عمــــــــــــــــــــاد

عماد

شعر: مريم العموري

سـألـونـي* عـــن نـجــمِ الـوَطــنِ
عـــن قـلــبٍ كـسـخَـاءِ  الـسُّـحُـبِ
عـــن أجـمــلِ مـــن رأتِ  الـدنـيـا
عـــن نـهــرِ الـنــورِ  المُنـسَـكِـبِ
عـــن سـيــرةِ عـمــلاقٍ  بــطــلٍ
نـقـشـوا ذكـــراهُ عـلــى الـقُـضُـبِ
***
أطـرقــتُ وقـــد أحـيَــت  قـلـبــي
نـسَـمـاتُ مـــلاكٍ لــــم  يَــغِــبِ
ويــلــوذ بـوجــدانــيَ  شــوقـــاً
يـقـبـضُ آهـاتــيَ يـرعَــشُ  بـــي
هـيـهـاتَ! فـــلا قــــول يـكـفــي
بــطــلَ الأجــيـــالِ  الـمُـنـتَـخَـبِ

***
كـــان الــقــرآنُ لــــهُ سَـكَـنــاً
والـصــومُ رفـيـقـاً فـــي  الـكُــرَبِ
فــعــمـــادٌ روضٌ مـــــــن أدَبٍ
وعـمــادٌ كـــونٌ مــــن شُــهُــبِ
وعــمــادٌ إن أومَـــــأَ  طــرفَـــاً
لـبَّـتـهُ جـيــوشٌ مـــن  غــضــبِ

***
فــي يــوم قـلــتُ لـــهُ:  ولـــدي
إفــطــارك عــنــدي فـاسـتَـجِــبِ
لــبّـــى والــنـــور  يـسـربِـلــهُ
كــوَلــيٍّ مــرفـــوع  الـحُــجُــبِ
كـعـريــسٍ زُفَّ إلــــى  الـديــنــا
قـمــراً يـخـتـالُ عـلــى  الـهِـضَـبِ
***
فـمــددتُ لـــهُ الإفــطــارَ فــمــا
رفـــعَ العيـنـيـن عـــن الــهُــدُبِ
وصـبـبـتُ لـــهُ شــايَــاً  فــغــدا
يـدعـو لــي مـــن قـلــبٍ رَطِـــبِ
سَـمَــرٌ يـحـلـو فــــي مجـلـسـنـا
لـــولا صحـبـتـهُ لــــم  يــطِــبِ

***
لــكــنِّ الـلـيــلَ أعــــدَّ  لــــهُ
شـــرَّاً مـــن غـــدرِ المـغـتَـصِـبِ
فطـفـقـتُ أنـــادي يـــا  ولــــدي
طـوَّقـنــا الـبـاغــي  فـاحـتَـسِــبِ
طـوَّقـنـا، يـــا لــيــت  جَـنـانــي
يـفـديـك أيـــا أب كــــل  أبــــي
وبـقــلــب مــحـــبٍّ ودّعَــنـــي
عـانــق ولَـــدَيَّ إلـــى الـعَـصَــبِ
وأسَــــرَّ: "إذن، عــنــد الـمـولــى
نـتـلاقـى فـــي أعـلــى الــرُّتَــبِ"
لـحـظــاتٌ رغـــــمَ  قـسـاوتِـهــا
راحـــت تـعـلـو دنـيــا  الـصَّـخَـبِ
***

ومــضــى كـالـلـيــثِ يـكــبّــر لا
يـعـبــأُ بـالـجـيـش الـمـضـطــربِ
فــرمـــوه بــكـــل ذخـيـرتـهــم
وارتـــدُّوا مـــن هـــول  الـرُّعُــبِ
عــمـــلاقٌ أســلَـــمَ  نـجـمـتــهُ
وهـفــا كـالــوردِ عـلــى  الـتُّــرَبِ
وغــــدا يـســقــي  زيـتـونـتـنـا
بـسـخـاءٍ مـــن دمـــهِ الــسَّــرِبِ

لــكـــنّ الـــــروحَ مـحـلِّــقَــةٌ
بـشــعــورٍ أُنــسِـــيٍّ طَـــــرِبِ
وتـكــادُ مـــن الـنـشـوة  تُــبــدي
أفُـقــاً وهّــاجــاً مــــن ذَهَــــبِ
تـحــفــظــهُ الأرض بـــذاكــــرةٍ
لا تـكـفـيـهـا كـــــلُّ  الـكــتُــبِ
***
يـــا دَمَـــهُ، مَـــدَّ لـنــا  دربـــاً
صُـعُــداً نمـشـيـهِ إلـــى  الـشُّـهُـبِ
يــا دَمَـــهُ سَـعَّــر فـــي  دمـنــا
نَــفَــسَ الــثـــوَّارِ  الـمـلـتَـهِـبِ
يـــا دمَـــهُ خـــطَّ لـنــا قـسـمـاً
أسـمـعـنــاهُ كـــــلَّ الـحِــقَــبِ:
"فـغـداً -صهـيـونُ-، لـسـوفَ تـــرى
مـلـيــونَ عــمـــادٍ، فـارتَــقِــبِ"

 

25/ أبريل/2003
 

Author's Notes/Comments: 

سألوها: حدثينا عن عماد عقل كيف كان.. تنهَّد صدرُها المحموم بالذكريات.. وارتج في قلبها شوقٌ حبيب لأخيها وابنها..لم تمنع عينيها من البكاء.. إنه تشرينٌ آخر يأتي ودم عماد الذي أسقى زيتونتها لا يزال رطبا يتأرجُ في طيبه حوش الدار..

View nasheed's Full Portfolio