شعر: مريم العموري
يمرُّالعيـد فـي قلبـي وجرحُ القلـب غنّـــاهُ
يمرُّ العيـدُ فـي وطنـي على أشـلاء قتـــلاهُ
على طفلٍ يروّي الزهرَ يُغـدِقُ فـي عطايـــاهُ
على شيخٍ يواري الدمعَ عمّـن جـاء ينعــــاهُ
جثا رَعِشَاً يلملـمُ مـا تبقّـى مـن بقايـــاهُ
فهـذا "آخـر العنقـودِ" عنـدَ أخـيــهِ واراهُ
***
يمـرُّ العيـدُ فـي الزنـزانِ يلقـى مـن تمـنّــاهُ
فأبهتهُ ظـلامُ السجــنِِ والــجــــلادُ والآهُ
وغَـورُ الجرح في جسد الأبـيِّ، طغـى، فأوهــاهُ
وأما الـروحُ ما فتئـتْ تـردِّدُ فـي حنايــــاهُ:
إلهي أنـت لـي أمـلٌ فكن للقلب سُكنـــاهُ
إلهي أنت لـي شـوقٌ فمـــن إلاك ربّـــاهُ
***
وكفكفَ دمعَهُ العيـدُ وبعض الدمعِ أشجـــاهُ
أيبكي العيدُ في العيـدِ وبالبشـرى عهدنـــاهُ
فمـا للعيـدِ محـزونٌ وأيُّ الأمـر أبـكـــاهُ؟
***
أنا يا صاحِ لا أبكـي شهيداً قـد فقدنـــاهُ
ولا أبكي الكميَّ الحـرَّ حين الذِّكـرُ نجـــواهُ
ولكني بكيـتُ العبـدَ تُثقـلُـهُ خطـايـــاهُ
مضى رمضانُ في عَجَلٍِ وما بالذِّكـرِ أرســــاهُ
ولا أحيـا لـه ليــلاً ولا فجـراً فصـــلاّهُ
ورغـم التيـهِ والنُّكـرانِ خالَ العيـدَ يرضـــاهُ!
***
أنا أرضى لمن أرضـى إلهـاً بـات يخشــــاهُ
أنـا بُشـرى لقـوّامٍ بجوف الليـل نجــــواهُ
أنـا للطفـلِ أمنيـةٌ فيهوانــــي وأهــواهُ
أنا للخيرِ أنّـى كـان بالأحضـانِ ألـقـــاهُ
فهل يا صاحِ تذكـرهُ إذا ما غـابَ ذِكــــراهُ
نعم يا عيدُ، أنت الخيرُ كيف العيـدُ أنســــاهُ
1/إبـريـل/1993
اللوحة للفنان زهدي العدوي