....
كنت العب و أقراني أبناء جيراننا عندما تم استدعائنا على عجل , فالناس كل الناس يرحلون , يحملون أطفالهم وبعض ألا متعه ويغادرون . في بيتــــنا تجمع الجد والجده والأبــــــناء والأحــــــفاد , متأهبين في صمت للرحيل . كأنهم لا يستطيعون الكلام , مما جعلني لا اجروء على السؤال . لماذا؟ جدتي تحمل فرشه ولحــافا وتنزل بها إلى سقيفة الحصان , مشيت في إثرها لاجد (عمتها) العجوز أم جميل ... مدت فرشة الصوف واللحـــــــــاف الغير مستعملين من قبل ودثرت عمتها مودعه و قالت : إن عشنا فسنلــــتقي يوما ما في الدنيا , وان متنا فـــلـقـائنا يوم القيامة , الهذا القدر الأمر خطير ؟ تسائلت في نفسي ... .لله درك يا جدتي أ يوم القيامة موعد بشري؟ المدهـــش إن ام جميل لم تعترض على التخلي عنها , ربما أنها تدرك أننا نتخلى عما هو أغلا واثمن. همــســـــــت جدتي ونحن نغادر السقيفة وكأنها تبرر لي( ولضميرها) الأجراء : لو رحلت معنا ستموت في الطريق .
سرنا وراء الناس شرقا , إلى أين؟ لست ادري , في قمة الجبل الذي لم اعتـــد رؤية الــشمــس تشرق إلا مــن وراءه وقفت انظر أخر مرة إلى البيوت التي هجرها أهلها وملاعب الطفولة , تناولني أبى وألقى بي على الحصان وراء جدي قائلا: تمسك جيدا فتمسكت بجدي العظيم الجسم والشأن , وحـــــل الظلام وأمسى من غير الممكن مواصلة السير ليلا لاسيما بالنسبة لـــلنساء والأطـــفال في هذه الجبال الوعرة , اقترح جدي أن نلجأ إلى كهف يسمى ( الشقيف) لنبيت ليلتنا فيه , وهناك تفاجأت إذ وجدت فيه كل سكان القريه تقريبا وضــــــــمنهم أبناء جيراننا الذين العب معهم واحبهم فاسعدتني المفاجاة ... حتى صار الرحيل عندي اقل إيلاما . افترشنا أ رض الكهف إلى جوار جيراننا واشتركت وابنة الجيران بغطاء واحد مما جعلني اشعر بود خاص تجاهها رغم أنها طالبتني قبل أن نستسلم للنوم ب (صوره) لجمال عبد الناصر كانت أعارتنيها قبل أيام قليلة . توافدت بعدنا اسر كثيرة إلى الكهف الذي استوعبنا جميعا . وكانت ليلة يملاها بكاء الأطفال وثرثرة النساء وصمت الرجال . لم ادر كم مضى من الليل حين أيقظونا لمواصلة الرحيل , وبسرعة اعد ت الأمتعة وحزمت على ظهور الخيل والحمير , وانطلقنا شرقا بظلام لم يزل دامسا وابعد ما يكون عن الفجر , وفجأة استدار جدي بحصـانة وصاح في الركب: قفوا . فتوقف الراحلون الذين كانوا متلهفين لسماع أي خبرا جديدا , أعـــلن جدي انه قرر الـعودة للقرية. استغرب البعض واستنكر البعض واقل البعض من أيد قرا ر جدي بحماس , لكن جدي كان من الحـــزم والحسم كما لم أره من قبل فاستل مسدسة الذي كان لا يفارقه أبدا قائلا: اقسم بالله العظيم سأطلق الرصــاص على كل من يواصل السير شرقا عودوا إلى القرية فالموت فيها اشرف من العيش بعيدا عنها , واستقبــلت الــــبيوت أهلها قبل بزوغ الفجر وكأني أراها مسحت دموعها , أما أم جميل فلن تتقابل مع جدتي الا يوم القيامة ...أخرجناها وأعدنـا ربط الحصان .
عزيزي خالد
قصة بعدها الانساني جميل وإن استحقت تناول أكثر حنكة .. أنتظر المزيد من قصصك ، وانتظر المزيد من تعليقاتي