رجوتك
شعر: مريم العموري
إلى روح أمنا الحبيبة المناضلة مريم فرحات
17 مارس 2013
رجوتكَ يا شعرُ..
أن تُنبِتَ الحَبَّ فوق وِهادي الذي أقفرته المنافي
وأن تنفضَ القلبَ -لو لحظةً- من غبارٍ غشاهُ
وأن ترسل الدمعَ في إثر ماض حبيبٍ لعلك ترجع لي بالقوافي
لأنقش روحي لها في رقيق الصحافِ
لمريمَ.. تلك التي نفخت في الكلام المعاني
وصاغت من الجيل إلياذة البذل في روعة واحترافِ
فغثني أيا شعر كُرمىَ..
لتلك التي علّقت روحنا في المآذن وثّابةً بين حاءٍ وقافِ
***
رجوتكِ يا أرضُ..
أن تحضنيها بكل الحنانِ كما ينبغي لنعوشِ العصافيرِ
أن تهبي جسمها الغضَّ ديباج حُبٍّ كما أرخصت لك أغلى جَناها
وأن توقظي الشمس من جفنها عندما تتوارى الجموع وراء الظلالِ
وقولي لها بعد جُمّ العناء الذي كابدتهُ...عوافي
رجوتكِ أنْ لا تطيلي غياب أحبتها وافتحى بينهم فرجة للعناقِ
فمريمُ مثل جبالك رابطةُ الجأش لكنْ
أرقّ من الماء .. مائكِ.. ينساب بين الضفافِ
***
رجوتك يا ربِّ
أن تقبلنَّ جزيل عطاها وأن تجزلنَّ لها بالعطايا
فأنت العليم بما كابدته من الظلم والفقد والسقم والصبر يا ربِّ
لكن بقلب عظيم الرضاء لعلك ترضى
فهل ترض عن أمَة من إمائك صالت بسيفك في كل ساحِ
وأهدت لك الحِبَّ تلو الأحبةِ حمدا وشكرا
وكرمى لشعب يريد الحياة أبيّا وحُرّا
إلهيَ فاغفر لها وارفعنْ روحها في أعالي الجنان
وأسبلْ عليها جميل العِطافِ
أجبنا إلهي
وعهدا علينا بأن نحفظ العهد نحفره في عميق الشغافِ