كتاب فليتقدم الدهاءالى المكيده

        كتاب  فليتقدم الدهاءالى المكيده



             رجم يحفر في المرايا الصقيلة..

                   وخلف مزايا المجاز

دهاء محكم..مكيدة خاسرة

عرف اجتماعي يتناحر ضد التيار الإبداعي من اجل تأصيل الأصل اكثر..وبأسلوب جديد لا يتقنه من يدنو من المحكيات والخرافة على سبيل التكيف خدمة لعالم منصوص/يتلصص خائبا تارة بحدقات حادة ويخفت حينا في مجد داخله..كي لا يظهر مجبولا بالخلط.

أن مجموعة الشاعر التي صدرت عن دار الشؤون الثقافية والموسومة ب((فليتقدم الدهاء إلى المكيدة)) هي بمثابة نمط من أنماط الفلسفة الواقعية..حيث يجعل من العقل مخزنا لمفاتن هذه البراكين اليومية التي تتفجر كل حين بأعماق شاعرنا الذي ينظر ببصيرته عكس ما يكتبه جيل مضى….سأحتمي ببعض نصوص الكتاب وذلك كي لا اسقط أنا كقارئ..على ما يفلت من التأمل(بينما التيوس ما زالت تعلن

                                          عقيراتها صيفا لألقاب القملة

                                          والبرغوث فالصيف ميثاق ولن

                                          تظهر التيوس ناكثة للأثمان

                                         والتعب عند اثلام تبعثها المخطوطات..)

أليس هناك سبيل من اجل تخليق خلق لا يتباعد/ مازلنا نغط في العتمة ونبحث في الرمز المثالي ننتظر لحظة الإدهاش وننسى هياكلنا النورانية بقصد التورية في انطلاق الروح نحو الجمال الذي لا يفنى..

                                        (وأنا سأظل اسرجك أيها البصر ..)..(يجئن

من فؤاد الحواشي إلى المتون والمنامات ملطخات

بطعنات ورد المعجبين والنادلات في آشوريا

قلما يقصصن الأثر على الشفاه المرفرفة لهن

                                 وعلى الاسرة..)ربما لانك أجبرت الكلام الساكن أن تحركه التآويل..لكي يكون شعرا.بل حقا أقول انه الشعر..عندما تمحص مثالا يمتلك القناعة ومدروسا بما قد تخفى بحكم التأويل الصائب تطبيقا على نص يتشكل خارج المتن/في هذه القصيدة الطويلة تلاحظ أن جوهرة المكنون تلمع بأشكال براقة ولكن دوخان الشاعر أخفى اكثر بجلده المقنوع بالسياط اليومية (ونكاية بالقيافة /لتعلن عن اكف أخرى تقدم الغزوات حين ضاق الكتاب بمحاربين يضلعون هنا وهناك في الحواشي والمتون والقلب/قلب أعمى..)هذا التجلي يتسامى بحكاياه الشعبية التي عضدها موثقا البيئة المكانية لتاريخ آشوريا محتفظا بالزمن المغادر لصباحات قادمة..أما الذي سيقرأ مقطعات من هذه القصيدة سينظر بسطحية الكشف محاولا حرف حقيقة هذا الهرم السامق ليقول-هذه القصيدة عبارة عن استفهامات مريضة بالخوف معلعلة ومسكونة بالتشظي كمن يحفر جدولا في جدول ناسيا ن هناك سلسبيلا لسيل قادم من القمم.. بالرغم من انه قد تأمل بدهشته بحر القدرة.. إذن ما جدوى أن تحفر جدولا في جدول ما دام هنالك مكامن بداخلك/ وأنت مقتنعا بان لبنة البناء الفني للنص هي فطحل المجهول من القدرة..لماذا لانفعل هذا تقولها بلا رموز شاحبة ومحشوة بالصراعات والمراوغة مع الذات والقارئ../ لنختر منطقا آخر.. إذن علينا أن نقاوم قليلا هذا الخوف باستحلاب الوجع دون التمني من اجل أن يفهمك القارئ المهووس بهذا الدولاب الذي يحتله بلا مراكز إيقاف/علينا أن نتجاوز اللامعقول بعقلنته وإجبار الافتراضات على لن تتعرى بوعي المراقب ذي الأبعاد القصيرة والمحفورة في أسرار تتكشف حقائقها..كي لا ترسل ذبذبات الفكر نحو البلاء التنظيري..ما جدوى أن نرمي بالنبال خارج الهدف/نبحث عن إبرة هي ليست في العتم/كما قالو..علينا أن نتطور مع هذا المجد البلاغي في لغتنا ونجدد بوعي معرفي حداثي كما هو حال المدروس قرائيا..

الفن النثري الرفيع له مرجعيا ته التاريخية لا ينتسب إلا إلى الإغريق والعرب/ برغم المزاعم بان هذا النوع من الكتابة غربي الجذور..والرد أنيق بأجواء الشاعر الذي سكب في اللغة غيث التأصيل بلا مزايا للاحتراز من أحد معتمدا شعرية المنثور كما هي عند الإمام علي((رض))والنفري،والجرجاني، ابو حيان التوحيدي في (الإمتاع والمؤانسة)وشطحات السر عند المتصوفة ومستفيدا من مجاز القران الكريم والحديث النبوي الشريف الذين كانا أعجازا دحض المشهد الشعري آنذاك منورا مدارك جديدة للفعل الدرامي من حيث البناء الصارخ حتى في وجه الخطابية الذاتية التي اعتمدها جيل التجديد من (السياب)و(نارك الملائكة)إلى الأكثر تجديدا (البياتي)مقتحما بالحداثة الشعرية/إن شاعرية المقروء بالتأمل مكتنزة ومفطورة على الاقتحام والتحدي..

(وماذا بعد والآشوريات تفقس أفلاما صاخبة بنكهة الأسلحة والطبيخ)

تشكيل صوري مخلص لخص لنا أهم ما تنسجه الواقعية من ألم..اسطره تحتمي بالدقة وسلالة الأسلوب ولكن بأناة فلسفية حتمتها المخاوف/مخاوف الاشتباك مع المعضلات التي ظللت الكثير من الاستخراج واللبس الداخلي بعيدا عن (الباطنية) منسلخا في التجريد..(ذلكم هو السبيل/سلالة مدفوعة تحت ظلال

                                         المكيدة والبلطات والتروس، أخبار وأمثال،

                                         أعمال وشعائر والعابدون يرفعون الأمراض

                                       والامنيات،(فتشهر الوسادة اعصابها                                                                       خفيرا/ بينما راس                                                

                                           الشبيه-قريني-على

                                        الطرف الآخر يتمندل..)

إن البحث مهمة الشاعر والتنقيب بفؤوس أثرية مسالة لابد أن يتوخى بها الحذر من الخدش الشعوري للجامد والمتحرك..كما لقراءته التاريخية دور مهم في دعم هذا النص الذي سيعتمده جيل آخر ربما سيكون أدهى..

إذن بحكم التأثر (ماركيز)الحائز على جائزة نوبل اعتمد الحبكة الفنية بطريقته السحرية من خلال أجواء الخرافة في ألف ليلة وليلة العربية الأصول.فما الضير من تأثر شاعر ما بأعلام الشعر والمحدثين مثل عزرا باوند،رولان بارت،سان جون بيرس،بودلير،بوشكين،رامبو،شكسبير،بارابوس،ولسون،سارتر،كما للاودسة والالياذة وملحمة كلكامش،تأثير كبير على الأدب العالمي وهذه أمثلة من اجل بنية ثقافية إنسانية مفتوحة خارج الشكل..

الشاعر(رعد فاضل)جعل من العقل الباطن منبرا يثير دهشة الحس دون خطاب/ صمت موغل بالرعب تصحبه قبقبة وحشية تنتظر سلالم الإشعاع..حاول أن يحقن المدلولات البدائية للسلوك البيئي الشعبي بالحضارة وتنشيط فعل الإنسان/ سياق يرتبط بالتحولات/كل الإحالات من أسطورة إلى احتمال الوجود الخرافي كان تسخيرا انتقاليا لإلغاء العقد السرية/إن الوظائف لتي سلك اعتمادها الشاعر من خلال لغته الثرة هي التعبير والتوصيل والتأثير،مضيفا التخييل وهذه نابعة عن صفاء ذهني لإطلاق إحساسه المنشود نحو توهج التفكير،من داخل مجمرة تعذب مداركنا..

(يا أدهى واخبث ثناء بعد هذا الفاصل من المقامات واللوم واللؤم)

إذن كما قالها شاعرنا (فليتقدم الدهاء معي على رقعة الشطرنج)

وهكذا

ينشط هذا الهدوء المغامر على هذه الرقعة الصاخبة والضاجة بالحياة..

                    

View karam's Full Portfolio