الراحلون


ورَعٌ تُتمتِمهُ قرابينُ العيونْ
عبقت رحيقَ الانبياء فسربَلتْ أشواقُها قَصصَ القُرونْ
وهناك ينتفضُ الرُّقودْ
جذلى هي الأطيافُ من صورِ الأحبَّة والجدودْ
لتحيلَ نومَ رميمها...نبضاً على تسبيحها
وجلالُ إبراهيمَ تلثمهُ تراتيلُ الشهودْ
وتبيحُهُ لحناً علا نَغمَ الخلودْ
***
هَـجعَ النسيمُ على سكونِ الراحلينْ
لفّتهُ أسمالُ السكينة والخشوعْ
وحوتْهُ ألطافُ الدموعْ
أوَما درى أنّ اللقا قد كان في طول السُّجودْ
والفجرُ محنـيُّ الضلوعْ؟..
***
النار تُضرمُ في الصفا ودُخانـُها ما مسّ أوسمةَ الجباهْ
النار حبلى .. كيف تلفظ رجسها في الطـُّهر والأرماقُ هامتْ في فداهْ؟
والنار جُنّت ليس يطفئُها سوى ظمأُ الرحيل إلى عُلاهْ
فيحيلُها الرحمن برداً عبقريّاً طاب في اللُّقيا جَنَاهْ
***
واغرورقت أشواقُ إبراهيمَ يلفحُها سَمومُ الغادرينْ
والشهرُ مهمومٌ حزينْ لا يا خليلُ...
فكفكف الدّرَّ الثمين يفديك يا أوّاهُ منا ألفُ إسماعيلَ غـُرّاً ساجدين
أوَلم يُجب رؤياك في وهَـج الطهارة صفوَةُ المتعبّدين؟
أوليس تلك جباهُهم تنداح نوراً في سماء العالمين؟
فلتحزم القلبَ الكبير إلى القلوب
فهناك هاجرُ بانتظاركَ..فاحتضن روح التي ولَدت لك الأحرار في الزمن العقيم
وهناك يسعى ظلّها ما بين أشداق المفازةِ والهجيرْ
بين الصفا والمروة الشهباءَ يحتضر الجنين
هي ما بكت لكنّها أُمٌّ وبعض الحزن يحسرُه الأنين
***
نطق الحنين
أي هاجرُ
هذي الورود البيض تنبتُ في حشاكْ
روَّت نقاءَ الحبّ زمزمُ تستطيبُ شذى دُناك
فلئن جزعتِ أيا حبيبةُ لن نكون
ولئن سئمتِ فذاك يا روح الحياة لنا المنون
ولئن صبرتِ ففي شموخك تنفض الأكمامُ أكداسَ
الشجونْ يفديك يا أمـَّاه منا..ألفُ إسماعيلَ في ركب الملائكِ...ساجدين
مريم العموري
مارس/13/1994

Author's Notes/Comments: 

سنة1994..وعلى صلاة الفجر من ذلك الرمضان..نفذ الغادرون مجزرة الحرم الأبراهيمي والمصلون لا يزالون ساجدين

View nasheed's Full Portfolio