أيها الجبل الشامخ فى عليائك
خفف من زلزالك
خفف من ثورة بركانك
فزلزالك أخاف كل أحبائك
وثورتك أحرقت كل زراعاتك
أحست النبتة الصغيرة بالإختناق من كثرة فورانك
ملأ دخان بركانك صدر نبتتك
أختنق الحب داخل قلبها
فرفعت هامتها
لتستنشق هواءا نقيا غير هوائك
نظرت إليها مستنكرا
زلزلت كيانها
أحرقت كل ما تبقى داخلها
اتهمتها بأنها لا تحبك
بنيت جدارا عاليا بينها وبينك
حاولت كثيرا أن تصل إليك
حاولت أن تفتح بابا بينها وبينك
ولكنك دائما تغلق كل أبوابك
كيف للنبتة الصغيرة التى نبتت داخل فوهتك
أن تنظر إليك بنظرة غير حبك
أن تتنفس غير نفسك
ولكنك أحرقتها بلهبك
أحرقتها بحمم بركانك
تيبس الأخضر فيها ولن تجد إلا حطاما
تحاول العيش فقط من أجل أزهارك
حتى تزرعهم فى أرض خصبة غير أنحائك
أما الحب فقد مات ولم يعد حتى فيه أنفاسك
وداعا أيها الحب البائس
وداعا أيها الحب الذى أفنيت فيه عمرى
وداعا أيها الحب الذى ضاعت فيه كل أحلامى
وداعا أيها الحب الذى أصبح وهما وصار عذابا
جعلتنى كالفراشة التى تحوم حول النار
تستمتع بدفئها
ولم يدر بخلدها أنها تحترق بلهيبها
لم تدر إلا وهى تحترق حتى أخر نفس حب فى أعماقها
هل ما تفعله بى حبا
أم تراك تكسر كل فروعى لتغرسنى داخل بركانك
تريد أن تحبس كل أنفاسى، فلا أتنفس إلا أنفاسك
تريد أن تقتل كل من حولى، فلا أجد شئيا إلا فوهة بركانك
هل من مجيب على سؤالى؟؟
هل أترك هواءا نقيا، وأظل أتنفس دخان بركانه؟؟
هل أترك كل من حولى، وأظل أسيرة بركانة؟؟
هل أكسر كل فروعى، وأغرق داخل أحشاء بركانه؟؟
أم ترى هناك حلا، ينقذنى، وينقذ ما تبقى من حبى لهذا الجبل القاسى؟؟؟؟
نبتة احترقت فى جوف بركان ثائر، وتبحث عن نهر حب لتطفئ فيه لهب احتراقها