ويبقى صالح أعلى


 

ويبقى صالح أعلى

شعر: مريم العموري

تفلّقَ في جنانِ القلب دحنوناً ونسرينا
وغنّت في شوارده ِ..بلابلُ ماوجت سحراً..
رقيقاً لفَّ تشرينا
جبينٌ كاتساق الصبح ِ نورَ الله قد وُسِما
يذرّينا
يحيلُ قفارَ حاضرنا بساتينا
هنالك من عَل ٍ يرنو إلينا مشفقاً حينا
ومحزوناً أحايينا
سرى نوراً إلى مولاهُ لكنّا..
بقينا في فم الدنيا كما كنّا
نغني مجد ماضينا.. ونجترُّ الأسى حينا
جراحاتٌ نكأناها بأيدينا
فلا عجزٌ كهمّـتنا، ولا صمتٌ كحادينا
رمَينا بؤسَنا صدراً، يضجُّ أسىً لما فينا
فلم يثأر لنا منّا.. ولكن راح يُحيينا
***
ولمّا آن موعدُهُ
ترقرق في نواظره ِ
أخيّاتٌ حبيباتٌ
وأمٌّ مُذ حواهُ الشوقُ لم يرها ولم ترَهُ
وصورةُ من تلقّفهُ    
أخٌ واراهُ في جرحٍ بلا كفنٍ، وواعدَهُ

كذا الذكرى مع الأذكار تلهبهُ
كذا خطواته صارت لصولاتِ الإبا أرْضا
    
ولمّا احتدّ خافقُهُ..
تلمّسَ سورةَ الإسراء ثمّ الشوقُ فجّرَهُ..
بـــــراكيـنــــا
شظايا جرّعت من كان نيراناً وغِسْلينا..
يخضّبُ رسمَهُ الحنـّاءُ..
ينظُمُهُ
كنارُ الدَّوح ِ للدنيا.. دواوينا..
فكلُّ شظيّةٍ من لحمه درسٌ يربّينا
وكل حصاة ِ منزلهِ.. صروحٌ للإبا فينا
ســـــلامٌ ليس نشرَقُ في مرارتهِ..
هو الأعلى..
سرى نوراً إلى مولاهُ لكنّا..
إذا ما دارتِ الدنيا تـَناسَينا
لننقض غزل ماضينا
ونجترُّ الأسى حينا

ويبقى صالحٌ أعلى.. هو الأعلى
ومن قبلُ الألى رحلوا..
هم الأعلون ما هانوا وما وهنوا
إذا ما "حــيَّ للقيـــــا" تردّدَ في روابينا..
دمُ الأحرارِ لبّاها ..قـُبيل صدى: "لقـــــد جينـــــا"..


 

Author's Notes/Comments: 

إلى روح الشهيد صالح نزال منفذ عملية ديزنكوف في تشرين أول عام 1994.. وإلى أرواح من ساروا ولا زالوا يسيرون على دربه

View nasheed's Full Portfolio