــــة



بــرج الـغــنـاء العــالى ..



     والـنـســـيم







* جريدة الخرطوم - العدد 2318 - تاريخ 19/1/200م


Author's Notes/Comments: 

مصطفى : العذوبة الصادحة .. زهرة الليل

View sudan's Full Portfolio