لأنه أعز من رأت عيونها
مريم العموري
--
تكسّرت في المحنة الطريقْ
لتبلع الأشواكَ والأسوارَ والضجيجْ
وتنثرَ الشقائقَ الزكيّةَ الأريجْ
على المدى..هُنا..
حفيّةٌ هيَ الحياةُ في البراعِمِ الصغيرة
هنا الحياة تعبقُ الحياة
هنا الحياةُ تنحني لتقطفَ الحياة
هنا البداية الأخيرة
**
يا عمرَهُ السخي
أحلى من الأقمار في صبابةِ السَّحَر
أندى من الأقاحِ تستلذُّ بالمطر
أصفى من الدُّرر
**
لا زال في الزمان من زمنْ
لكي يؤوبَ عيدُها البعيدُ للعيون
لصوته الرقيق في شجَنْ:
"يا أمُّ يا حبيبتي.. ترفّقــي..أراكِ تتعبين..
في الفجرِ... لا بل قبلُ تنتهين تبدأينْ.
في البرد في الطابونِ في الفانوسِ في السنينْ
هاتي اليدين كي أقبـِّـلَ الغديرْ
لا ظلَّ في الهجيرْ
لكن مع اليسيرِ يا حبيبتي..
ظللتِ عُشـّـنا السّموحَ بالكثير"
ويرسُم ابتسامُه انتشاءةً تستأهِلُ القُبَلْ
تودُّ لو تعانقهْ..
لكن مضى على عَجَلْ
مضى وحِبر حلمهِ على الشفاهِ لم يَزلْ..
**
تيمّمت نوارسُ الأصيل من جراحهِ
فليسَ في العُبابِ ماءْ
وليس في الشتاء ماءْ
وليس في العيون موطن لغيرِ كبرياءْ
**
والرَّكبُ لا يزالُ في طريقه يقلّبُ السهولْ
والأمُّ لا تزالُ في شرودها..
تستحلفُ الطريقَ أن تطولْ
يا هذا الابتسامُ يستريحُ في شفاههِ
يشتاقُ هذا الابتسامُ لابتسامِها.. ويعتذرْ
يضمُّ في غيابة السكون سرّ عمرها..
ويعتذرْ
**
وقبل أن تودّعَهْ
لمّت شتات أجمل الصُّوَرْ
تُسِرُّ للنسيمِ بعض نفحَةٍ من السُّوَرْ
والقلبُ في اصطبارِهِ حزنٌ بلا حدودْ
لأنهُ الجَنى
لأنه أعزُّ من رأت عيونُها
لأنه حبيبها..
ذوى هنا...
ولن يعودْ