االتأثير الذي يقودنا الى محاكاة النص الادبي سبب في ترتيب انطباعاتنا الخادمة لمؤثراته ابداعيا، لذا على القارئ ان يحيل النص للتأمل كي يخرج بانطباع حاذ ق يستند الى فقه قرائي يرسل قدراته على تفكيك بنيهة النص ومن ثم نقاش معانيه ونسج جمالية تركيبية اخرى بمعزل عن النص الذي هو في ذهن الكاتب الاصل،
فتستحدث كتابة اخرى تدعم نضوج النص، وهنا يكبر الوعي عندما نقرأ قراءتين، النص والانطباع دون اكاديمية الفهم، ولو اضفنا القراءة الاكاديمية سيكون هنالك ثلاث قراءات تنشط حركة الفكر النابعة من نبض الناص، ولو اضفنا نقاشا لمتخصصين واخرين قراء، لخرجنا باشكال قرائية شتى تتفاعل مع المكتسب من النص..
هذا المدخل لا اكثر من تعريف للشغل الكتابي المتعب الذي خرج نيراً من خلال الصراعات النفسية والاجتماعية بفضاء متشكل في معناه، فعليه كل الاتهامات الموجهة للكتابة الانطباعية هي مجرد احساس بالتمايز لم يستند على موقف تاريخي يشوه هذا النوع من التنظير، وان اراد البعض تشويهه والطعن بمنطقيته وهو السبب الرئيسي في طرح هكذا انموذج من الكتابة النقدية التي تمتلك من التحليل الرؤيوي فهما ملتزما بفن التقييم، اعتقد ان التحليل هو مشاع يتأتى من قراءات وتجارب في الكتابة، وهو يتحلى بانشائية مقتدرة تسوق المتتبع الى مواطن الجماليات وانعكاس الخصائص التي اعتمدها الناص..
هنالك ظلم واضح من قبل الاكاديميين على هذا المفصل وبتجني لاينتج الا العداء وان كان معرفيا صحيح ان القياس هو علمية التقدير لشهادة (ما) ولو افترضنا عدم وجود تخصص مثلما كان ايام الادب الجاهلي مثلا، هنالك نقادا كبار من الشعراء مؤولة.. يحللون يفندون ويصححون ويشيرون الى مواطن الابهار بلغة انطباعية، هل سيختار غير هذا البديل؟
قرأت رسائل ماجستير عديدة وسأروي حدثا بيني وبين احد الاخوة الحاصل على درجة (جيدجداً) ودار بيننا حوار شفاف لم يكن يهدف الى تحقيق رؤيا فكرية خاصة، ولكن يحدد تدابير للفهم على اساس المعرفة، قلت له.
- لماذا تستشهد بمرجع وانت لم تكن اكبر من المرجع وعياً، يجب ان تكون هكذا والا لم يكن هنالك قيمة للرسالة التي لا تكبر مع الامكانية، وان لم تفند عليك على اقل تقدير بالتطوير، المعنى خلق فكرة جديدة ربما ستكون انت المرجع ولايستطيع احد ان يتجاوز وعيك، نعم الرسالة قيمة علمية معرفية تفردها في التجاوز لافي الاستشهاد المصدري.. بالرغم من وجوب التعضيد وهنا لا اقصد التعميم بل قصدي الحوارية معك.
- يااخي، عندما نستشهد بمرجع (ما) هذا يعني اننا قرأناه وعبرنا عما يروم طرحه، وهذا مايخدم عنوان رسالتي... ونحن نكتب سطراً او حتى صفحات ثم نشير الى مرجع اخر كي يكون دليلاً لما نريد طرحه نحن كتعضيد مرجعي.
- طيب، انت قلت تكتب سطر او اكثر وتضعيف مرجع والمصدر فيه حكي كثير ربما يتجاوز الصفحات فهل هذا يعني انك لم تكن قادراً على وضع انشائيه معرفية تحدد موقفك من الطرح لصقل موهبتك دون الاتكاء على مرجع قد لايتفق معك؟
- المهم الرسالة، وانا اطرح فكرتي سواء اقنع المقابل او لم يقتنع، فهذا هو طرحي، المهم انني اخترت مفصلاً للكتابة لكي اخذ الرسالة وهذا الذي يهمني..
- اذن لم تفعل شيئاً سوى نقل المصدر، وانا اشك بأنك قرأت كل هذا الكم من المصادر معذرة لاني لم أقرأ سوى وعيي وما يمليه عليّ من طرح، ربما هو الاصدق في الكتابة مهما كانت انشائيته، وهنا لا اريد ان ادافع عن الانطباع ولكن اود ان تنصف مكانتهم ويشار لهم على الاقل في مرجعيات قادمة،
- امتعض الاخ
واستطرد قائلاً، انت بلا شهادة كيف تكتب بهذه الامكانية وانت خارج اجواء الاكاديمية؟
- هل هذا اعتراف؟
- لا انه استفسار
- ومتى كان الوعي يقاس بالشهادة مع احترامي لحملتها
ضحك صديقي كثيراً وقبلني
- قائلاً، انها خسارة مثقف..
اما انا بقيت اسرج خيالي في البؤبو البعيد.