فضفضة أسير

 

فضفضة أسير

 

مريم العموري

 

 

 

هجع الأنامُ فهاجني التفكيرُ.. وحدي أقلّب دفّةَ وأديرُ
القيد أثقل معصمي لكنما.. قلبي إلى دنيا الخيال يطيرُ
ما زال يبحث في الفضاء مغامرا.. حتى تبدّى وجهُها البَلورُ
لفّته بين رنيمها وغرامها.. فكأنني في غمْرها عصفورُ
تُلقي عليّ من الدعاءِ غِلالة.. فيهون دوني البردُ والديجورُ

 

وألوذ في الكفين ألثم دفئها.. هل غير أمي في الحنان نظيرُ

 

 

 

اليوم موعدها تزورُ ونلتقي.. من بعد أن ضنّتْ عليّ شهورُ

 

نفسي لها، تجتاز رغم سقامِها.. قهرَ الحواجز والشتاءُ مريرُ

 

وأنا على شَبِكِ الجدار معلق.. والشوق يخفق في الحشا ويمورُ

 

أتفقد الآتين علّ نداءها.. "ولدي" يسكّن لهفتي ويثيرُ

 

لكنما، والظلم باعد بيننا.. رجعت، يجرّح في الفؤاد صفيرُ

 

وتظل ترجع والرجاء يعيدها.. وأنا عليها مشفق وحسيرُ

***

 

وأجلْتُ طرفي في الأثير فعادني .. نغَم على قلبي الكليلِ أثيرُ

 

يسري فترعشُ في دمي أرجوزةٌ.. .. نفضتْ سمايَ كأنني مسحورُ

 

ذا الليل مع جفرا يميس مجنحا.. وأنا الزريف لقلبها مأسورُ

 

هي فوعة النعناعِ حين أبثّها.. وأنا الذي تهواه حين تشيرُ

 

لكنني أخشى عليها بعدنا.. فألحّ لو أطلقتها، وتطيرُ

 

فتجيب في عتب وتمعن في الوفا .. ما غير قلبك أولٌ وأخيرُ


 

وأتوه في أشواقها فيدلّني.. أملٌ إلى يوم اللقاء قريرُ

 

حُبَّان في "جوَّايَ" لم يعدِلهما.. إلا غرامٌ في الزمان جَهورُ

 

للقدس، هل للقدس غير حبيبها..إنّي لخاطرها دمٌ وشعورُ

 

أهديهما كيما تظل عزيزة.. فبدونها هذا المدى مبتورُ


 

من كل حب سوف يطلع مارد.. يطأ الظلام بعزه ويثور

 

وأنا هنا بالعمر أنقش عمرها.. أنشودة عنوانها التحريرُ

 

 

View nasheed's Full Portfolio