الدرج
بخوف نظرت إلى الدرج،التفتت إلى حارس المبنى،تساءلت((الطابق السابع!))نعم،المدير في الطابق السابع،المصعد معطل،ستضطرين إلى صعود الدرج.
ابتدأت تصعد الدرج((ليتها لم تلبس حذاءها ذا الكعب العالي، وتنورتها الضيقة،كانت صعدت الدرج قفزا،الله خلق الكون في سبعة أيام،كم تعب في خلق الكون؟!)).
حذاءها ذا الكعب العالي، وتنورتها الضيقة،كانت صعدت الدرج قفزا،الله خلق الكون في سبعة أيام،كم تعب في خلق الكون؟!)).
ببطء كانت تصعد،محطة استراحة عند كل طابق،الدرج مرمري،نظيف ولامع،الموظفات يتأملن ثيابها بإعجاب،الموظفون يلتفتون خلفهم كي ينظروا إليها.((كل شيء على ما يرام،لم يضع تعبي سدى أمام المرآة))،عند الطابق السابع كانت تلهث تعبا((كم تعب الله في خلق الكون؟!))
قال لها المدير:استريحي
تحرك على كرسيه الدوار،دق الجرس بجانبه،دخل الآذن:
- فنجان قهوة للآنسة
نظر إليها المدير بتمعن:
- حدثني صديقي عنك،قال إنك ابنة صديق عزيز توفي،أعرف والدك قليلا،كان رجلا طيبا،لابد أن ظروفك صعبة الآن،وأنت مضطرة للتوقف عن الدراسة من أجل إعالة أسرتك،ليس لدينا أماكن شاغرة للعمل،سوى وظيفة واحدة،إذا اقتنعت بها سأعينك فورا
دق الجرس ،جاء الآذن
- خذ الآنسة إلى مدير المستودع
التفت إليها
- عودي بعد انتهائك،وأبلغيني قرارك.
مشى الآذن أمامها،ابتدأ ينزل الدرج،الطابق السابع،السادس،الخامس،....الأرضي.
((نزول الدرج أسهل من صعوده،الصعود إلى الجبل صعب،ويحتاج إلى مهارة،ولكن بلحظة واحدة يسقط الإنسان في الهاوية))
دخل الآذن إلى غرفة صغيرة،نظر إليها مدير المستودع باستغراب:
- أرسلني المدير إليك للاطلاع على ظروف العمل.
- حسنا،تفضلي
مشى أمامها،فتح بابا كبيرا،دخل،دخلت وراءه،نظرت ....الغرفة واسعة،عالية السقف والجدران،ليس فيها سوى خرطوم أخضر طويل،ملفوف بشكل حلزوني،يملأ أرض الغرفة.
قال لها الموظف:
- أترين هذا الخرطوم؟ وظيفتك هي غسل درج الشركة وممراتها كل يوم به،الموظفة السابقة أحيلت إلى التقاعد منذ أسبوعين.
خرجت من الغرفة،ابتدأت صعود الدرج،عند كل طابق كانت تستريح،تتأمل الموظفين بثيابهم الأنيقة،الموظفات بكعوبهن العالية،طقطقة الكعوب أزعجتها،أحست بصداع شديد في رأسها،وشة في أذنها،أخيرا..الطابق السابع..
نظر إليها المدير بتساؤل،أجابته:- سأفكر في أمر الوظيفة وأعود غدا.
نزلت على الدرج((ستغسل هذا الدرج كل يوم،إذن لن يمكنها أن تلبس حذاءها هذا،ولا ثيابها هذه،ستلبس ثيابا مناسبة لغسل الدرج، بنطلونا وجزمة مطاطية.
بعد كل آمالها بوظيفة جيدة وراء مكتب مثل باقي الفتيات،تفاجأ بهذه الوظيفة،كل يوم ستغسل الدرج،يبدو أن المدير لديه وسواس بالنظافة))
خرجت من الباب((بيتها في الطابق الرابع،بيوت معظم الأقرباء والأصدقاء في طوابق عالية،دائما تنزل الأدراج،وتصعد الأدراج،نزول وصعود،صعود ونزول...ياللهول!غسل درج بيتها يزعجها،وهو مرة في الأسبوع،وخاصة في الشتاء والبرد القارس،فكيف ستغسل هذا الدرج كل يوم؟!
البارحة دفع جارهم ألف ليرة وبشكل استعراضي للمرأة التي تنظف درج بيتهم،خطر لها أن تقول له: أنا أغسل لك الدرج،وأعطني ألف ليرة،لكنها خجلت،جارهم اغتنى حديثا،ويريد أن يعرف كل الناس أنه غني ويستطيع الدفع.
مشت في الشارع مضطربة،الدرج المرمري يتراقص أمامها،الخرطوم شرنقة خانقة تلتف حولها،وصلت إلى بنايتها،وابتدأت تصعد الدرج.
ندى الدانا
الأديبة / ندى
تفضلي بقبول تحياتي وإحترماتي
قرات قصتك الدرج واعجبتني الفكرة درج الحياة الذي يعيشنا صعودا وهبوطا
أجدت التعبير عن مشاعر بطلتك وهي تصعد الدرج مع تطلعاتها ثم هبوطها مع إنحدارها وإنحدار احلامها وعدم استطاعتها الفرار من قدرها الذي يحاصرها حتى الإختناق
جاءت النهاية قوية
اهنئك
لي فقط ملحوظة .. الله خالق الكون سبحانه وتعالى لا يتعب مثل البشر ولم يكن خلق الكون عنده مجهدا على الإطلاق
أرجو أن تراجعي هذه الجزئية
حتى يكون العمل أكثر جمالا وإشراقا
لك كل الشكر والود
حسام القاضي