مقايضة

أيها البحر الأقرب إليّ من حدسي..

كل الطرق إليك موت مُرجَأ..

ومع هذا جازفتُ.. وفقدت في الإثر ظَهري..

ودفاتري.. وآخر قناديلي..


فكرتُ كثيرا كيف أستميلك إليّ؟ 

تُرى، 

لو فَركْتُ قلبي برمْلك.. هل ستُصاب بعدوى أشواقه اليائسة.. فترأف بحالي؟


أو أزجيتُ لغيمة مُهمَلةٍ في مَخدعكَ، عينيَّ.. 

هل تدلّها إليَّ لتحملني حيث يُهَرِّب الصيادون أغانيهم قبل أن يتماهوا في خيط رذاذكَ الأخير؟


أو عجنتُ رِجلَيَّ بموجتك، وقايضتُكَ أغلى ما أملك.. صوتي.. 

هل ستحوّلني إلى حوريّة؟

على الأقل.. ريثما أصل أقرب صخرة


ماذا لو أخبرتك أني أخبّئ فيّ نهرا من الأمومة والزرقة كافيتان بأن تُهدّأا من روعك وتضفيان على وجهك لازوردية مُحبّبة.. أتقبلني حينها؟


همَستْ لي نورسة عجوز في الجوار:

لا يُرقِّقنَّ قلب البحر إلا الدموع.. 

لكن.. من أين أجيء بالدموع وقد تفحّمتْ روحي واستفحل اليباب في أحداقي

ألا يشفع لي آخرُها التي سقيتُ بها ضريحَ زهرة دقائقَ قبل وصولي هنا؟


خذني إليك أيّهذا البحر.. 

وأعدُك أن لا أُقلِق المحارَ القابع بِدَعَة في أحضانك 

أو أُرهِفَ سمعَ أسماككَ بنشيجي..

لن أكلّفك شيئا فجسدي ضئيل.. 

رتوشٌ من ذكريات باهتة.. ليس إلّا.. 

وسأتحلّل فيك بهدوء..


يا سارِدَ التاريخ.. دونكَ صفحتي

هَلاّ أشرتَ لها.. ولو أدناهُ؟

فتَّشتُ عن معنايَ فيكَ فلم أجد

إلّاهُ سطْراً فاقدًا معناهُ 

مريم

View nasheed's Full Portfolio