جادك الوجد
شعر: مريم العموري
ألحان وغناء: فرقة الروابي
جادَك الوجدُ أيا طيفاً سلا
مهجةً هامت ببيت المقــدسِ
ضمّها شوقٌ غريمٌ ما قلى
لكنِ البين شديدُ الغَلَـــــسِ
***
يا لصبٍّ ضاق من بُـعْدٍ، فضا
و ذوى في لوعةِ المغتربِ
خاشعٍ ينشدُ ألطافَ القضَــا
تائهٍ في فكرهِ المضطـربِ
ليت ما كان حميماً ما مضى
وانقضى عهداً بعيدَ الأربِ
***
يا فؤاداً شدَّ رحلا و طوى
لُـجَجَ البُعدِ تـُّجاهَ الصَّخرةِ
قد بَراهُ الحزنُ دهراً و لوَى
نبضَـهُ جرحٌ شديدُ القسوَةِ
روّع الوصـلَ قفارٌ و نـَوى
فاغتدى القلبُ طريحَ العِلّـةِ
***
أين من جِيـَّانَ أنسامُ التّلاقْ
داعبت أشجانَ خـِلٍّ وخليـلْ
أين نجوى العيد في ذاك الرُّواقْ
في اتساقٍ قرطبيٍّ مستحيلْ
أطرقت غرناطُ فاعتلّ البُراقْ
يذرفُ الدّمعَ سخيناً وجزيلْ
***
أمس غاب النورُ عن أندلسا
وغدا الآن حبيـسَ الأرَقِ
مشفقاً أُسْوانَ يشكو دَنَســا
أَنَّ في محرابــهِ المحـترقِ
ليسَ يجلو قلبَهُ المبتئسا
غير ماءٍ صاغ وجه الشفقِ