شعر: مريم العموري
من صدريَ المهموم بعض شكاتي = تُدمي الفؤادَ فأرسلُ الآهاتِ
لا تعذلوني، لستُ صبَّاً واجِداً = بالحبِّ أغزلُ للملا أبياتي
كلا ولستُ متيّماً في إثْرِ مَنْ = هجرَ الديارَ وبانَ في الفلَوَاتِ
لكنني أبكي وحُقَّ ليَ البُكا = خمساً مضتْ في الكدِّ والعثَراتِ
***
قد بشّروني يومها بمُعَدَّلي = فتعالتِ الأصواتُ: "إبني صيدلي"
ومضيتُ امتشقُ الشٌِهادةَ للورى = وأغذُّ خطوي نحو وَكْرِ مُسَجِّلِي
وأمدُّ في وَجَلٍ إليهِ وريقتي = والعينُ ترمُقُني بأدنى منزِلِ
برنامجٌ: لاشُعْبَةً مفتوحةٌ، = وتعارضٌ قد قد ضاعَ فيهِ مُؤمَّلي
***
ماذا جنيتُ أيا وليدُ، وماذا؟ = حتى "تُنرفِزَ" إنْ سألتُ لماذا
أوليسَ من حقِّي وإنِّي دافعٌ = دَمُ والدي، أن أنتقي الأستاذا
حدِّث عن الصندوقِ كيفَ استحوذوا = جيبَ الفتى من أجلهِ استحواذا
هذه البدايةُ قبل قولكَ يا مُعينُ = تَجلَّدَنَّ وكُن لهم فولاذا
***
ومشيتُ ألتمسُ الطريقَ يحُثُّني = شوقٌ كبيرٌ للغدِ الوثَّابِ
فأضيع في الأرجاءِ، أسألُ إخوَتي = عن حِصَّتي في قاعةِ الآدابِ
واللهَ أُشهِدُ أنّاهُم ما قصَّروا = في وصفهم للدرب في إسهابِ
فوجدتُ عقلي بعد طول مسيرَةٍ = بالطبِّ في درسِ الجراحةِ كابي
***
ويدورُ لمْزٌ بين جمْعٍ راعَهُمْ = أنّي صَحبْتُ حقيبتي مسرورا
وأجيءُ قبل الفجرِ أحجزُ مقعدي = وأكُبُّ في طلب العُلا مبهورا
هل كان فعلي باجتهادي نكتةٌ = حتى دعاني جمْعُهمْ سنفورا؟
بل "فُضَّ فوهُم" لن يضيرَ عزيمتي = هذا الجُحا أو ذاكمُ الخنشورا
***
يا ليتَ شعري، لستُ أفهمُ أو أعي = قول المدرِّسِ مَالَهُ تصريفُ
ماذا يقولُ؟ أليسَ يشرحُ درسَنا = أم أنني قد هاجني التخريفُ
أنا يا مُعلِّمُ يعرُبيٌّ، كابرٌ عن = كابِرٍ لم يُثنِهِ التحريفُ
فلمَ التفرْنُجُ في اللسان وعندنا = لغة الأصالة زانها التشريفُ!
***
ومضتْ ليالٍ ما هنئتُ بنومةٍ = بين المراجعِ أبذُلُ الساعاتِ
حتى "التفاضُلُ" في "الخليَّة"ِ عالقٌ = بين "الحوامضِ"، غُصَّ "بالذرّاتِ"
ماذا أقول "لردّ فِعْلٍ" أو "قِوَىً" = هدَّتْ قوايَ، فسَلَّمتْ راياتي
أأظلُّ أحرقُهُ دمي ومُعلّمي = دون اكتراثٍ "صفَّرَ" "كْوِزَّاتِي"!