أأنتَ..!؟
صباح حسني
لأنني أراكَ نادِياً..
كنَبضةِ المَطر..
وفي سكونِ الوقتِ
يا حبيبيَ المجنون
ريشةٌ تُداعِبُ الوَتَرْ
أراكَ في مرايا عُمريَ المَشدودْ
أيقونَتي
وسِفرِيَ المكتوب في صَحائفِ القَدرْ
وأنت لي مراكب العبور
هناك.. يطيبُ لي السَكَنْ
في مقلتيكَ حيثُ يَصعُبُ العُبور
لِقَصركَ المَسحور
ومِن لُهاثِ نَبضيَ الشَفيفْ
مَواكِبَ النُشور
ومَوقِداً يُهَدهدُ الجَفاف
ويَهدمُ الباقي منَ الجُسور
لأنني أراكَ جافِياً
أضيعُ في مَتاهةِ السُؤال
أمنْ جَبينكَ الوَضّاءُ يَطلعُ القَمر.؟
أم من بريقِ وجنتيكَ
تَعلّمتْ قَبائِلُ البَشر
موسوعَةَ السُهادِ والسَهَرْ..!؟
ولَونُكَ البَريقُ في المَساء
يا قِبلةَ الضِياء
وَرَعشَةَ الماضينَ لِلّقاء
تُضيءُ مِثلَ رَشّةِ النَقاء
وَحُزمةً مُلَوّنَة
تَنشُرُ في الفَضاء
مَواسِمَ العُطورِ والصَفاءْ
لأنني أراكَ شافِياً
جُروحِيَ الكَليمَة
وحِصّتي مِن قِصّةٍ قَديمَة
كانتْ على مَدى الأيامِ نَغْمَتي
وصَبْوَتي.. وخُلوَتي
حتى غَدتْ معَ الصَلاةْ
تَعويذَتي.. وسَلوَتي اليَتيمَة
لأنني أراكَ حانِياً
يطيبُ لي مع نَبضةِ الأصابعِ السَفر
إلى البعيدِ حيثُ لا مُستَقَرْ
أتوهُ في غِلالةِ التَمنّي
وأرتَضي إطلالَةَ السَحرْ
وأرتَضي
يا عُمريَ المَكلومُ أن تكونَ لي
قَدَرْ..!
وأشتاقُ من روحِيَ الروح
كعِطرٍ يُحلّي جُذورَ المَرارَةِ
فأسألُ.؟ أينَ البياضُ.؟
وأينَ ألاقي السُفوحَ
وأين أكَفكِفُ صَوتَ الجُروحْ.؟
هوَ الشوقُ كالذارِياتِ يَفيضُ
كما الرملِ
كما الأرضِ حينِ يَشقَّقُ لونُ التُرابِ
يُقارِبُ مَوتاً
وقبلَ النِزاعِ الحَزينِ يُجاري حَنيني إليكَ
ويَنزَعُ عَنها الغِطاءَ.. ويَصرُخُ:
قد جاءَ وحيُّ المَطَر..!
لأنني أراكَ نابِضاً
يُتعبُني السَهرْ
وأعزفُ لَحني شَجيّاً على مُتعَبٍ كالجُنونِ
فيبعثَ ذاكَ الحَزينُ شِراعاً
يُفارقُ ريحَ الجنوبِ
ويتركُ في النَبضِ هَمْساً
كَرَجْعِ الصَدى من وَتَرْ..!
وتبقى المواثيقُ رِفقَةَ دَربي
وأنتَ رَفيقُ النَهاراتِ والأمسِياتِ
رَفيقي المُقيمُ.. ويَومَ السَفرْ
نُواري أسانا.. فَيبدو الظَلامُ بَريئاً
وتبقى الدُروبُ قِفارٌ
لِتَمسحَ عَن جَبهَتينا الدُموعَ
لأنَكَ تَأتي إِليَّ
كَنورِ الصباحِ
يُزيحُ بَقايايَ عَن مِشجَبِ الظِلِّ
فَأحتار.!؟
أأنتَ الذي جِئْتَ..؟
كَوَهْجٍ يُضاهي ضِياءَ القَمرْ..!
% % %
إحساس رائع، ومشاعر فيّاضة، وصدق في التعبير
دائماً أجدك تحلقين في فضاء الإبداع
سلمت يداك، وما زلنا ننتظر منك المزيد الجميل
***