أهدى إليّ الياسمينْ... فتهلّل القلبُ الحزينْ
وهمَى بياضاً يستبينُ الحبَّ في عتم السنينْ
اللهَ! هذا العطرُ.. أرّجَ فيَّ أذكـــــــــــــــــــــــــارَ الحنينْ
للشام.. لليوان.. للنّارنج.. للمُتسامرينْ
للميجنا مذ هيّجتْ.. صَوَراً شجونَ العاشقينْ
لتوسّلِ الناياتِ.. للدبكات.. للخصر المكينْ
لشقائق النعمان تبسُط راحهــــــــــــــــــــــــا للمتعَبينْ
للبحر حين استودعوهُ وعودَ عَودٍ بعد حينْ
لرسائلِ المنفى.. لبوصلة أضلّتها السفينْ
للصبح يرْعَشُ باهتاً بين الملاجئ والأنينْ
لِغدٍ تعلّقَ بالقلوب وغاض في الجرح السخينْ
للمستحيل إذا اشرأبّ لفُسحة الأمل الضنينْ
يـُــنبي لكل جديلةٍ.. عن موعدٍ للياسمين
عن موكب الفرح المضمّخ بالندى والــمَندَرينْ
عن شرفة الأشواق تشرب من أكفّ المغرَمينْ
عن سهرةٍ ومُسلسلٍ وصدى البناتِ مع البنينْ
عن ريشةٍ وعريشةٍ وخطى الجدود الطيبين
عن كل شيء مذ تجنّحَ بالصبابة والحنينْ
يهفو يرصُّ الحبَّ جسراً.. حالماً بالعائدينْ
مريم العموري