يوم أهلت سيدة اللوعة
سيدتى
سيدة الحسن القهار
وسيدة الروعة
عفوا ان دنستُ جلال حضورك
بالكلمات التقليديه
باللفظ الأخاذ الجرس
وبالآهات المكتومة
وبكل التنميق وبالقول المنظوم
وغير المنظوم
عفوا من هاتيك الوعة
***
ها أنذا ما بقيت عندى غير الكلمات
ويا خسرانى لو القاك وليست
بين يدى سوى الكلمات
***
البارحة الأشواق تمطت
حتى ضاقت عنها جدران القلب
روعتْ قليلا
اذ كنت وحيدا أشهق فى فجوات الليل
وخفت نواك
سألت هواك
دعوات الله سـرارا وجهـارا
حتى أنّ الصدر وضاق
ويا ربـاهـ
هذا حب موت ، موت حب’’
ونذرتُ أصلى حتى يتبين خيط الليل
وخيط الفجر
قدّمت النذر
فناء الذات ، وذوبان الروح بذات المحبوب
وكان الله رحيماً و حفياً بى
فدعائى كان من الاعمـاق
وكان الصدق يرنٌّ على كلماتى
مثل نواقيس القداس على بِيَعٍ الرهبان
ما بين مسـامير السهد المغروسة فى جفنىٍّ
وبين الارق التام
كان كما لا يشبه كل الحلام
***
انسل شعاع هب رقيقا مضطربا
وحييا كان
وانساب الى منتصف الحجرة،
ثم توقف هوناً ما
كنت كما المحموم المتقلب هوناً ما
وكان الوسن رقيقا
يتكدس مثل كرات الثلج الناعم فى الأجفان
لا أجزم بالأيقاظ ولكن قطعاً
ما كنت النائم ساعتها
او ان شئت الدقة ، كالوسنان
واذا بالصوت الملكوتى الرقراق يرنّ
كموسيقى الجنه
نفس الصوت الهزّ الوتر العاشر
بعد الألف باعماقى
نفس الصوت الريان
صوت بلورىُّ يسرى فى الشريان
ليرقرقه فتشع الفرحة كالأنهار
على صدر الخلجان
كان وكان وكان...
يالله وياللروعة!
***
وأفقتُ، صحوتُ،سموتُ،
أهذى أنت؟ أهذى أنت؟
أهذا طيفك - ياللوعة
وهذا صوتك ، يالله!
كان كما يشبه واد من أحلام
***
وتعانقنا
وتركنا دار الكلمات المنطوقة والمهموسة
والكلمات القاصرة المعنى
والرقطاء اللون
وتكلمنا بالصمت المفصح
والصمت الثرثار
والصمت الوهاج، الصمت الجوهر
ذاك الصمت النار
وضممتك فى صدرى
حتى خلتك أنت أنا
وأنا حين تلاشيت بصدرك أنت
آه،
كنا انقى من ملكين اثنين
واصفى من نور
يتسلل وهناً من مصباح
فى مشكاة ، عند جدار من بلور..
***
بات الليل سخيّا
كدّس كل الأنجم فى ارجاء الحجرة
وتسللت اللحظاتُ المسرفةُ البهجاتِ
وغابت عن تقدير الأزمان
***
االآن
أصنع سداً ياقوتيا يفصل بين الآتى
يملأ ذاتى بالأبداع..وبين الكان
منذ الآن
يا سيدتى
سيدة الألق الأسطورى ، الممعن
فى ملكوت الغيب
كيف أتوج مجد حضورك عندى
كيف ، وكيف
وأبحث عن سر الكلمات الواثقة المعنى
تنأى عن شفتى الكلمات
أفرش أحداقى ، كيما طيفك يعبر برزخ
أشواقى
حتى يهبط قلبى بين يديك
ينخسىء الطرفُ يعود الىّ حسيرا
يخفى منى رغما عنى ، قرب لقاك
وعزفتُ ، نزفتُ ، كشفتُ النابض فى صدرى
من ألحان من أشجان من أسرار
ونسجتُ رموش العين بساطا
فى قدميك وخضت النار
وجدلت شرايينى اكليلاً أحمر
مطلولا بدمى المسفوح
ووقفت كما المشدوه أمام جلالك
تقتلنى الرجفة..
مولاتى:
صرت أغنى وأغنّى وأغنّى
حتى صارت نبضاتى ايقاعاتى
والجوقة كانت قافلة العشاق
على مرّ التاريخ
ولقد غنينا حتى ترضين
وبكينا حتى ترضين
وتبسمنا يا مولاتى ، فتبسمتِ
او حقاً انت أمامى بشرا نورانيا
يتموكب حولك هذا الحسن الهياب
لا أرتاب..
ستظل سويهرة عينى
تستشرف ما تفتحها الروعة من آفاق.
يا مولاتى
واخجلى من كلماتى
غفرانك ، هذا أكبر من طاقاتى
أكبر من أن يقوى
يتحمله جسدى المنهوك
كفّى عنى عبء هواك
وكفى عنى بعض جمالك
هذا الساطع كى اتمكن اعرف
كيف أراك..
ودعينى استقين أنى لست
غريقا فى رؤيا ، أو دنيا
من أحلام
فالحسن الكاسر ، هذا النور الباهر
يجرف عنى اليقظة
أغدو كامجنون السادر فى الأوهام
وحنانك أنى،
غير حنانك وهم’’ مرّ سراعا
وتساقط عن ذاكرة الأيام
***
سيدتى
سيدة الحسن القهار وسيدة الروعة
يا سيدة الألق الأسطورى الممعن
فى ملكوت الغيب
عفواً ان دنستُ جلال حضورك
بالكلمات
أو زركشتُ غنائى الواله بالآهات
حسنك كنه’’ ولا تدركه الأحياء
او الأموات
حسنك سرّ’’ أعيى الشعر وأبكى الموسيقى
حسنك مولاتى رائعة الروعات
فحنانك أنى
غير حنانك وهم’’
مر سراعا وتساقط عن ذاكرة الأيام
***
مولاتى حسنك يصهرنى ويقوّينى
وهواك الفَعّالُ القادر
بعض’’ من دينى
وقليل حنانك يحمينى ، يحيينى
ويقينى،
يا محبوبى
يكفينى ، يكفينى
***
شعر
سلام لوجهك في الخالدين
(1)
رأيت وجهك في العباب يغيمُ
هذا وجهك المنسًي يشربه الغمام
وجه’’ يشكِّلُهُ الدخان فينثني
وجهاً من البدر التمامْ
حتى إذا نشر الضبابُ شباكه
وبدت طيورُ الضوء تدخل في الظلام
ناديتُ باسمك، كانت الكلماتُ
تأخذ شكل وجهك
عبر صوتى
ثم تعبرنى لتغرق في الزحام
(2)
هواك لى وسم الجدارة
والصمت أبلغ حين لا نقوى
على نطق العبارة
وحين يشيخ في أعراقنا لهب
خبت من ناره روح الجسارة
(3)
في الأمس حين صَمَتِّ كُنْتُ أنا هواك
وكنت قد أكبرت صمتكْ
واليوم أنتِ همستِ لي
لكنّ صوتَكِ لم يكن أبداً كصوتكْ
يا طالما اختصر الحديث إليك تعبير استعاره
فإذا بهمسك هكذا ، كهف’’ ، مغاره
وإذا بصمتكِ وحده لغة’’،
إشاره.
(4)
هذا حرام
يا أنتِ يا أرقىِ المقدس
يا كئوسا من مدام
من أَيِّما صوبِ يجاذبني السقام
زيدي هوى
كيلا أنام
إني لأبحث في الزّحام
عن وجهك المنسيّ ، أكتب في الغمام
اسماً يكون البرق وهجا
ساطع الجبروت يخترق الركام
إني لأنحتُ في الرخام
رسما يكون لوجهك المنسي ظلا
لا كما بعض الأنام
(5)
هذا هو الوجْهُ الصَّنَمْ
كم صوَّروه فألهوه
فما جنوْا غير الندم
لكنهم صمدوا وكان شعارهم
من دون وجهك هذه الدنيا عدم
(6)
يجييء المُحِبُّونَ لا يكتوون بنار الهوى
ثم لا يجرحون
يجيئون أنقى من الضوء
لمّا يعذبهم بعْدُ مُرُّ النَّوى
ثم لا يرجفون
ثم لما يذوقوا من التجربات الخواسر
غير التذكّرُ ينساب
بين الضلوع وبين الجفون
ثم حزن’’ نبيل
ثم روح التجاوز للمستحيلْ
ومن ثم يأتي الوصول ُ الرحيل
(7)
كنتُ اتّكأتُ أناجيه
ذاك الذي لم يكن في فؤادي
ثم إني طفقت أناديه ، لما يجب بعد
كان كما الحلم يمتد
وبين هجوعى
وبين رقادي
يصبر وسادي
ثم صرت أُغنّيه فأخضوضر الحزنُ
صارت حروفي نشيدا يُغَنَّي به
في بلادي
(8)
سلام لوجهك في الخالدين
لكالحلم تأتين ، وجهك ضاحٍ
وفجرُ التبسم إشراقة’’ في الجبين
أكاد لا متسك الشمس في راحتيَّ
أُشكِّلُها في وعاء عجين
لقد كان وجهك رجماً من الغيبِ
بالرغم من كل هذا اليقين
فما بال وجهك يهرب عني
،وأني
كأنيِّ تقطَّعَ مِنّي الوتين
***
بسمتك التى ..
ظننتُ الذي راح عني ذوى
في المساءات غاب..
مسحتُ جراحي براحي وأشعلتُ للريح
ما مزقته التباريح قوّضْتُ من لهفتي ألف باب
شتّان من نار التعلات والبعد بردُ المآب.
***
من اين ؟ من اين؟
سبحت باسمك فى الركعة الألف
بعد هجوع المصلين والعاشقين الذين
يشقّون لليل قبواً، يلاقون أحبابهم في سكون
رأيتك تنشقُّ من مهجتي وردة كالدهان
ادافع عن وجنتيك خيوط الضياء الحبيس بقلبي،
أداري عيون النهار
لتنمو بحريةٍ عن فضول المرأئي،
وعن همسات الوشاة وعن عنف نبضي
يدفّع نسغ المودة في عرقك المشتهي
لأحميك بين ضلوعي المدرّع بالصمت والوجد
يا سدرة المنتهى
وأصغي إليك إذا الليل جن
وأرصد همس الخلايا وأرقبها وهي تنمو
أرصع في مقلتيك الوسن
فرحماك. ماذا تبقى لنا ولهذا الزمن؟
ليل’’ عبوسْ.
وهوت على الرأس الفؤوس
ومضى الحبيبُ مضى الحبيبْ
والآن رُوِّعَتْ النفوس
فاكتب لنفسك أن هُزمت وودّع الأشواق
واللهف الحبيس
وانهض لعلك باخع’’ روحا
ودمعك لا يكاد يبين من حُرُقٍ أساه
هذا العذاب وقد أتى
فاكتب لنفسك حظها وأبك
فما دمع’’ بمستبقيك في حضن الحبيب
نهر من الدمع الصبيب
يجتاح أحرفك البريئة يا صديق الناى
والحزن المعتق في الخوابي والدنان
لا تبتئسْ
إنّا إذا ما الليل جنَّ
وعربد الألم المزمجر في تلافيف الثياب
وخبا بريق راشه للنجم أحزان الغياب
فاكتب لتشهد كبوة العشاق
في الدرب النهائيّ المصير
واسأل،
لعلك أن تسائلْ تلفنى أبدا يلوب بي الأياب
****
يا حزن مليون ارتعاش في حنايا أضلعٍ ذابت هباءْ
ليكن نهارك مصلتا كالسيف في عنق الرياء
ليكن كليلك خاشعا متبتلا.وشما على شفة الدعاء
لا القلب أن يسمعْ دعاءك يستجيبْ
لا الموت مستبق عليك ويستبد بك القنوط
فأين لحد القبر من حضن الحبيب؟
سيان لحد القبر أو حضن الحبيب
كلاهما موت’’ وجسر’’ للفناء وللمغيب
الله لك
يا أيها الملقى بقارعة الدروب
يا أيها القلب اليذوب
جوىً.وليلك نام في نعش العشى
مذ جاء هذا الهاجس الليلي أرّقني
فديتك أنت يا قدرى العتى
ما بارح الشوق المبرح مهجتى
ما زالت النيران تلفح ممعنات في الحريق
فاسكُنْ - فديتك - في دمي
عَرْبِدْ كما شاء الهوى لك كله قلبي فداك
فاعبث به واسفك دماه او القه للجمر
يكفي ما أرتآه الأمس من تنور وجدك
حيث لا حر الجحيم كحره، كلا
ولا ما ذاقه(سيزيف) من عبث العذاب
هو لا - ولا كعذاب (تنتالوس) في الألم الرهيب
نهر من الدمع الصبيب
والقلب يخفق لا مجيب
أوجس - فديتك _ خيفةً
امّا ترانى أعبر الفلوات مصطليا بنار هواك
ممتطيا جواد الصبر زقوما علكتُ
لعلنى ألقاك تنسيني تباريح الطريق
ياكم عبرتُ لك السباريت المهولة
غير ذكرك واليقين بأن أراك سواهما ما اخترتُ زاد
لكأن طيفك حين بئر اليأس تغريني
وتدنيني وتنسج لي أحابيل الهزيمة والبعاد
يمتدّ يمسك من يديّ يجرني شوقا إليه
لكأن روحك هوَّمتْ فوقي كمعجزة المسيح
تُجْلىِ العَمَى عن باصريَّ تقيم أقدامي الكسيحة
تنفخ الروح القوية في دمي
فيطيرُ بي جسدي الموات
***
أبرق ببسمتك التى..
وهى التى لو راءها موسى لقال لأهله
آنست نارا فامكثوا . وهي التى..
لو أشرقت ما اختار أهل الأرض
شمسا غيرها. وهي التي
من أجلها قد أطفئتْ نارُ المجوس
أبرق ببسمتك التي
فالموت خيم في النفوس
هيا احيها وابرق ببسمتك التي
نحيا عليها في زمان القحط والدم والهزائم
وهي التي إما نجوع نمد أيدينا لها.
فنحسها كالمنّ والسلوى ومائدة السماء
يزفها عبقُ النسائمْ
وهي التي إمّا تحيق بنا مرارات ُ الهزيمة
ونرتاح في أفيائها. ونعود من عرصاتها
أقوى عزيمة
إنا تعلمنا ببسمتك التعالي عن مهاوي الضعف فينا
فابتسم
إنا تعلمنا ببسمتك السمو
***
يا حزن مليون ارتعاش لفنى ليلي بأكفان الكآبة
لكنني مامِتُّ إنّ دمي يسيل مع الدموع
وتصطلي روحي صبابة
أفما كفاي؟
هو الهوى قدرى،
فمنذا ينزع الإبراق عن نبض السحابة؟
***
إني انتظرتك برهةً
وجلستُ قرب النبض في قلبي شكوتُ له أسايْ
فازداد عنفاً، رقّ حتى كاد يخفت
إن ذا نبضي وأنت الروح من جسدي ، هوايْ
فبأيّ قلبٍ فيك تصلبني مسيحا فى صليب الأنتظار؟
إن كنت تؤثر أن تراني مرهقا قلقا
كروح الريح لا يقوى يقرّ لها قرار
تجتاز أودية الظلام ومرعبات القفر
في صبر وإصرار
ومن دار لدار
حتى تحل بداركم وهنا حييا
كاد يفنيها الدوار،
فأنا - وحبك - هكذا أبداً
مفيأة ضلوعي تربت الأوجاع حتى تستريح
والجمر أحذيتي مشيت على توجهه إليك
فراسخا ما تنقضي إلأ وتنأى من جديد
وجثمت للأهوال حتى تنحني هاماتها
وكمنت لليأس المرير جعلت من لهفي
أسقّيه النزيف
حتى ارتوى أو ما ارتوى ، ومن الهوى في اللامكان
سقطت مغشيا علىَّ
وما صحوت سوى لطيفك كان يهمس بأسمك الرنان
فانفتحت مسام الجلد تشرب وقعه
فإذا الصدى خمر الدنان.
لله أنت
فكيف أنت
***
دعني أنيخ لك القصائد في محطات الزمان
فاطلق أساري مُرْ كما تهوى لديْ،
إذ ابتسمت قُوىً تكاد الجِنُّ ترهبها
وإذ ولّى زمان المعجزات
إني إذا ما الليل خان
وأضاع طيفك في خضم عبابه - وهتفت باسمك
ما استجبت - أصيح ، ينبلج الصباحُ
خذني إليك
إني اصلي مرةً اخرى لتأخذي لديك
.. حتى إذا صادفْتُ برقاً عند بسمتك التى
ضن الزمان بها علىّ
سأذوبُ محترقاً سعيدا في توهجها المقدس
كالكواكب في السديم
لتظل نار البعث تخلق من رمادي عاشقا
صهرته كالعشاق بالأشواق حتى ضاء في الليل البهيم