كان ملاكاً حين شق صدرى
غاسلاً بلؤلؤ الندى فؤادى
بلؤلؤ الندى
والتموجات فى الصدى
فؤادى
حين اصطفانى شاهدا
وولداً ووالدا
وخاطراً فوق محال الوعد والمعاد
وكان خائناً وملحدا
لما مضى
مخلفاً صدرى بالاضماد
خلفنى للشبق الفادح والسهاد
والروعة والبهاء
توجنى برغوة الشمس وبالعبير والغضب
بخصل من اللهب
وحلل من الضياء
توجني حتي غدوت في جمال الامراء
وفي اواخر المساء
جردني ومازال نائماً من الخصل
جردني حتى من الغطاء
تباص له
اسلمنى لقسوة الشتاء.
* كان قوياً حين شالني الى السماء صاهلاً
مندفعاً الى السدوم الهائلة
مطوفاً حتى لقد اشهدنى تراجع البصر
وجهشة الضوء
واهداب الملائك المبللات بالتقوى وبالمطر
حتى انتشيت بالتنهد الهادئ والعميق
من رئات البحر والجزر
وعندما خفقت كالنجمة خارج التاريخ والمكان
انسحب الجناح من تحتى واجفل الحصان
ورحت اهوى خارج التاريخ والمكان
* اهوى انا فى لا نهايات بلا قرار
اهوي؟!
ومن دري
لربما الصعود ما اري
وربما الدوار
* يحملنى الخيال الى سواحل البحر
الى الشواطئ المضرّجات بالشهوة
والوحشة
والبهار
والجزر المتكئات في ذراع الشمس كالنساء
عندئذ ينكفئ البحر علي السماء المقمره
وتقفز الينابيع من الغصون المزهرة
وتجدل الرياح اكليلاً من اللحوف
فارتخى علي حبيبات من الصفاء
طفاوة من كسل الموج
ومن هشاشة البكاء
ومزقاً من التدافع الصادح والدعاء
وعندما تبدأ روحى ذلك التسلل الناخل
من مغاور الجسد،
يشرق وجهك كالصابح عبر الموج والزبد
يشرق كالغفران، كالصحو، كدمعة الندم
يشرق ازهى منه لم ير
ولم يزوق مقلتى احد
يشرق تنجاب التهاويل ويسطع النهار
يشرق ينتهي ويبتدى الدوار
* ويلي انا من الدوار
ويلي انا من ذلك الازهى من النهار
من ذلك الناخر تاريخى، وحاميه من البوار
من ذلك اليقتل واليحيى
ويصنع الدوار
* الله يا نداوة الذكرى ويا عذوبة المسيل
يا نهر امكانٍ ووعد مستحيل
يا دفة الفرحة بالجناح
يا الماً مقطراً طويل
الى متى
قل لى الى متى الدوار؟