جارة القلب

 

جارة القلب

شعر: مريم العمُّوري

أهديتُ نفسيَ بومة.. رقيقةً "مهضومةْ"

طليقة في فؤادي.. وتستحـلّ كرومَه

بعينها عوذتني.. من كل عين لئيمة


فإن خلا بي ليل.. وفيّ أرخى أديمه

من ريشها ذوّبت لي.. وأسرجت لي نجومَه

 

***

يا جارة القلب ماذا دهاكِ صرتِ كتومةْ

تُرى أسرّكِ قلبي.. لواعجي وهمومَهْ؟

وكنتُ أوصدتها عن.. دنياهْ كي لا تلومَهْ


قولي ولا تكتميني.. لا بدّ شُفتِ رسومَه

وداهمتكِ المنافي.. وريحها المحمومةْ

يموء حين تُذرّي.. مع الغروب حطومَهْ

***

واحترتِ فيمن تولَّوا.. وأودعوهُ جحيمَهْ

ولوّعوه بهجرٍ.. وأوغلوا في الخصومةْ

كأنّ ما كانَ أغلى المنى.. ذوى دون قيمة!!

أكنتُ عمريَ  فيهم.. وفي الهوى موهومة؟

***

أنا.. أنا! لم أفارق.. شبّابتي المكلومةْ

سررتُ للحلم غيبًا.. بأن أظلَّ نديمَه

أهديه من صيدِ روحي.. لآلئًا منظومة

فصبَّ فيّ رضاهُ.. وحلوَهُ ونعيمَهْ

وكم رقائق وشّى... بقُبلةٍ مختومةْ

فأنتشي وكأني... على الغيوم مقيمةْ


ماذا جنيتُ لألقى بعد النعيم رجومَهْ

وصار معناه حربًا.. وأسطرًا ملغومةْ

فكيف دون نزالٍ .. جُرّعتُ مرّ الهزيمةْ

ولم أكن في حياتي.. لأي قلبٍ، غريمةْ؟

***

يا بومتي لمْ تشيري عليّ! إني غشيمةْ

كم قيل عنك زمانًا.. رشيدةً وحكيمةْ

هل أكتم القلبَ نبضَ الهوى.. أردُّ نسيمَهْ؟

ولا أوارب بابًا.. لمن أحبَّ رنيمَهْ؟

وأنزوي في حياةٍ.. من الحياةِ عديمةْ؟

***

يا بومتي كفكفيها.. أقماركِ المغمومةْ

سأغلق الآن حلمي.. ولن أحاذيْ تخومَهْ

ولن يمسّ حنيني..  للحظةٍ.. ألبومَهْ

ولترجعي لفؤادي.. كما أحبُّ- تميمةْ

View nasheed's Full Portfolio