السيانتولوجيا Scientology Scientologie

Folder: 
مقالات

السيانتولوجيا

Scientologie

Scientology













السيانتولوجيا هي فلسفة دينية تطبيقية تسعى إلى تحسين حياة الفرد روحياً وجعله سعيداً من خلال فهم نفسه ككائن روحاني.



عرَّفَت هي نفسَها بأنها: دين يقدِّم طريقاً محدَّداً يؤدي إلى فهم كامل وأكيد لطبيعة الفرد الروحية الحقة ولعلاقاته مع نفسه ومع عائلته ومع الجماعات البشرية ومع كل أشكال الحياة والعالم الروحي والكائن الأسمى أو اللانهاية. [عن الموقع الرسمي لكنيسة السيانتولوجيا].



تدَّعي هذه الحركة التي كانت تُعرَف في البداية بكنيسة الفهم الجديد Eglise de la Nouvelle Compréhension أنها تشفي الإنسان من أمراض الجسد والعقل.

أسَّسها كاتب روايات الخيال العلمي الفيزيائي النووي الأمريكي لافاييت رون هوبارد Lafayette-Ron Hubbard عام 1954 في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وكلمة سيانتولوجيا Scientologie مشتقة من الكلمة اللاتينية: سيو scio أي المعرفة والكلمة اليونانية: لوغوس logos أي العلم. فالكلمة تعني: علم المعرفة أو دراسة المعرفة. ويُقصَد بها معرفة كيف نعرِف. وتُعنَى بدراسة علاج الروح من خلال علاقتها مع نفسها ومع العالم ومع كل ما هو حي.

وُلِدَ ل. رون هوبارد في 13 آذار 1911 في تيلدن Tilden في ولاية نبراسكا Nebraska في الولايات المتحدة الأمريكية. أبوه كان ضابطاً في البحرية الأمريكية اسمه هاري روس هوبارد Harry Ross Hubbard.

قام رون هوبارد بعدة رحلات ومغامرات في آسيا وخصوصاً الصين واليابان وارتبط بصداقات مع رجال دين بوذيين. ثم عاد إلى الولايات المتحدة ليَدرس الفيزياء الذرية والجُزيئية في جامعة جورج واشنطن. وقد أمضى خدمة العَلَم في البحرية الأمريكية.

أُصيبَ في الحرب العالمية الثانية بالعمى والشلل. لكنه استعاد صحته وقواه بالكامل خلال سنتين بفضل تأملاته. وعلى الرغم من أن عجزه الجسدي كان محنةً قاسية جداً بالنسبة له، إلا أنه أصبح أقوى روحياً بعد أن تغلَّبَ على عجزه وشفي تماماً.

في عام 1938، ترك هوبارد كتابةَ روايات الخيال العلمي ليكرِّسَ نفسَه للفلسفة.

وبعد فترة طويلة من البحث والتفكُّر في المحرِّض الرئيسي للحياة، ألَّفَ في عام 1951 كتابَه الأساسي المسمى: الديانيتيك Dianétique.

والديانيتيك كلمة يونانية مؤلَّفة من كلمتين: dia وتعني (من خلال) أو (عبرَ) وnoûs وتعني (الروح)، أي: (من خلال الروح). فـ (الديانيتيك) يُحدِّد تماماً ما تفعله الروح في الجسد.

الديانيتيك هو قوة الفكر في الجسد.

في عام 1952، أطلق لافاييت رون هوبارد Lafayette-Ron Hubbard السيانتولوجيا كفلسفة دينية تطبيقية ذات صبغة علمية لتحسين حياة الفرد الروحية وحل مشكلاته النفسية.

في عام 1954 أعلن عدد من السيانتولوجيين Scientolgues / Scientologists في جريدة السيانتولوجيا ما يلي:

"بعد دراسة معمقة لنتائج سبر الآراء، نستطيع القول بصراحة أن السيانتولوجيا تستجيب لحاجة هي حاجة الدين."

وفي 18 شباط 1954 أعلن رون هوبارد عن تأسيس أول كنيسة للسيانتولوجيا في لوس أنجلوس. وقد تمَّ الاعتراف بالكنيسة (التي كانت تُعتبَر نشاطاً تجارياً) ككنيسة رسمية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في بداية تشرين الأول من عام 1993.

تَـمَّ نقلُ مقرِّ الحركة إلى بريطانيا. ثم عاد هوبارد إلى الولايات المتحدة واشترى بيتاً يسوعياً للترهبن noviciat jésuite في ولاية أوريغون Oregon ومركباً بطول 107 متراً وفندقاً وأبنية أخرى في Clearwater في فلوريدا.  

كانت تساعده في أعماله الكهنوتية زوجته الثالثة ماري سو Mary Sue.

في حوالي 1980 اختفى هوبارد بعدما ركَّز جميع نشاطاتِه في مركز التكنولوجيا الدينية الذي يديره خلَـفُه ديفيد ميسكافيدج David Miscavidge.  

تُوفِّي هوبارد، بحسب ما روى بعض أصدقائه المقرَّبين، يوم الجمعة 24 كانون الثاني عام 1986 بأزمة قلبية في سان لويس Saint-Louis في كاليفورنيا.

وقد عظَّم أتباعُه من بعده ذكراه كثيراً: ففي بتروليا Petrolia على بعد 250 كم شمال سان فرانسيسكو قاموا ببناء سرداب صغير أسطواني الشكل من الفولاذ على عمق 4 أمتار لحفظ أعماله.

كان لافاييت رونالد هوبارد Lafayette-Ronald Hubbard  كاتباً غزير الإنتاج، إذْ كَتَبَ حوالي 600 كتاب منها: (إنقاص الجريمة)، (مشاكل العمل)، (الديانيتيك: قوة الفكر على الجسد)، (الديانيتيك: الفرضية الأصلية)، (الديانيتيك: تطوُّر علم)، (الديانيتيك 55)، (Self Analyse)، (السيانتولوجيا 080)، (أصول الفكر)، (نظرة جديدة إلى الحياة)، (مقدمة في أخلاقيات السيانتولوجيا)، (هل عشتَ قبل هذه الحياة؟)، (مهمة في الزمن)، (ديناميكات الحياة)،… إلخ.

وقد شكر هوبارد كبارَ مفكري البشرية على مساعدتهم إياه في اكتشاف السيانتولوجيا والديانيتيك فقال:

"أوجِّه امتناني الخالص لمفكِّري الخمسين ألف سنة الأخيرة هذه. فبدون دراساتهم وملاحظاتهم ما كان بالإمكان خلق وتطوير الديانيتيك. وشكري الخاص للأشخاص التالية أسماؤهم: أناكزاغور Anaxagore [فيلسوف يوناني عاش بين 500 و428 ق.م. اعتَبَرَ الذكاءَ مبدأ العالم.]، توماس بين Thomas Paine، أرسطو، توماس جيفيرسون Thomas Jefferson، سقراط، ديكارت، أفلاطون، جيمس كليرك ماكسويل، أقليدس Euclide [رياضي يوناني عاش في القرن الثالث قبل الميلاد]، شاركوت Charcot، لوكريس Lucrèce [شاعر لاتيني، 55 ق.م.]، هيبر سبنسر Heber Spencer [فيلسوف وعالم اجتماع بريطاني]، روجيه باكون Roger Bacon [فيلسوف إنكليزي]، ويليم جيمس William James [فيلسوف أمريكي]، فرنسيس باكون [رسام إنكليزي]، سيغموند فرويد، إسحاق نيوتن، فان ليوينهوكVan Leeuwenhoek [عالم طبيعيات هولندي]، جوزيف ثومبسون [من الهيئة الطبية للبحرية الأمريكية]، وليم أ. وايت William A. White، فولتير Voltaire، ويل دوران Will Durant، الكونت ألفريد كورزيبسكي Alfred Korzybski، وجميع الأساتذة الذين علَّموني الظواهرَ الذرية والجُزَيئية والرياضيات والعلوم الإنسانية في جامعة جورج واشنطن وفي برينسيتون Princeton."

  

قانون إيمان السيانتولوجيا:



كتب رون هوبارد في لوس أنجلوس في 18 شباط 1954 قانون إيمان كنيسة السيانتولوجيا:



نحن، أعضاءَ الكنيسة، نعتقد:

- أن جميع الناس، مهما كان عِرقُهم ولونهم ومعتقدهم، خُلِقوا متساوين في الحقوق؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في أن يكون لهم ممارساتهم الدينية الخاصة وفي أن يمارسوها؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في أن يعيشوا حياتَهم الخاصة؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في صحتهم العقلية؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في أن يكون لهم دفاعهم الخاص؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في أن يتصوروا ويختاروا ويَحضروا ويدعموا منظَّماتِهم وكنائسَهم وحكوماتِهم الخاصة بهم؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في التفكير بحرية والتكلم بحرية والكتابة بحرية عن آرائهم الخاصة وفي الاعتراض أو إبداء الرأي أو الكتابة عن آراء الآخرين؛

- أن لجميع الناس الحق غير قابل للتصرف في خلق نوعهم الخاص؛

- أن لأرواح البشر حقوقَ البشر؛

- أن دراسةَ الذهن والشفاءَ من الأمراض ذات المنشأ العقلي يجب أن لا تنفصل عن الدين وأن لا يُتَساهَل بها في المجالات غير الدينية؛

- وأنه ليس لأحد غير الله السلطة في تعطيل أو إهمال هذه الحقوق بشكل علني أو مضمَر؛

ونحن، أعضاء الكنيسة، نعتقد:

- أن الإنسان في الأصل طيب؛

- أنه يسعى إلى البقاء؛

- أن بقاءه مرهون بنفسه وبأقرانه وبتحقيق أُخُـوَّتِه مع العالم؛

ونحن، أعضاءَ الكنيسة، نعتقد أن القوانين الإلهية تُـحَـرِّم على الإنسان:

- أن يخرِّبَ نوعَه الخاص؛

- أن يخرِّب عقلَ الآخرين؛

- أن يخرِّب أو يستعبِد نفسَ إنسان آخر؛

- أن يخرِّب أو يقلِّل من بقاء أقرانه أو جماعته.

ونحن، أعضاء الكنيسة، نعتقد أنَّ الروح يمكنُ أنْ تَخْـلُصَ وأنَّ الروحَ وحدَها يمكنُ أنْ تُخَـلِّصَ أو تشفيَ الجسد.



مسَلَّمات الديانيتيك:



تضم السيانتولوجيا معارفَ مصدرُها عِدَّةُ حقائقَ أساسيةٍ منها:

- الإنسان كائن روحي خالد؛

- خبرتُه تتعدى فترة حياتِه؛

- كفاءاتُه غير محدودة، حتى وإن لم تتحقق قدراتُه الكامنة في الحاضر.

السيانتولوجيا هي فلسفة دينية لأنها تهتم بإعادة الهوية الروحية الفطرية للإنسان. فكل ما تقدِّمه السيانتولوجيا جديد. تقنيتها الدينية جديدة. تنظيمها الكَنَسي جديد. ومفهومها عن إنسان القرن العشرين جديد تماماً.

كما تضمُّ السيانتولوجيا مُـسَلَّماتٍ تحدِّد القوانينَ والحقائقَ الأساسية في الحياة، وخصوصاً كيفيةَ تحقيق كفاءاتنا الروحية الفطرية.

هذه المسَلَّمات تشكِّل أساساً لحكمة يمكن تطبيقها على مجمل الحياة، أية حياة، من اجل تحسينها وبلوغ الخلود الروحي. كما أنه لا يوجد جانب من جوانب الحياة لا يمكن تحسينه بتطبيق مبادئ السيانتولوجيا.

اكتشف هوبارد أن الإنسان يخضع لقواعد وقوانين في غاية الدقة سماها (مسَلَّمات). المسَلَّمة الأولى والرئيسية هي البقاء (Survie)، وهي المبدأ الديناميكي المحرِّك للوجود والمُسَلَّمة الأساسية في الديانيتيك.

هذه المُسَلَّمات، التي يبلغ عددها /194/، تضم تدويناً للعوامل التي تكمن وراء كل اضطراب عقلي.

فما هي هذه المُسَلَّمات (ننتقي منها المُسَلَّمات الخمسين الأولى)؟



1- أصل الحياة هو سكون ذو خصائص متمايزة وخاصة.

2- جزء واحد على الأقل من السكون يُدعى الحياة يؤثِّر على العالَم المادي.

3- إنَّ للجزء الخاص بسكون الحياة، والذي له تأثير على العالَم المادي، هدفاً ديناميكياً هو البقاء والبقاء فقط.

4- يمكن للعالَم المادي أنْ يُختَزَل إلى حركة من الطاقة تفعل في الفراغ عبر الزمن.

5- إنَّ الجزءَ الخاص بسكون الحياة والمعنيّ بالأجسام الحية للعالَم المادي يخص الحركة فقط.

6- من بين خواص سكون الحياة: قابليةُ وضع الحركة والحياة في المادة ليجعل منها أجساماً حية.

7- يتكفَّل سكونُ الحياة بغزو العالم المادي.

8- يغزو سكونُ الحياة العالَمَ المادي وذلك بتعليم وتطبيق القوانين المادية للعالم المادي.



رمز: سيكون رمز سكون الحياة المستخدَم من الآن فصاعداً هو الحرف اليوناني تيتا THÉTA.



9- أحد نشاطات البقاء الأساسية لِـ (تيتا THÉTA) هو وضع نظام للشَواش chaos في العالَم المادي.

10- ينظِّم تيتا THÉTA الشواش وذلك بأن يغزو، بواسطة الأجسام الحية على الأقل، كلَّ ما يمكن أن يبدو قابلاً للبقاء pro-survie في العالم المادي MEST وبأن يهدم كلَّ ما يمكن أن يَظهر لا-بقاء non-srvie في العالَم المادي MEST.



رمز: الرمز المستخدَم من الآن فصاعداً للعالم المادي هو MEST المركَّب من الأحرف الأولى للكلمات: Matter, Energy, Space, Time (مادة، طاقة، فراغ، زمن).  

11- يتألف الجسم الحي من مادة وطاقة في الفراغ والزمن، ويُحييه تيتا  THÉTA.



رمز: سيُرمَز إلى الجسم الحي أو الأجسام الحية من الآن فصاعداً بالحرف اليوناني لامبدا LAMBDA.



12- يَتبع الجزءُ المادي MEST من الجسم قوانينَ العلوم الفيزيائية. وكل جسم حي LAMBDA يتعلق بالحركة.

13- يقوم تيتا THÉTA، وهو يفعل من خلال لامبدا LAMBDA، بتحويل قوى العالم المادي إلى قوى لغزو العالم المادي.

14- على تيتا THÉTA، وهو يؤثِّر في حركة العالم المادي، أن يحافظ على سرعة تدريجية للحركة.

حدود لَمبدا LAMBDA ضيقة فيما يخص الحركة الحرارية وكذلك الحركة الميكانيكية.

15- لَمبدا LAMBDA هو المرحلة الانتقالية في غزو العالم المادي.

16- يشتمل الغذاء الأساسي لكل جسم على الضوء والمنتجات الكيماوية.

لا يمكن للأجسام أن توجد إلا كمستويات أعلى من التعقيد لأنه يوجد محوِّلات للمستويات الأدنى. يقوم تيتا THÉTA بتطوير الأجسام انطلاقاً من أشكال دنيا إلى أشكال عليا ويدعمها بأشكال محوِّلة دنيا.

17- يُكمل تيتا THÉTA من خلال لَمبدا LAMBDA تطوُّرَ ميست MEST.

بهذا، لدينا من جهة، الفضلات الناجمة عن الأجسام، كالمنتجات الكيماوية المعقدة جداً التي تصنعها الجراثيم، ومن جهة أخرى، المساحة المادية للأرض التي تحوِّلها الحيوانات والبشر، كالعشب الذي يمنع تآكل الجبال أو الجذور التي تُفجِّر الصخور والأبنية التي تُبنى والأنهار التي تحجزها السدود. هناك ارتقاء واضح للعالم المادي MEST الذي يتطوَّر تحت غزو تيتا THÉTA.

18- يتغيَّر الـ "تيتا" le THÉTA الذي يُزَوَّد به لَمبدا LAMBDA، حتى ضمن النوع الواحد.

19- يتوجَّه جهد لَمبدا LAMBDA نحو البقاء.

هدف لَمبدا LAMBDA هو البقاء. والجزاء الناجم عن الإخفاق في التقدم نحو هذا الهدف هو الموت.

تعريف: الإصرار هو قابلية ممارسة جهد مستمر نحو أهداف البقاء.

20- يخلق لَمبدا LAMBDA الـ "ميست" le MEST ويصونه ويحافظ عليه ويطلبه ويخرِّبه ويستولي عليه ويجمعه ويفرِّقه.

يبقى لَمبدا LAMBDA على قيد الحياة وذلك بإحياء وتحريك أو تخريب المادة والطاقة في الفراغ والزمن.

21- يتعلق لَمبدا LAMBDA بحركة مُثلى. الحركة السريعة جداً وكذلك الحركة البطيئة جداً هما ضد البقاء.

22- تيتا THÉTA والفكرة هما حالتا سكون ذات طابع مماثل.

23- كل فكرة تتعلق بالحركة.

24- وضع حركة مثلى هو هدف أساسي للعقل la raison.

تعريف: لَمبدا LAMBDA هو محرِّك ذو احتراق كيميائي موجود في الفراغ والزمن، يبرِّرُه سكونُ الحركة وتوجِّهه الفكرة.

25- الهدف الأساسي للعقل هو حساب وتقدير الجهد.

26- تتم الفكرة عن طريق نُسَخ طبق الأصل FAC-SIMILÉS عن تيتا THÉTA الخاص بالعالم المادي أو بذوات أو بأفعال.

27- العمل المتناسق أو الحركة المثلى وحدها تُرضي تيتا THÉTA الذي يطرح أو يخرِّب الفعل أو الحركة التي فوق أو تحت مستوى التساهل لديه.

28- يتعلق العقل [النفس] le mental كلياً بتقدير الجهد.

تعريف: الذهن le mental هو مركز قيادة تيتا THÉTA لجسم أو لأجسام.

29- الأخطاء الأساسية للعقل la raison هي إخفاق التمييز ضمن المادة والطاقة والفراغ والزمن.

30- الصَّواب هو الحساب الصحيح للجهد.

31- الخطأ هو دائماً الحساب الخاطئ للجهد.

32- يمكن أن يمارس تيتا THÉTA تأثيرَه مباشَرةً أو بالتوسُّع.

يمكن لِـ "تيتا" THÉTA أن يوجِّه التطبيقَ المادي للجسم على البيئة أو يمكنه أولاً، من خلال الذهن le mental أن يَحسبَ الفعل أو يقدِّم أفكاراً، على سبيل المثال من اللغة.

33- تكون النتائج موجَّهة نحو حصر الجهود أو حفظها أو تسريعها.

34- القاسم المشترك لجميع الأجسام الحية هو الحركة.

35- جهد جسم ما من أجل البقاء أو الموت هو الحركة المادية لهذا الجسم الحي في لحظة محددة في الزمن عبر الفراغ.

تعريف: الحركة هي كل تغيُّر في الاتجاه في الفراغ.

تعريف: القوة هي الجهد المطبَّق بغير هدف محدَّد.

تعريف: الجهد من القوة الموجَّهة.

36- يمكن لجهد جسم ما أن يقوم على البقاء ثابتاً أو الاستمرار في حركة محدَّدة.

لحالة السكون وضع في الزمن؛ لكنَّ الجسمَ الذي يبقى، من خلال وضعه، في حالة سكون، يواصل مع ذلك، إذا كان حياً، مجموعةَ حركات معقَّدة جداً مثل ضربات القلب والهضم، إلخ.

جهودُ الأجسام من أجل البقاء أو الموت تؤازرُها أو تفرضُها أو تقاوِمُها جهودُ أجسامٍ أخرى وجهودُ المادةِ والطاقةِ والفراغِ والزمن.

تعريف: الانتباه هو حركة يجب أن تحتفظَ بجهد أمثل.

يَزيغ الانتباه عندما ينفصل ويكسَح الأشياءَ بغير هدف محدَّد أو عندما يصبح ثابتاً جداً دون أن يكون بإمكانه كسح الأشياء.

تتصرَّف التهديدات المجهولة ضد البقاء، عندما يتم إدراكُها، بحيثُ يقوم الانتباه بالكسح دون أن يستقر.

تتصرَّف التهديدات المعروفة ضد البقاء، عندما يتم إدراكُها، بحيثُ يستقرُّ الانتباه.

37- هدفُ لَمبدا LAMBDA النهائي هو البقاء اللانهائي.

38- الموت هو هجر تيتا THÉTA لجسم حي أو عِرق أو نوع عندما لا تعود هذه الأخيرة بإمكانها أن تفيد تيتا THÉTA في أهدافها في البقاء اللانهائي.

39- ثوابُ جسمٍ يلتزم في نشاطات البقاء هو اللذة.

40- عِقابُ جسمٍ لا يلتزم في نشاطات البقاء أو يلتزم في نشاطات اللابقاء هو الألم.

41- الخليَّة والفيروس هي العناصر التي تُـكَـوِّن البنية الأولية للأجسام الحية.

42- الخليَّة والفيروس هي من المادة ومن الطاقة تُحييها وتُبَرِّرُها تيتا THÉTA في الفراغ وفي الزمن.

43- يضع تيتا THÉTA حركةً في الفيروس والخلية اللذَينِ يكونانِ على شكل تراكمات [مجاميع] من المستعمَرات en agrégats de colonie ليزيدَ من الحركة الكامنة ويُكمل جهداً ما.

44- هدف الفيروسات والخلايا هو البقاء في الفراغ عبر الزمن.

45- المهمة الكلية للأجسام العليا والفيروسات والخلايا هي نفسُها مهمة الفيروس والخلية.

46- يمكن لتراكمات [مجاميع] مستعمرات الفيروسات والخلايا أن تجد نفسَها مُشبَعةً من تيتا  THÉTA أكثر مما كانت تحتوي عليه في الأصل.

تَنضَمُّ الطاقة الحيوية إلى كل ما يكون على شكل مجموعة، سواءً فيما يتعلق بمجموعة أجسام أو مجموعة خلايا تؤلِّف جسماً. لدينا هنا الجوهر الشخصي، التفرُّدية، إلخ.

47- لا يمكن أن يتم إنجاز الجهد عن طريق لَمبدا LAMBDA إلا من خلال تنسيق أجزائه نحو أهداف ما.

48- يجهَّـز الجسمُ من أجل أن يحكمَه ويسيطِرَ عليه الذهن le mental.

49- هدفُ الذهن le mental هو طرح وحل مشكلات متعلقة بالبقاء وتوجيه جهد الجسم طبقاً لهذه الحلول.

50- كل المشكلات تطرحها وتحلها تقديراتُ الجهد.

......... إلخ.





السيانتولوجيا هي، إذاً، دين وضعي (غير موحى به) يعتقد بوجود خالق هو الله ويفتتح عصراً جديداً للبشرية وجسراً نحو حياة أفضل، كما يهدف إلى إنشاء حضارة بلا جنون ولا جرائم ولا حرب.

تسعى السيانتولوجيا إلى دراسة المعرفة من أجل تحسين الحياة؛ كما تَدرُس الحكمةَ والحياة انطلاقاً من الإنسان ككائن روحي: الإنسان هو روح؛ وفكرُ الإنسان (الذي هو بطبعه طيب) يسيطر على جسده. أما خلاصُ الإنسان فمرتبط بالطريق الذي يسلكه.

إنَّ هدفَ الكنيسة (التي يَحكم أعضاءَها نظامٌ صارم) هو وضعُ تكنولوجيا رون هوبارد في متناوَل الأعضاء فقط من أجل تحسين حياتهم.

لكل كنيسة فرعية (محلية) مجلس خاص بها يتبع لكنيسة قارِّيَّة تخضع بدورها للمقر الأمريكي، الكنيسة الأم في لوس أنجلوس:

(كنيسة لوس أنجلوس الدولية للسيانتولوجيا

L’Eglise de Scientologie Internationale de Los Angeles).

فكنيسة فرنسا مثلاً تخضع للكنيسة القارِّيَّة التي مقرُّها كوبنهاغن.

يضم الاتحادُ الدولي للسيانتولوجيين جميعَ الأعضاء. ومقرُّ الأمانة العامة لهذا الاتحاد هو منطقة سوسيكس الإنكليزية Sussex anglais.



العضوية: هناك نوعان من العضوية في الكنيسة: عضوية دائمة وعضوية مؤقتة. ويدفع الأعضاء الدائمون والمؤقَّتون ضريبة العُشر للكنيسة.

تعتمد الكنيسة على مساهمات الأعضاء والأسعار الباهظة للاستشارات والدروس.

يَجمَع الكَهنةَ (رجالاً ونساءً) مجلسٌ رعوي يمارِس رقابتَه الصارمة على الأعضاء.

تعتمد كنيسة السيانتولوجيا على الدعاية بشكل كبير: مؤتمرات، حملات إعلامية، منشورات…

فهي توزِّع مجاناً استمارة اختبار الشخصية التي تحتوي على 200 سؤال. والأشخاص الذين يتم الاتصال بهم من قبل الكنيسة يُدعَون إلى متابعة تأملاتِهم وتفكُّراتهم عن طريق دروس مأجورة. وقد قامت الكنيسة بنشر كتاب للصلوات ومواعظ من تأليف هوبارد.



الطقوس والأعياد: أما بالنسبة لطقوس الكنيسة، فهناك احتفال ديني صغير يقام مساء الأحد، حيث يقرأ الكاهن شيئاً من مؤلفات هوبارد (أو أي شيء آخر). كما أن هناك طقوساً خاصة بتعميد الأطفال والزواج والدفن.

تحارب كنيسة السيانتولوجيا المخدرات والكحول وتقدس الزواج بواحدة وتنشر طريقة تطهير أو تنقية للتخلص من أضرار الأدوية.



وهناك أعياد خاصة تَجمع أعضاء الكنيسة مثل:

عيد مولد هوبارد (13 آذار)، عيد مولد الديانيتيك (9 أيار)، عيد السفَر التدشيني لـ "الفري ويندس" L’anniversaire du voyage inaugural du Freewinds، عيد مَرْكَب الحركة Vaisseau du mouvement (6 حزيران)، عيد الميلاد، يوم المُحَضِّرين Auditeurs على شرف جميع المُحَضِّرين (الأحد الثاني من شهر أيلول)، عيد تأسيس الاتحاد الدولي للسيانتولوجيين IAS (International Association of Scientologists) (في 7 تشرين الأول)، بالإضافة إلى أن كلَّ كنيسة محلية تحتفل بعيد تأسيسها الخاص بها.

أما الطقوس الأكثر أهمية فتتم خلال الأسبوع وخارج الكنيسة من خلال جلسات التحضير (L’audition)  التي يقوم بها الكاهن المرشد (Le ministre-conseiller) أو المُحَضِّر (L’auditeur) مع العضو الجديد طالب الاستنارة (Le pré-clair PC) أو المحضَّر (L’audité). حيث يعمل الكاهن على مساعدة طالب الاستنارة في السيطرة على ذهنه الارتكاسي (son mental réactif) باستخدام جهاز مقياس القوة الكهربائية (l’électromètre) لكشف مناطق التوتر والضيق الروحي.

تدَّعي السيانتولوجيا أنه لا يوجد في أيِّ عمل مكتوب، سواءً كان أدبياً أم دينياً أم غير ذلك، وصفاً مشابهاً لحالة المستنير وعظمتها، هذه الحالة التي كانت تبحث عنها البشرية منذ زمان بعيد جداً والتي كان من المستحيل بلوغها قبل بحوث واكتشافات رون هوبارد.

بعد أن يجدَ العضو الجديد طريقاً له إلى حياة أفضل ويتحرَّرَ من كل ما يعيقه ويتحكم بمصيره، يصبح عندئذٍ مستنيراً Clair بعد أن كان طالباً للاستنارة Pré-clair.

وجلسة التحضير هذه هي الفترة الزمنية التي يقوم خلالها الكاهنُ المحضِّر بتحضير طالب الاستنارة PC لبلوغ درجات مختلفة ومستويات مختلفة حسب لائحة التصنيف والتدرُّج والوعي وبفضل الجسر أي الطريق الذي يؤدي إلى حالة الاستنارة. إنها رحلة تبدأ من الجهل إلى الكشف والرؤيا. والتدريب ضروري فيها ويكون مقسَّماً إلى (12) صفاً ابتداءً من المستوى (0) إلى المستوى (4).  

يقوم الكاهن (أو الكاهنة) في جلسة التحضير بطرح أسئلة على العضو الجديد الذي يقوم بدوره بالإجابة من خلال ذكرياته. ومن القواعد الأساسية لجلسة التحضير أنْ لا يُعلِّقَ الكاهنُ أبداً على جواب العضو، ولا يقَيِّمه لا سلباً ولا إيجاباً، بل يعزِّز جوابَ العضو بكلمات مثل: شكراً، حسناً، جيد، اتـفقنا...إلخ، أي لا يؤثِّر في جوابه بل يدعوه إلى البحث عن أجوبته في داخل نفسه. وهذه الطريقة ليست جديدة بل تذكِّرُنا بمنهج سقراط (La maïeutique) في استخراج الحقيقة من النفس عن طريق توجيه الأسئلة.

لقد لفتَتْ جلساتُ التحضير أنظارَ عدد من مشاهير الفنانين (وعلى رأسهم الممثل الأمريكي توم كروز Tom Creuise سفير السيانتولوجيا للنوايا الحسنة الذي أعلن ارتداده عن الكنيسة الكاثوليكية عام 1990 لينضم إلى كنيسة السيانتولوجيا – [التي يقال أنها السبب وراء فسخ العلاقة الزوجية بين كروز ونيكول كيدمان التي تربَّت على المبادئ الكاثوليكية والتي كانت ترفض أن تربّي ولديهما بالتبني إيزابيلا وكونور على مبادئ السيانتولوجيا] -)، ربما لأن هؤلاء الفنانين كانوا يرون أن مثل هذه الجلسات تساعدهم في كشف واستغلال طاقاتهم الإبداعية الكامنة. – [هناك أيضاً من المشاهير الذين انضموا إلى كنيسة السيانتولوجيا: Priscilla Presly, Julia Migenes Johnson, Karen Black, Jhon Travolta, Chick Corea, Xavier Deluc, Arnaud Boetsch, Cyprien Katzaris,...] - .  



السيانتولوجيا والتقمُّص:



ترى السيانتولوجيا أن معنى التقمُّص الحقيقي قد شُوِّه وأن المعنى الحقيقي لكلمة Réincarnation (تقمُّص) هو الولادة في اللحم أو في جسد جديد، وليس الولادة في أشكال مختلفة من الحياة. السيانتولوجيا إذاً توافق على المعنى الحقيقي للتقمص. حتى أن العديد من أتباعها لديهم اليقين بأنهم عاشوا حيواتٍ سابقةً قبل حياتهم الحالية. وهم يفضِّلون أنْ يتكلموا عن حيواتٍ سابقةٍ بدلاً من أن يتكلموا عن تقمصات. لكنَّ الإيمانَ بحيوات سابقة ليس قطعياً وملزِماً، فكل عضو حر في أن يؤمن بحيواتٍ سابقة أو لا يؤمن. إلا أن السيانتولوجيين، بين الفينة والأخرى، يتذكرون حياةً سابقةً خلال جلسات التحضير.

والاعتقاد بوجودٍ سابقٍ في شكلٍ مادي ما ليس فكرةً جديدة، والجديد في السيانتولوجيا هو أنها تقدِّم الأدواتِ الخاصةَ بحل الاضطرابات والانحرافات الناجمة عن حيوات سابقة والتي تؤثِّر سلباً في الحياة الحالية. وبهذا تتيح للمرء أنْ يتحرَّرَ منها ويعيشَ حياةً سعيدة.



شعار السيانتولوجيا:



شعار السيانتولوجيا هو صليب ذو 8 شُعَب يرمز إلى الديناميكات (Dinamiques) أو القوى الثمانية للحياة، حيث يجب أن يصبح الـ (التيتان Thétan من الحرف اليوناني THÉTA) – [وهو الجزء الخالد في الإنسان أو الروح] – فعالاً في جميع هذه القوى: (1) دافع البقاء الشخصي، (2) دافع البقاء بالإبداع عن طريق إنشاء أسرة وأولاد، (3) دافع البقاء عن طريق الجماعة، (4) دافع البقاء عن طريق الإنسانية، (5) دافع البقاء على شكل حيوي وبمساعدة كل ما هو حي، (6) دافع البقاء عن طريق العالم المادي: المادة-الطاقة-الفراغ والزمن، (7) دافع البقاء ككائن روحي، (8) دافع البقاء كمطلق ولانهائي (الله، الكائن الأسمى، خالق العالم).

يرمز صليب السيانتولوجيا إلى إمكانية أن يكون المرء سعيداً، وذلك بالتناغم مع كل سَفيرة Sphère من سفيرات وجوده.  





الانتقادات الموجهة إلى السيانتولوجيا:



كتبَ روسل ميلر Russel Miller  في كتابه: (رون هوبارد، الزعيم الروحي بلا قناع):

"أمضى حياتَه في خداع الناس والغش في التجارة والتهرب من الضرائب والهروب من دائنيه والتهرب من الملاحقات القضائية."

على عكس ما يدَّعي هوبارد من أنه ضد الاستبداد والشمولية وأن ليست هناك أية سلطة على الفرد – [سوى سلطة هوبارد نفسه طبعاً!] – حيث كان يقول: (ليس هناك من سيادة أو سلطة)، نرى أنَّ تنظيمَ الكنيسة استبدادي وشمولي إلى أقصى حد ويمارس رقابة مخابراتية صارمة على الأعضاء، وأن سلطة هوبارد فيها مطلقة. حتى أن أحد الأعضاء السابقين قال: "... لو كنتُ أعرف أنَّ كونتان Quentin ابن هوبارد سبقَ أن حاول الانتحار عدة مرات لأنه وجد أن حياتَه لا تطاق في ظل رقابة أبيه... لكنتُ هربتُ بعيداً ما أمكن وسريعاً ما أمكن...". – [في تشرين الأول 1977 تـمَّ الإعلان عن وفاة كونتان في ظروف غامضة. وقد أكَّد بعض أصدقائه أنه انتحر لأنه لم يحقق أمنيته في أن يصبح طياراً] - .

في عام 1977 صرح وكيل نائب الجمهورية (وكيل قاضي النيابة العامة) في فرنسا خلال دعوى ضد رؤساء هذه البدعة: "أشكُّ في حِكمة لا تكون إلا في متناول الأغنياء، وفي دين ليس متاحاً للفقراء والبسطاء، بل دين مال ودجل (وغش). الحِكمة لا تُشرى بالمال، بل تقدَّم مجاناً!". [عن: البِدَع الجديدة Les nouvelles sectes لـ: Alain Woodrow].

يرى عالِم الاجتماع الكندي ستيفين أ. كينت Stephen A. Kent أن السيانتولوجيا منظمة لا تحترم حقوق الإنسان، وهي تُعَرِّض غالباً صحةَ الأشخاص العقلية وأحياناً الجسدية للخطر.



وحول مدى انسجام السيانتولوجيا مع المسيحية نقدِّم هذا المقطع المأخوذ من دروس المستوى الأعلى التي تقدِّمُها الكنيسة [Level OT8 Series I, HCO Bulletin of 5 May 1980]:



"إلى الذين يظنون أنني أمشي على أقدام المسيحية، اسمحوا أنْ أفتحَ أعيُنَكم على إحدى خرافاتها وأساطيرها المفضَّلة. على سبيل المثال، قصة يسوع المسيح بعيدة عن الصورة المقدسة التي يعطيها هو لنفسه. فهو لم يُقِـم فقط علاقاتٍ جنسيةً مع مراهقين ورجال بل أكثر من هذا، فقد سيطرَ عليه فرطٌ من الغضب والحقد لا يمكن السيطرة عليه ولا ينسجم مع دعوته إلى المحبة، محبة البعض للآخر..." !!!

هذا الدرس غير متاح إلا بعد مرحلة طويلة وطويلة من الإرشاد ومكلفة جداً للعضو السيانتولوجي الذي سيدفع أكثر من مليون فرنك فرنسي للكنيسة قبل أن يحصل على حق تعلُّم هذا النوع من المعلومات الخاصة (السكوب Scoop).

ينفي بعض الدارسين للسيانتولوجيا حصولَ مؤسسها هوبارد على أية شهادة جامعية، كما أنه لم يتخصص في الفيزياء النووية. وكل هذه المعلومات هي من قبيل الدعاية الكاذبة. كما أن هناك عدة وثائق تكشف ميول هوبارد الفُصامية والهَذَيانية schizophréniques et paranoïaques ، وأنه، ككاتب روايات خيال علمي، قد فقدَ الحدود بين الواقع والخيال.

بالإضافة إلى أن هذه البدعة لم تُـقِم عملياً أيَّ وزن لاحترام الفرد، إذ تنظر إلى الناس تبعاً لإنتاجيتهم فقط... وأصبحت صورة السيانتولوجي هي: كائن ساذج، ليِّن، مطيع، تابع، مستعد لأن يُسرَق ويُنهَب دون أدنى تذمُّر، أي هو أجير كامل.

في آذار 2001 صرَّحَ القاضي رونو فان رويمبيك Renaud Van Ruymbeke  أن هذه المنظمة أُنشِئت لارتكاب النصب والخداع والدعاية الكاذبة، مما يؤدي إلى حلها حسب قانون عام 1994. [راجع L'Humanité تاريخ 21 و25/2/2002].

ففي عام 1978 حُكِمَ غيابياً على المؤسس نفسه رون هوبارد بالسجن أربع سنوات ودفع غرامة مقدارها 36000 فرنك بتهمة النصب والاحتيال.

السيانتولوجيا هي مشروع سلب لإنسانية الإنسان من خلال عبادتها للتقنية؛ فهي لا تُطوِّر لدى أتباعها الاستقلالية والسيادة كما تدَّعي، بل تحررهم من كل سيادة لتربطَهم بسيادتها فقط ولتسجنَهم في أيديولوجيتها وتحرمَهم شيئاً فشيئاً من كل شكل من أشكال الاستقلالية.

تَعتبِـر السيانتولوجيا أن مشكلة الإنسان هي الإنسان نفسُه: ضعفُه وتبعيتُه ونقائصُه. فهي تريد أن تحررَه من كونه إنساناً، فتقدِّم له تقنياتٍ جاهزةً (Techs): كيف يفكر، كيف يكون سعيداً، كيف يصبح مستنيراً، ... إلخ، موهِمةً إياه أنها تحرره من العبودية والتشييء لتصنعَ منه سوبرماناً، لكنها تعيدُ تشييئه من جديد.

تدَّعي السيانتولوجيا أنها تحرر الناس من إنسانيتهم، لأنهم هم في الحقيقة أرواح (تيتان Thétans). هذه الأرواح، بعدَ أنْ خَلَقَتْ هي العالَمَ، التصَقَتْ بخليقتها بالمُصادَفة (!!!)، ففقدَت قوَّتَها وتراجعَت حتى نسيَت ماهيَّتَها.

بَعدَ أن يصبح هذا المبدأ الروحي الخالد (تيتان Thétan) فاعلاً ومؤثِّراً، يمكنه أن يسيطر على المادة والطاقة والفراغ والزمان.

تعتمد السيانتولوجيا، كما ذكرنا، على الدعاية والتهويل؛ فها هو هيبير جينتز Heber Jentzch الرئيس الحالي للكنيسة يقول:

"هذه السَّنَة، ونحن نحتفل بالعيد الأربعين لكنيسة السيانتولوجيا الدولية، أصبح دينُنا يشمل الأرض بأكملها... ويسعى السيانتولوجيون لبلوغ مستويات جديدة من الوعي الروحي. وبهذا، يجدون أجوبة على أسئلة وجودية رئيسية مثل: من أنا؟ ما هو أَصْـلي؟ ما هو معنى الحياة؟ ماذا يحصل لي بعد الموت؟..."

إنَّ هذه الأسئلة الوجودية التي تدَّعي كنيسة السيانتولوجيا أنها تجيب عنها، والتي أجابت عنها فعلاً جميعُ الديانات والحكمةُ القديمة، هذه الأسئلة ليست إلا فخاً تستخدمه السيانتولوجيا لاصطياد الزبائن للانضمام إليها.

أم أنَّ عند السيانتولوجيا أجوبةً أخرى غير تلك التي قدَّمَتْها لنا الحكمةُ القديمة؟!!!

وتدَّعي السيانتولوجيا أنها تشارك بقية الأديان الكبرى في حلم تحقيق السلام على الأرض وخلاص الإنسان. لكنَّ الجديدَ لديها [بحسب ما تزعم] هو أنها تختلف عن بقية الأديان في أنها تقدِّم طريقاً محدداً لتحقيق التقدُّم الروحي في الحاضر وطريقةً لإتمام هذا التقدم بيقين مطلق، وتقدِّم لهذا الغرض الجديد تقنياتٍ جديدةً، وكأنَّ الأديان لم تقدم طريقاً لتحقيق مثل هذا التقدم الروحي!

كما ترى أنها تختلف أيضاً عن بعض الأديان في كونها تَعتبِر الإنسان في الأصل طيب وتقدِّم له اليقينَ في خلاصه الأبدي ابتداءً من الآن وليس من الآخرة ولا تفرض أيَّ عقيدة على أتباعها – [سوى عقيدة رون هوبارد نفسِه!!!] -.

نظرةٌ سريعة على تاريخ البشرية المليء بالصراعات والمجازر والحروب تكفي لمعرفة كم هو طيِّب ذلك الإنسان.



  

محمد علي عبد الجليل

السبت 6/11/2004






View mabdeljalil's Full Portfolio
tags: