بوح عاشقة 4
على شرفة حلمي المطلّة على ميادين خيوله، أقف كل صباح، أنتظر يمامة زرقاء، تحمل لي تراتيل شدوه التي أدمنتها منذ ألقت على صمتي أول مفردات الحكاية..فأحكمت حصارها حولي..
سمعته بوجيب قلبي، ورأيته بيقيني، وأحسست به هطّلاً أيقظني من سبات طويل.
قلت: المسافات بيننا خرافة، وها هي مرساته الفضّية تستقر في قرار دوائري.
نسلت الرسالة من تحت جناح اليمامة، فاستكانت تتلصص على فرحي.
حبيبتي..
أيتها المسافرة في سواقي شراييني..
أيتها القابضة على حلمٍ ولد هناك على الشاطئ الآخر، فحمله زبد الموج، ليسافر عميقاً، ويسكن صاخباً بين سوار قلبي،وفتات حشاي.
توشوشينه همساً عن زمن آتٍ محمّلٍ بأمنيات ما خرجت يوماً عن منظومة العشق.
أيتها الآتية من رحم أسطورة بدّلت وعي الذات، وشرّعت غرابة اللامعقول
بين أهدابك تتلاشى مذاهب اللغات، ويعلن الوقت هزيمته.
أيتها الرائعة بهاءً..
كم أتمنى لو يتوقّف الزمن، وتغيب القطارات التي تأخذ الناس إلى بلاد الغربة..
لو ينتهي وقت الوداعات، وتلويحات الفراق الحزينة، ويغلق السفر متاريسه.
علّني وقتها أقرأ في عينيك فرحي
وفي رجف شفتيك سكني المقيم، ودفئي المفقود.
يا سيدتي..
كيف أعبر لك عن ذلك الصاخب في صدري.؟
وأنا المحاصر بعساكر الحذر وجنادب الحزن
أحبكِ ككتاب تخلّت سطوره عن النقاط والفواصل وعلامات الدهشة
أيتها الباسمة كتباشير صباح محمّل برهام رقيق.!
أيتها الباعثة دفئاً في ريشات نورس مقرور.
أراك من شرفة خيالاتي تقفين على حدّ الشاطئ الآخر البعيد..
أعرف أن البحر عميق، والزوارق أضعف من أن تمخر العباب إليك..
لكنني سأصنع مركبي، وأشدّ عليه شراعاً سيصمد في وجه الرياح والعواصف.. وسأغني:
"يسمعني حين يراقـ.....، كلمات ليست كالكلمـ.....، يأخذني من تحت ذراعـ......، يُسكنني في إحدى الغيمـ.......!"
سأكون أنا..!
فاسبحي بناظريك صوب الغيمات العاليات.. واذكريني، فأنت روحي.
كانت اليمامة ترنو إليّ بشوق.. تنتظر الردّ.
طويتُ الرسالة، وأسكنتها صدري.
ـ أحبك أيها المقيم على الشاطئ البعيد.!
طارت فرحةً تحمل بوحي, مسافرة بهِ إليه.
ص.ح
القاهره 2/6/2004
القاهره 2/6/2004
بـِرقــّـتــِها ، و هـمستها يغــنـّي
حـزين قد تـَـغـَـشــّـاهُ الـنـّــُـواح