مقدمة: بعد أن قَرُب المرفأ ونحنُ باتِّجاه الغروب
إهداء: إلى كل شواطئ الطرف الآخر، حيث اعتدنا الهروب
لحظة الوصول حانت
واقتربت من الأمل الخُطى
كلهم على الشاطئ
يُلوِّحون بمناديل حمراء
وأخرى
بلون اشتياق
يفوح منه كذب
***
آه يا غربتي
وصلتُ إلى أرضي
أخيرا
ولكن
تأبى عليَّ المرافئ
ويأبى البحر
أن يلفِظني
أستغيث..
أنا غريقٌ هنا..
ويمُرُّ من جنبي صديق
وتمُرُّ سفينة
ملئى بآلاف البشر
ولا يسمعني أحد
***
ذاكرتي الحمقى
لا تستعرضُ سوى الموت
وحلُمٌ بعودتي
وُلِدتُّ أنا من بطن الغربة
إلى باطن بحر اشتياق
مُخيف
والأسى
أُرضِعتُهُ حولين
ثمَّ حولين
ثم دهراً
وعُمرا ... ولحظتين
***
على الحدود سأبقى..
بين وطني والغربة
بين جسدي وهويتي المفقودة
أجهل أنني بشر
جريمتي
أنني سمعتُ عن شخص ولا أعلمُ
اسمه
لكنه يحب الوطن
عقابي النفي من الأرض
وجواز السفر هدية
لا أستحقها
لأنني طالب فاشل في مراحل
الكذب
وأجهل مسح الأحذية
ومعاطف الجوخ...
***
في محو أُميَّة حب الوطن
كبُرت
ومُحِيَتْ ذاكرة التَّاريخ
من ذاكرة الوطن...
صورة بلادي حُلُم
أتمنى أن أراها
عندما
يُغالب جفني النُّعاس
أو يخطِفُني
عُمرُ الوسَن
***
صندوقُ بريدي مليء برسائل
ليس عليها طوابع
مكاتيبٌ تعتصر هراءً
يعتصِرُ دموعاً
وشُجونا
مُرقَّمةً بنجوم لا تلتمع
رغم العتمة المُطلقة
مُخططة بالأحمر
وبياضُها
غارِقٌ بِسواد
غارِقةٌ بمداد
***
ن ب ر ا س
غاليتي..
أوتار الغربة واسعة الألحان..
ونحن لا نتقن العزف..
الغربة؛ رداءٌ لغيرنا..
بردٌ لنا
ربيعٌ لهم..عصفٌ لنا..
إلى أين تمضي بنا..
إلى حيث لن نكون!