خادعة وداعة السماء في هانوي
فان هذه السماء الغادره
وتنشق فجأة وتحصب البيوت بالقنابل
توزع الموت كما جرائد الصباح والحليب للمنازل
وفي لظى النابالم
يلتهب الاطفال كالمشاعل
تلتهب الحقول والارز وتسقط المعابد البوذية القديمة
يلتهب التأريخ كله بالحقد والعزيمة
وتسهر الفيتنام مع الجرحى وفي حداد
لذا تظل المدفعيه المضاده
مشحوبة العيون في الظلام
لذا ينام اطفال الفيتنام عرايا حذر النابالم
* انك في انبوبة من الحديد مغلقة
يهوي عليها مرة فمرة بمطرقة
وان اذنيك تفرقعان
ان الذي تسمعه عندئذ
تسمعه هانوى حين تقبل المقاتلات المسرعة
نافثة علي السماء خطاً ابيض من الدخان
ناثرة سيلا من الحمم
لذا يخاطب الناس هناك بعضهم مرتفعي الاصوات
لان عدداً يصاب بعد كل غاره
بثقل السمع وبالصمم
* في هذه الحرب
تنافح الفيتنام عن الصغار
عن حقهم في الارز والكتاب والسلام
وحقهم في ان يكونوا ما يشاؤون
وان يقولوا نحن ابناء الفيتنام بلا خجل
والان في الريف وفي المخابئ الحصينة
وفي مغاور الانفاق
يزهو اطفال الفيتنام ويكبرون
لا يحرمون الارز والكتابا
ويحرمون من حباب بابا
لانه في جبهة القتال
ومن دفاوة القبلة والعناق
لان امهاتهم يعملن في مدائن الشمال
لذا صبيحة العطلة في هانوى
تخرج آلاف النساء للقرى
يحملن للصغار معطفاً وقبلة
وحلّة شرقية معصفرة
* قنابل الفسفور
تسرب في لحم الضحايا
بالاسابيع والشهور
وفي الظلام
تشع افواه الجراح نوراً اخضرا
يبصر بالعين من بعيد
* علي طريق مقفرة
مسافر علي دراجة يغنى
وفجأة تنقض من قلب السماء طائرة
تفتح رشاشاتها علي المسافر الوحيد
ثم تغيب في الافق بلا اثر
* في غارة عجلى علي المساكن
اصابت الشظايا
امراة في شهرها الثامن
واخترقتها من نهاية الظهر الي الرحم
وحين ولد الجنين كان صدغه جريحاً
وكان في وجنته نثارة صغيرة من الحديد
هذا الصغير لم يمت
استؤصلت من خده النثارة
وانهزم الحديد
هو الحديد وحده الذى ينهار
حين تصكه عزائم الرجال
ويكسب الاصرار
جولته الالف مع الحيد
* ليسقط الحديد
والطائرات السافلة
لتنثر علي ثرى الفيتنام
امام نارها المقاتلة
وليصنع الاعزاء من الحطام
اساوراً وحلية لفيتنام
* انا سعيد ايها الشقاء المقاتلون
ان ننتمى معاً للامم المقاتلة
الامم النبيلة المناضلة
وان نكون اسرة واحدة
نقتسم الخنادق
نقتسم البنادق
نقتسم الزاد القليل
وننحى علي جراح بعضنا
باللطف والرقة والتقبيل
انا سعيد انكم تقاتلون
للشرق الوحيد
في عصرنا الشهيد.