رواية قصيرة : العودة الى المنزل
العودة
الى
المنزل
رواية قصيرة
جمال السائح
( 1 )
في ذات يوم .. كان قد عاد ليلا الى المنزل ، وكان يحمل معه علبة مغلفة بورق لا يناسب الا ورق يحيط بعلب الهدايا . . لم يجد احدا هناك ، ليس لها ان تغيب عن البيت من دون اعلامه . . كيف يمكن ان يحدث مثل هذا ! امر لا يمكن تصوره ، ترى هل حدث شيء ما ولم يعلم عنه حالا ، ام انها غادرت المنزل لعلة او اخرى ، يا ترى هل قررت هجره وتركه . واذا قررت مثلا ذلك فهل ستبقى بعيدة عنه لمدة طويلة ام لا . . ربما كانت تريد استفزازه ! ولكن ليس لها سابقة في مثل هذا الباب ابدا . .
لكنه حينما استيقظ في صباح اليوم التالي وبعد سؤاله عنها تليفونيا الكثير من اقاربه واصدقائه وجدها في سريرهما ، ترقد الى جانبه ، وكانت تمارس الحب ايضا معه .. ولقد نسي هو الاخر غيابها في ليلة امس !
( 2 )
في الليلة التي اعقبت تلك الليلة ، كان كل شيء على ما يرام ، في الصباح ودعها وغادر البيت وكل شيء في احسن حال ، هي وكل شيء يحيط بها ، لكنه حينما عاد اليها في المساء ، فوجئ بغيابها وللمرة الاخرى ! ولكن .. ! هل ألم بها مرض ؟ ام حالة ما اضطرتها الى الذهاب الى الطبيب ولم تستطع اعلامه وكيف يحدث مثل هذا ورقم هاتفه الجوال هي تحفظه عن ظهر غيب. . كان بمستطاعها اخباره واعلامه لكن شيئا من ذلك لم يحدث . هل نقلها احد الجيران الى الطبيب او . .
لكنه سأل المحيطين بمنزله فلم يعلموا عنها اي وضع غير طبيعي وهي الى الظهر كانت في المنزل وبعد الظهيرة كانت ايضا في المنزل وعند الغروب كانت في المنزل كذلك. لم يرها احد تغادره ، ولم يبصرها احد تفارقه! ولم يرصدها احد فيراها تخرج منه . .
لكنه في صباح اليوم الذي تلاه وجد نفسه مغرقا في ممارسة افعال الحب المختلفة مع جسدها الجميل !
( 3 )
وفي ليلة اخرى
افتقدها لمرة ثالثة
ثم ..
ثم احس بوجود احد ما في البيت
واذن فهي ما تزال في داخله ، ولكن اين هي ؟ لقد فتش البيت كله فلم يجدها . انه امر مزعج للغاية ان يفقد المرء من يحب ويصير لا يعلم عنه اي شيء ولا حتى اي خبر!
والان اصبح عليه ان يدخل كل الغرف للمرة الثالثة والرابعة ، ويفتش سائر الامكنة ولمرات متوالية دون اي توان او كسل . . لكنه حينما دخل الحمام مرة اخرى كمن اصبح يستعين بحالة من الفشل والاحباط لا ارادية يشغل نفسه بها عن عجزه غير المحدود تهافت الى سمعه صوت ما ، شعر انه ينحدر اليه من غرفة النوم . .
( 4 )
واذا به يتفاجأ بجسدها حينما وجد انفاسها تطلع عليه من أديم الفراش . . ولكن كان ثمة جسد يرتمي حقا فوق السرير ، انه ليس انفاس وحسب بل هي كانت بلحمها وعظمها . . ها هي ملامحها ما زالت تشتبك بناظريه . .
كانت تحاول ان تستيقظ من نومها او من رقاد طويل.. كان مُروّعاً بحيث كان ينتظر من خياله ان يهذي ويتوقع منها ان تسائله (لقد تأخرت . . اين كنت ) ولكن اي شيء من هذا لم يحدث بل وجدها تفتح عينيها على ملامحه من دون ان تحرك بجسدها الا قليلا ثم وثبت برأسها لتلتقي بقامته وهي تقف حيالها ثم استندت الى كوعها وحدقت فيه بعدها انحدرت برأسها فوق الوسادة واشارت اليه باصابعها (ان اقترب وانضم الي فانا عطشى الى كل انواع الحب . .) ما زالت اصابعها تشير اليه بالتحرك صوبها لكنه كان ما يزال يحدق فيها هو الاخر ولما يزل كل شيء لديه غير قابل للتوضيح الا ما كان من غطاء سريرها الذي كانت تتدثر به فكشفته عن نفسها ليلفى جسدها كما ظن وتصور لانه ما كان يراها تنام يوما الا عارية من اي ثوب وها هي الان تلقمه عصا الحب من دون ان تهدده باستلاب اي ثورة من ثورات العشق لديه . . اشارت اليه هذه المرة بساقها الناشزة خارج مساحة غطاء السرير لكنه تبين وراءها شيئا ما كان يجهله تماما . . لانه كان يمثل لديه شيئا اخطر من يوم ميلاده . .
لكنه وفي صباح اليوم التالي كان يجدها تقتعده وهي مجردة من كافة ثيابها ولقد كانت تفتش في وسط قامته عن شيء يمكن ان يفجئ غيرها باطواله المختلفة والفائقة للحد الا هي التي كانت قد عركت سياساته جميعا !
( 5 )
وفي ليلة اخرى
جد في البحث عنها بعد ان كلّ في العثور عليها
وكم من مرة حاول ان يسائلها عن سرّها في الانكماش او الغياب او الاختفاء
لكنه كان يشعر ان لسانه يلجمه وان طاقته على الكلام تتمنع عليه
فكان يسترسل في اهمال القضية وسؤلها
لكنه في ليلة اخرى
بحث عنها كثيرا
في غرفة النوم وغيرها من الغرف
لكنه لم يجدها
حتى تهافتت اليه اصوات خافتة من قبيل الهمهمة
وحينما استدرجته تلك النسائم الصوتية الى غرفة نومهما
هو وهي
تلك الغرفة التي بحث فيها عنها مرارا
وكرر ارتياده لها تكرارا
فلم يكن يعلم وقتها كيف انسل في فراشها
وانكمش على نفسه تحت الغطاء
حتى ظن انه يضايقها بل يقاسمها المكان بعنوة فوق السرير . .
بعد ان كان احس بانفاسها تداعب انسام الغرفة العزيزة على قلبه
رغم انها كان يحاول مرارا ان يفهمها
ان ممارسة الحب لا تقتصر فقط على غرف النوم
بل ان اي مكان مستباح
هو بامكانه ان ينقلب مسرحا لافعال الحب في داخل الحياة الزوجية
( 6 )
وفي ليلة اخرى
حدث معه شيء شبيه بهذا
لكنه لم يكن ليعلم كيف نسي عتابه او اسئلته المركومة..
والتي تنتظر اجابات عدة
يفترض ان تكون لا مثيل لها
لكنه تناساها رغم نفس
ومن دون ان تعثر لها ولا حتى على جواب واحد !
ولا يعرف كيف غابت عن باله
كأشياء كان فعلها
او قام بها في ايام الطفولة
وليس لذاكرته ذات الطاقة المحدودة ..
ان تستعيد تذكرها او تستجدي الزمان في استعطائه اياها
ولمرة اخرى كي تجتر لحظات ايامها وسويعات مغامراتها
لكنه رأى نفسه
انه ما يزال يعانقها
ثم عانقها وعانقته ومن ثم انفلتت منه تبحث في جسده عن شيء اضاعته منذ زمن لكنه لحسن الحظ كان قد الفى ضالته التي كان اضاعها في جسدها من قبل ان تعثر هي على ضالتها في موقعه القديم نفسه !
( 7 )
وفي ليلة اخرى ..
كان قد قبض عليها خوف ان تهرب منه ، قبض على جسدها كما لو كان يغتنم الفرصة خوف ان لا ينال منها فرصا اخرى. .
لكنه اجترء في وقتها
ونسي كيف حاول ان يتشبث بمثل هذه الجرأة
ولمّا تعانده الذاكرة او النسيان في اجتراحها
ساءلها
كما لو كان صوتا اخر يدوي في داخله
هو الذي انبثق عنه يسائلها وبالنيابة عنه
هل كانت تنوي ان تهجره ام كان هو الذي ينوي تركها ؟ ! لكنه الان لا يدري كيف يسائل الجسد فيها عن كل لحظة عاشها بدونه !
ثم اجابته بنظرة غائمة لكنه كما لو كان اكتشف فيها قمرا يستتر خلف غمامها . . كان قمرا لا يطل عليه من احداقها في كل مرة ! هل كان يترقب استهلاله بين الحين والاخر دون جدوى لكنه اليوم يلفاه على غير موعد مسبّق منها ولا منه !
لكنه شعر ان شيئا منه يتعنصر اليه على حد من الحدود لانه يمثل لديه صفة من صفات الرجولة كانت تحاول ان تمتلك اسبابه ومن دونه قسراً من غير ان يتمكن من التدخل لصالحه كي يحسم القضية لانه كان في متناولها وانه اصبح لديها يمثل عنصرا هاما من عناصر بامكانها ان تصوّت لجانبها عليه حتى ينهار ويرتمي بين يديها كلما حدقت فيه اعين جسدها الذي لا يستره عن ناظريه اي غمام من الاثواب او سحاب من الالبسة .
( 8 )
وفي ليلة اخرى
شعر انه كان وما يزال يغوص في ابحر جسدها يحاول ان يستلب منه ردا يمثل عنده اعترافا برجوليته حتى استمكن من لؤلؤتها بعد ان وقع على صدفها الذي لم يتغلق يوما بوجهه لكنه في اليوم استعسر عليه . . وظل كذلك حتى ارخت لعنصره كل الزمام كي ينفلت ويلحق بانفاس بوابة صدفتها المواربة كي تنسل عمالقة بقعه في روعتها وتنسرب في داخل مخملها وهو لا يلوي على شيء الا ان يستعذب طعم مرجانها ويشم رحيق طحلب زاهي الالوان ، كان يعتاش بين الحين والاخر فوق صخرتها متسلقا ضفّتها المعرشة بانواع الاحراش المستلقية بين اعناق شطآنها المالحة !
( 9 )
وفي ذات ليلة
بعد ان شعر انها قد عادت لطبيعتها
فلقد مرّت ليال
من دون ان يفتقدها في البيت
وذلك حين رجوعه اليه في المساء
او في الليل
وحينها
وعندما كان يمارس الحب معها
في نفس تلك الليلة
شعر بصوت يجترئ على المكان
ظن به صوتا اخر لشخص ثالث لكنه تذكر الصوت فعرفه لانه كان يحمل جَرس انفاسه التي تشتبك بحنجرته . .
لكنه هتف بها للحظة وكأنه تناسى اي عرش يمكنه ان يتسلقه لو طال به الامد وانتوى ان يسمح لنفسه باطول وقت يمكن لجسده ان يلبث متعانقا مع جسدها الذي كان اكثر جرأة من هذا لانه كان متنبها الى كل صغيرة وكبيرة يمكن ان تصدر منه فانتهره شبقها واستبقته الى اخذ حذرها من اسئلته التي ظلت عائمة للحظات فوق شفتيه من دون ان تتحرك ، ريثما يطلق انفاسه الجديدة ويستمد غيرها تدفع بالاولى الى الخارج كما تفعل الايام حينما تتدافع مرتبكة ريثما تفوز بذكرى حب غير مرتبكة لان اصحابها لم يتوقفوا بها عند حدود التلعثم فيها .. فتساءل وبالحاح فائق السرعة من دون ان يعرف سرا لالحاحه المتأخر عن موعده ومن دون ان يدرك علة مثل هذه الطفرة التي استأخذت انفاسه من قبل ان تستأخذها نفس نظراتها ونفس القمر الذي كان يعوم في سماء عينيها منذ دقائق كان وللساعة يخال انه كان قد مضت عليه ايام وليال منذ رأى عينيها وابصر فيهما ذلك القمر الواحد الذي كان يطلع في كلا عينيها :
ـ بالله عليك اين كنت طوال هذه المدة..
اقصد في كل هذه الليالي التي كنت افتقدك فيها
ومن ثم اعود لأعثر فيها عليك
من دون ان اجد مبررا لكل مثل هذه الممارسات
او ان اجد جوابا مقنعا لكل تلك التساؤلات المدهشة
ولكل تلك الحراكات غير الطبيعية والخارجة عن المألوف والتي كنت تقومين بها
لكنها لم تجب على تساؤلاته
وعادا يمارسان الحب كما كان
ولاكثر شهوة من ذي قبل
حتى احس انه ظامئ اليها ولأكثر من ذي قبل !
( 10 )
وفي ليلة اخرى
وعندما كانا يتضاجعان
تتابع كلامه وهو ما يزال يحدق في جسدها الذي ظن انه ولما يزل ظامئا اليه لانه لم يرتو منه بعد او انه ارتوى منه لكنه كلما فعل شعر انه لم يحتك به منذ عشر سنين :
ـ بالله عليك . . اين كنت ، كل تلك الليالي التي كنت افتقدك فيها
ولا انسى ان اشكرك
انك لم تعودي الى تكرار مثل تلك الحالات
ولكن
هيا اخبريني.. وكيف كنت تستلقين ها هنا ولم اكن لأرك من قبل . .
لقد كنت ادخل الغرفة مرارا لكني لم اكن لأرك ، أثمة خبر كان يكمن وراءك ؟ هل كنت تعودين ولتوك الى البيت ومن دون ان اشعر بإيابك . . فكيف لم اكن احس بك وانت تدخلين ، اكنت تمشين على رؤوس اصابع قدميك كي تدّخري لنفسك حق مفاجأتي . .
لكن ملامحها كانت لا تزال باهتة ، تزينها بالكاد ابتسامة غريبة لم يعهدها فيها من قبل !
ومن دون ان تجيب على اسئلته
ثم ترك السؤال
وعاد اليها يقصد جسدها
وهي تعض على شفاهها تداري شبقا كان ألمّ بها ..
( 11 )
وفي ذات ليلة ..
بعد ان مارسا الحب عدة مرات
تركها مستلقيا على جانب الفراش
ثم اعتدل في جلسته وهو يقول لها :
ـ لقد اخفيت عنك شيئا اعده مفاجأة لك ، كان يحسن ان لا اخبرك ولا حتى ان اشير عليك باني اعددت شيئا لك ! انها مفاجأة عيد رأس السنة ، فانا كنت قد عودتك على تقديم الهدايا اليك ومن قبل ان تحل تواريخ مناسباتها ولكن ما كنت قد اعتدت انا منك ان تطلعي علي بخلق عجيب وطبيعة غريبة . . لا عليك سآتيك بها الان وازين قسماتك بها حينما اجد ابتسامتك الذهبية ترتسم فوقها من جديد !
خرج من غرفة النوم ميمّما وجهته صوب غرفة الضيوف حيث كان وضع علبته المغلفة التي كان قد جاء بها لكنه لم يجدها فوق المنضدة التي تنتصب في وسط الغرفة واحس بوجود شخص يستقر خياله في احدى زواياها حيث تستقر احدى المقاعد الوثيرة . . لكنه دقق النظر فيه وحاول التريث قبل ان يصدر حكمه وان يتردد بصورة عمدية قبل ان يطلق عقيرته وبصورة غير منطقية في ظل ظرف منطقي يفترض به وبكل من يقف موقفه ان يصدر مثل هذا الصوت من ردود الفعل ازاء حالة لم يرتئيها ولا حتى لألد اعدائه ولا كان مَن هو في مثله ان يتمناها لأحد من غرمائه فكيف لنفسه . . حينما يلفى حبيبته وزوجته نفسها التي كان خلّفها وراءه في الحال في غرفة النوم مع يقينه الثابت بعدم وجود ممر او منفذ يربط بين هذه الاخيرة وغرفة الضيوف وما كان بامكانها ان تستبقه وهو يذرع الممر المؤدي الى صالة الضيوف. . فكيف استطاعت ان تتقدمه او تكون هناك وهنا في آن واحد !
لقد غاب عن باله امر الهدية ولم يعد يسأل عنها ولا حتى يطالب احدا ولا حتى نفسه بضرورة البحث عنها او الجد في طلبها والعثور عليها . .
تأملها جيدا ، نظر اليها متسائلا وبحدة :
ـ كيف بلغت هذا المكان وانا للتو كنت قد تركتك في غرفة النوم تستلقين باطمئنان فوق سريرنا . . ؟
لم تجبه بل اكتفت بان تمارس ضده نفس اللون من النظرات الباردة المشفوعة بتعابير غريبة جدا عليه ، استطاعت من خلالها ان ترسم بين أذيال تقاطيعها سيلا من النعوت الباهتة . .
لم يطق صمتها ولا سكوتها ، بل استغرب حالتها حتى اثارته وزادته غيظا غير معهود لديه ان ينتابه في ازائها . . انه لم يعتد منها ومن قبل اي مماراة او ملاحاة . .
لا يرغب في مساجلتها ولا مكايدتها ، لانها حبه الوثيق وامله الذي يتجدد كل حين واخر . لم يألف منها هذا التصرف الغريب حتى اضطرته ان يتحرك في اتجاهها ويجلس الى جانبها ويلقي برجل فوق اخرى وهو يفتش عن سؤال يفك لغز القضية التي بدأت تستعصي عليه او انها صارت تسير في مثل هذا الاتجاه حتى بات يخشى ان يتطور واقع الحال الى اشد من هذا الذي يراه ويحسه امامه وبين يديه !
ـ ما الذي حصل ، هيا اخبريني هل أسأت اليك كي تنقديني مثل هذه البسمات المثقلة بكل حوامض المختبرات الكيمياوية . اعلم انك مدرسة كيمياء ولكن لم اعتد منك ان تصطحبي واياك شيئا من المواد التي تجرين بها معادلاتك الثمينة تلك ومن ثم تتركين ظلالها تنعكس وبخبث فوق معاني هذا الوجه الجميل والصافي من كل شائبة واخرى. .
صمت برهة ثم عاد اليها وهو يقول :
ـ ومن ثم تفجإيني بين اللحظة والاخرى بحالات هي اقرب الى الاعجاز منها الى سلوكك المعهود . . فانا لم اعهدك تطوين الارض طيا لا سيما غرف منزلنا البسيط ، فاشعر بك غير موجودة في المنزل ثم اتفاجأ بك وانت تضطجعين فوق السرير في غرف المنام . . ثم تطلعين علي كسوبرمان حيث لا اتوقع ان يجدك احد هناك اذ اراك الان بين يدي وانا ما زلت مذهولا مشدوها ابحث عن اجابات لتساؤلات عدة منها كيف استطعت ان تكونين هنا وهناك في آن واحد ( يبتسم ) ومن ثم ما سرّ هذا النكد الذي سايرك هذا اليوم ولازمك حتى الان ؟
ولما لم تجبه ذكر هديته ونهض يطلبها في مكان اخر من البيت ، ريثما تهدأ قريحته وتخف حدة التوتر التي انتابته واستبدت بزوجته هذه ، والتي ما زال مغرما بها ولحد الساعة ولا يتصور انه يحب انسانة اخرى بالقدر الذي يكنه ازاءها من كل مشاعر الحب والود والغرام . .
لكنه تذكر ان لزوجته هذه جسدا تهتز له الاكوان والعروش ، ما كان لحبيبته الجديدة هذه ان تمتلكه ، او ان تستحوذ على مثله قط ! ولكن الم تكن حبيبته نفسها هي زوجته هذه التي يتلاعب خيلاؤها معه بفانطازيا غير متوقعة له ومن قبل ، والتي اصبح يكف عن البحث عنها كلما ارادت مفاجأته ، حتى اذا استرشد اليها وجد هديته قد اصبحت في عداد المفقودات ..
تمت بعون الله تعالى
مع تحيات جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com