العقد
انفرط العقد وانداحت اليواقيتُ في صدع لحظة..
عبثاً يلمم ما تبقى منها، كلما أمسك بخرزة أفلتتْ كالماء من بين آماله..
يغمض عينيه لعله يرجعُه خطوةً في الزمان.. يشد على يدي رجائه حتى كاد يدميها..
لكن هل كان ليرجع ما كان؟!..
وعلى ناصية قلب يضمحل مع كل نبضة.. ومن بين جداري زفرتين تكادان تطبقان على ما تبقى له من قوة .. يرفع في انكسار راية بيضاء!!
هوى..
أدركتُه بذات الوجع.. حاولتُ انتشاله من غياهبه.. توسلتُ لها:
يا أنتِ.. أناديكِ بعد أن هالني ما أضواه وأوهاني
لا تكسريه على حدّ نكرانك، فطالما كان مشدوها بخاطف طيفك ..
لا تهشميه في ازدراءاتك.. فطالما أحيته رهمة ابتسامك الحنون
لا تذريه فوق اليباس صدى.. فطالما أغراه نخيلك بالغناء
فإذا تململ قليلا من رتابة يومه، كشّرتِ عن خيبتك، وتخيّرتِه بحدّة "أنتَ" لتطلقي عليه سوافيكِ وتسلميه غداً لا قبل له بأحاجيه..
أدركَ قدر ما كان.. فأرجعي له سكينته.. لا تتطيلي قصاصه فكله ذنب عفويته..
اعذليه كما شئتِ .. ربما يستأهل! لكن تريثي هنيهة كي تصدقي توبته.. فهو على شفا الروح يترنح حسرة...
انفرط عقده في المدينة الغريبة وانفلتَ بين هواجسه ..
ماله سوى الله يرد الريح عن نحوله.. وينشل خرزاته من شدق اليأس