Author Information
مراكب الأشباح
Folder:
قافية للبلاد مراكب الأشباح
مريم العموري
إلى روح مها.. وأرواح من سكنوا البحر معها
وقفتُ على رفيف البحرِ أملأهُ بعينيَّ
فيسحبني كساحرةٍ إلى بلوره الأزرقْ
ويومئ من ورائي للرمال لكي تقبّل كاحلي الدامي
وتغسل ذنبَ خطوته إلى المطلقْ
يناديني:
- تعالي نطرق الأفراح في لغتي
ففيها كل ما يغري .. وفيها روعة الماضي الذي تدرينَ
فيها لذة المجهول لو تأتينَ
حلمك آمنٌ في خافقي دفآنَ لن يغرقْ
فأغلقُ عن عيون الخوف في قلبي هواجسَهُ
وأمسكُ شلوَ أشتاتي على صدري
وأمشي دونما وعييِ
فيُتبعني نوارسَهُ
لترشقَ بعض أبيضها على أفُق ملبّدةٍ بأحزاني
وترُخي العطر في رئتي التي اختنقت بآكام الدخان المرِّ
توقد لي شموع الشوق في أطراف أمنية بلا معبد
أداريها عن الريح التي عصفت لتطفئني
وتشنق أحرفي من قبل أن تولد
أنا دوامة كبرى وهذا البحر دوّخني
تُرى ضيّعت بوصلتي؟
أم استبقتْ رجائي كي تلاقيني هناكَ.. بُعيد وصول أسألتي
وتأسرني احتمالات الشواطئ في جهات الشمسِ
هل تحنو على ظلي؟
وهل ألقى بها أهلاً كما أهلي؟
فتبهتُني الحقيقةُ.. أنتِ بعد اليوم لاجئةٌ
فلمّي ما تبقّى من فتات الحلم وارميهِ
على جنبيكِ مع أشيائكِ الأخرى
ودسّي في صدوع الموت شالَكِ
فالسفينُ ثقوبها كبرى
ويهمس لي ضجيج الموجِ
-لا تهِني فإني جاعل في القاع عاصمةَ الخلودِ
يؤمّها العشاقُ والشعراء والحاراتُ والخزفُ المنمنمُ بالحكايا
وآلهةٌ بلا حربٍ..
فمدي لي يديك فحضن حاضرتي على وعدٍ
- مها لا تعرف العومَ
- دعيها إنني أعددت في المرجان ملعبَها
- غدرتَ بوعدك الماسيّ يا بحرُ
- أنا الأبويّ مذ حطَمَتْ خُطى الإنسان قافلتي
ولكني بقيتُ البرّ أحملُ كلَّ من عبروا ..
- مها لا تعرف العومَ..
وجسمي غاله خدَرُ
- تعالي باسمك الشاميّ والقدسيّ والبدويّ يا حوريتي
وذري جموحك مع هزيع الريح واستلقي على شفتي
- مها.. أوّاه يا روحي
- دعيها..
هاتها..
فالقاع منتظرُ
- مها خلّيكِ
يا أنفاسَ أمكِ
لا تصيري أفجعَ الأحزانِ في قدَري
فإنَّ نِداك شيّعني
ومشطَ عروسك العاجيّ شيّعني
وطوقَ العيدِ في فستانك الورديّ شيّعني
وآخرَ نظرة في وجهيَ المغدورِ
آخرَ ما تبقى من وداع قدّني موتينْ
شيعني وشيعني
فخذني أيهذا البحرُ من قلبي الذي أفحمتَه ألما..
إلى ما شئت من قاع يحلّلني إلى أوجاعيَ الأولى
فقتْلي أهون الموتينِ
قتلي أهون الموتينْ
