كان عهدا
إلى السياب..
بعد أن حال البحر بينه وبين من أحب
---
يومها..
كان الشراعُ الرَّثُّ يُقصي حلمَهُ بُعداً فبُعدا
جارِحاً في قلبه المقطوفِ، وَجْدا
حين غَصّت بالوداعِ المرِّ نبْرَهْ:
"أوصدي البابَ فدنيا لستِ فيها
ليس تستأهلُ من عينيَّ نظره*"
هكذا وانفضَّ من حَوليهِ حلمٌ
شَفّهُ ثغرٌ وحزنٌ و"فراتٌ" ثمّ ذابْ
في دَمٍ ساقى جوىً
في تراتيل الرَّبَابْ
رجّعَ الشوقَ التياعاً وشجىً
أسبلَ الماضي على خدِّ الرِّمالِ السُّمرِ حتى..
ضاعَ مدّا
واحتواهُ البحرُ ذِكرى...
كان عهدا
***
سائِلِ السِّرَّ المُعنـّى في سَرِِيَّات القلوب
هل تذوبُ الشمسُ من برد الغروب
هل يغيضُ الحبُّ في "جيكورَ*" من قهر الخطوب
ثمّ لا عَودٌ إلى ما كان وِردا
***
صُدَّهُا إن شئتَ لن تسطيع للأشواق صدّا
رُدّها..
كابِر
فهل تسلو
وكم أهدتكَ من أغلالهِا شِعراً ووَردا
لم تهُن يوماً عليهِا
فاشدد الحلمَ على قفرِ الليالي تستَحِلْ صفواً ووِدّا
وإذا أشفاكَ عمرٌ
لاتقل بعد انعتاق الملتقى..
قد كان عهدا
_________________
-
*من مطلع قصيدة "ليلة وداع" للسياب
*جيكور:بلدة الشاعر الواقعة على نهر الفرات