ورد وبحر
- من أينَ تحدَّرَ هذا الصخرُ وحطَّ على أنفاس البحر؟
من أين تسلّلَ قَرْشُ الغدْرِ إذا ما شمَّ أنينَ الموج؟
من أين؟
والحوتُ سَقيمٌ يقبعُ في القيعان
يترنَّحُ ما بينَ الذُّلِّ وأسوار الأحزان
آهٍ يا رملاً حرّقهُ النسيانُ..
متى يدرِكُكَ المدُّ..
متى يمتدُّ لينفضَ عرجُون الشطآن؟.
- صَهْ
في الظلمةِ أسماكٌ تسمعْ
- أسماكٌ تسمعُ مالا تفقهُ.. لا زالت يعميهاالنُّورْ
أمْ يرتدُّ إليها الطَّرْفُ إذا ما ضجَّ بسخط البحر!!
-هدّئْ يا بحرُ من الغضَبِ
- والقهرُ الرابضُ فوقَ الصدرْ
هل تحسرهُ هدْأْةُ بحَرْ
لا يا جَدّي
- ماذا يُجدي لو بدّلنا لونَ الصمتِ بلونِ الموتْ؟
- بل لون حياةٍ لا أحلى..أولسنا من أصلاب البحر؟!
-
-ونُفِينا
- لكن لا زلنا ننبضهُ
أولا تنبضهُ أنت؟!
(.....)-
- أوّاهْ
أبكيتُكَ يا جدُّ، فلا كنت
- أتذكّرُ أياماً حلوة
- حدّثني.. فلعلّي أوصلُ بعض الحلم برحلة
- إيهْ..
ما عاد على شفتي لغةٌ تلتذُّ بماضيّ المنسي
- حتى الأحلام لنا تُغتال؟
أنموتْ؟
أوشكُ أن أعترف الآن بأني أرثي حلمَ العَوْدةِ لكن ..لا
زعموا أني محضُ غريب
قصموا حتى تعبَ العمرِ ولكن لا
ما فاتَ أوانُ الحلمِ إذا ما رُدَّ لروح الله
- يا ليت الدنيا تتدلّى كعِذاق خواطركِ الأشهى.. ياليت
- أوَتخبو روحُك يا روحي المخضلة حِسّا؟!
- قفْرٌ روحي فالتمسي من غيري الثورة َوالإحساس
- لكنَّا حِسُّ الإحساسِ وما أقفرَ في يومٍ أبدا
- بعض عزاءٍ لن يجديني
- آهٍ.. ليتكَ تبرؤ من حزنك يا جدّي
-لكن..
- لكن ماذا؟.. علّمني
يا هذي البسمةُ في شفتيكَ.. زمانٌ عنها..
ما أجملَها!
-ها هم
-مَنْ؟
- في ذاك الأفْقِ هناك
- أين؟
-حيثُ الـ....
-(.......)؟
- الوردُ..وما أروعَهُ..يصّعّدُ بالموت الساحر
- (....)!!
- أولستِ ترينَ؟!.. هُناك
يرتشقُ الأفقُ بلون الورد
يتألّقُ شغَفاً مرجانيّاً مدَّ إليه البحر صنوفَا ..
يخفقُ زَجِلا
ياللهْ
حتى الشمسُ توارت خجَلا
مذ لامَسَ نوّار النور ومذ برعمَ في روحي غزَلا
وهُمُ .. أعرفهم.. أعشقهم..
وأراهم أسرابَ يمامْ
من شِقِّ الجنّةِ يزجون إلى القلب سلام
أولستِ ترينَ؟..هناكْ
لا زال الثغرُ يراقصني
يتبسّمُ لي وحدي..
وحدي
وحــ.... ـدي
- جدّي..
أغفَوْت؟
يـــــاه..
قد كدتُ أصدّقُ أنّك مِتَّ ولكن
أنّى للبحرِ حياةٌ دونَك يا جدّي
نَمْ نومةَ وردٍ لا يذبل
وليصبِحْ فيك الحلمُ بخير
مريم العموري
-