الحلقة الثالثة عشرة من دراسة نقدية في قصة تمرد الفرشاة للمهندس الشربيني
بقلم جمال السائح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجعات في معاني الاحالات المكرورة
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفرشاة 6 مرات
القى بفرشاة الالوان جانبا
خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة
وجد السكون يسود المكان وفرشاة الألوان ملقاة علي الأرض
حاول إفراغ خواطره مع الألوان توقفت الفرشاة في يده.. ـ كيف سيكون لون ورقة التوت ..؟
توقفت الفرشاة في يده .. ـ كيف وعده بالزواج ..؟
غمس الفرشاة في باليته الألوان وراح يرسم خطوط جديدة
أسرع يغمس الفرشاة في اللون الأبيض لتغيرها .. يكفي أن يكون لون ورقة التوت أحمر
.........................
فرشاة متراقصة
فرشاة ملقاة جانبا
فرشاة ملقاة على الارض
فرشاة متوقفة نتيجة للفحص في لون ورقة التوت
فرشاة متوقفة نتيجة تساؤله عن وعده بالزواج لها
فرشاة مغموسة في باليتة الالوان
فرشاة مغموسة في اللون الابيض
....
هل يمكن الاكتفاء بهذه التاثيرات
او الانعكاسات
او ثمت تغييرات غير مستهان بها في النص
كانت تمت الاشارة فيها الى الفرشاة
من دون التصريح باسمها
او من دون نفي التصريح بعناوينها الفرعية او الكلية
فكل ما موجود في الغرفة
تشكل الفرشاة كما اللوحة كما الالوان
شيئا اساسيا من دعائمه
لكن الفرشاة كانت تستنبط الاكثر من تلك التهويمات
او التحقيقات القائمة على صعيد المنوالية الحقيقية
تلك الهزات او الحركات او التوقفات والاستشاطات
هل كان لها ان تنتمي الى فصيلة الفرشاة
ام انها تساند الفرشاة في دعم خصالها
المؤقتة والدائمة
عن قوتها وضعفها
هل كانت الفرشاة تمثل ضعف هواجسه
ام ضعف تخطيطه الفني لايديولوجية الحب لديه
سيما حين يضعها على المحك
ويحاول اكتشاف فيها القدرة على الحياة
كم سيكون البون شاسعا
بين الفرشاة الخيالية
والفرشاة الواقعية او الحقيقية
كم سيكون المجال فارغا
لو التزم بقياس اوجه المقارنة
بين ايديولوجية الحب التي ينظّر لها بواسطة الفرشاة
فوق لوحته
وبوساطة الالوان
وبين ايديولوجية الحب التي ينظّر لها بواسط الفرشاة
التي تتحرك في ذهنه
تلك التي يخطط بها فوق لوحة مرسمه
وتلك التي يخطط بها فوق لوحة ذهنه
ايهما تفتعل الهم وتناجز فيه كل القواعد السلبية
ايهما تصادر حرياته بالتمام والكمال
ام ايهما لا تفعل
ام ربما كانتا كلتيهما لا تفعلان
ولكن
هل كان بينهما اتحادا او اتصالا معينا
مسامرا فيه لغة الفن ام لغة العقل المخطط
بعيدا عن صبغة الالوان بكل فنياتها
لان الالوان تمثل عمق الدلالات الفنية
ومن دون الفرشاة
فهي اعضاء لا يمكن تحريكها
او اشكال من الحياة لا يمكن التوفر عليها بسهولة
الالقاء والتساكن
التوقف عن الحركة
الانغماس
ثم الرقص
هذه الحركات اثبتت الفرشاة انه بوسعها تبنيها
تحت اي ظرف ..
ربما ما كان للبطل ان يتهاون في التساعي لاجل ثوابته او متحركاته
انغماسها في الالوان
هل يعني انغماس البطل في لولبية الحياة وشرايينها المجهولة النتائج
لانه صار بالتالي يمزج الوانا
غريبة
لا يعمل على مزجها في لوحاته التي يؤثر لها الصيت القوي
هل اراد لها الاندحار
هل اراد للوحته هذه الاندحار
هل اراد لمثل هذه الحقبة الزمنية من حياته
ان تتلاشى فيها الالوان الحقيقية
او ان تعبر عن مزاجية وصور غير صحيحة
غير مألوفة
غير واقعية
لان حياته العاطفية كانت تعبر عن الوان متمازجة
من دون عناية في خلطها
او في انتقائها
التوقف والحركة والرقص والانغماس
فرشاته
وحركة افكاره
وايديولوجيته النظرية والعملية
تمثل حالات من السواد
من الفرح
من الصمت والسكون دون اي حركة
ومن التحرك والالقاء والسقوط والرقص
عالم الفنان
يشتمل على الوان متعددة
من اطياف الحياة ومشاركاتها التنوعية
وبكل تقنيات موادها اليومية
كالحركة والسكون
كاللون الاسود والابيض
اشياء متشاكلة
ومتجانسة
تنوع في حياة الفنان
فرح وحزن
هذا الحب اثر فيه
كثيرا
الى الحد الذي تركه لا يفهم كيف يقرر
اي الالوان يستعير ؟
كي ينهي ازمته الفنية !
اي الحلول يستعير ؟
كي ينهي ازمته النفسية !
البطل
ونحن
والمجتمع
الغرفة
وخارجها
يعيش كل منا الازمة بعينها
لكن حينما تكون بيد فنان
والفرشاة في يده
لها ان تسجل الوانها الحقيقية
والتي لنا ان نراها الوانا مجردة
لها ان تساقط فوق لوحة مجردة
لكنها في الحقيقة
تمثل عمق التمرد فينا
والغليان والظرف والمكان والزمان
وسقوط الالوان وسقوط الاشياء
والعمر والسنين والولادات والحضارات
والفكر والثقافة والنهج والطريق والتواصل
والعزم
والاختبار
والى اين سنصل
وهل ثمة ظروف خارجية وداخلية
لها ان تثبت عكسيات ذلك اليأس الذي له ان يحيط بعوالمنا
رغم تعدد الوان الفن لدينا
لكن في بعض المرات
اعاظمنا وفلاسفتنا
يعيون في ايجاد حل بسيط لابسط المشكلات
سيما مشكلاتهم اليومية
فكيف بهم مع مشكلاتهم الحضارية
ازمتنا هنا
حين يكون بوسعنا ان نحل ازمة مجتمع
بحاله
وان نقف مكتوفي الايدي امام حلول بسيطة
يمكن ان نتقدم بها الى اولادنا او احفادنا
لكننا نرانا نقع بين نارين
نار الحركة الداخلية وتعلقنا بالماضي وايديولوجيات
لها ان تتمكن منا وان لم تعلن عن صناعاتها الداخلية فينا
او وجوداتها الذاتية والمستترة فينا
من مثل انانيتنا المفرطة او حقدنا وحسدنا ومشاعرنا المحبطة
وكثير غيرها من تلك الاحاسيس التي ..
نحاول ان نكبتها ونخبئها ونسترها عن اعين الناظرين
سيما الاقارب من حولنا واقربهم منا
ومن ثم لنقع
بين هذه النار الداخلية
يعني بين ايماننا بالاشياء وعدم ايماننا بنفس الاشياء في باطننا
لنا ظاهر وباطن
وبين تلك النار الخارجية
التي تحفنا بهالات السطوة والمكنة والشهرة والقوة
لكننا في نفس الوقت
نرانا اكثر من غيرنا
اذ نمعن في تناقضات انفسنا دون هوادة
وهذا ما يزيدنا أرقا سيما في الحالات البسيطة
والتي نشعر ازاءها بفشل مطرد
ما كان يقود بنا الا الى الايمان بوجود خلل تليد
ما زال يعيش في دواخلنا
لا غير
فما علينا الا اصلاحها
قبل اصلاح الخارج
لوحة الداخل قبل لوحة الخارج
عبر فرشاة الداخل اولا
ثم عبر فرشاة الخارج
ومن ثم ليكن الامر سيان ..
بعد ذلك ..
هذا من قبل ان نسمح لفرشاة الزمن
ان تغير فينا الاشكال والالوان
رغما عنا
فلنغير من قبل ان يأتي يوم
لا بيع فيه ولا شراء
يعني من قبل ان تفوت الفرصة
ولنغير الامور والمعادلات بايدينا انفسنا
من قبل ان تتوالى ايد علينا
تغير فينا وتعبث كما يحلو لها
تلك هي لعبة الاقدار
لعبة تصادم الحضارات
او حوارها بالاحرى ..
ومرة يحدث مثل هذا
بصمت ومن دون تعليق
ومرة وفق تعدد السيمفونيات الصوتية
والمخارج اللفظية
والسنن الانسانية والقانونية
او التاريخية الموضوعية
او حتى الالهية منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعل التراقص 2 مرة
خيل إليه أن الفرشاة تتراقص علي اللوحة
كان الشيطان يتراقص فوق اللوحة
..................
فعل التراقص يمثل حركة
تتنوع هذه الحركة بتنوع الازمنة
حركات راقصة
طقوس تتحرك راقصة واساطير تحكيها
افنان الشجر ترقص
حركات الرجلين واليدين تتراقص
حركات الالة والماكنة باذرعها وعتلاتها تتراقص
حركات الامواج العرضية والطولية تتراقص
تبث تفاعلاتها عبر ايقاعات هي الاخرى راقصة
وان لم نحدث عنها بالرقص
وان كانت تجهل لغة الرقص
عذاباتنا اصبحت هي الاخرى تتراقص
او بالاحرى
نتراقص على وحيها بشكل واخر
وافراحنا كذلك
ايامنا وليالينا هي الاخرى باتت تشكل سيمائيات من الرقص
تبادل المواقع
ترادفات اللغة وعناصرها واختلافاتها تمثل رقصا لغويا
كل شيء حولنا
حتى الهواء يراقص الافلاك
والسحب هي الاخرى انقلبت تتراقص ولكن بشكل خفي
او بطئ
او سريع
حتى الكلام لا يحدث الا بفعل تراقص اوتار الصوت
الليل والنهار
وتعاقب الشمس والقمر
رقص حزين او مذهل في الانبساط والانقباض
يعني فرح للغاية
او ممتع او لا
كل هذه دالات على ان الزمن اصبح هو الاخر
متراقصا بشكل واخر
ونحن فيه عتلات ميكانيكية
هذا له ان يحدث في زمن يرفض الفن
ويرفض الخلق
والقدرة والموهبة
لانه لا وقت لاختلاقها
فعلى الجميع ان يندمج في سياسات العمل
والميكانيكية والديجيتالية
ولا فرق بين حركة الارقام وحركة الميكانيك
لدى الانسان
ان كانت كلاهما تشغله
وتنسف فيه الخلق والابداع
لان عليه العمل ولا وقت للرسم والفن والكتابة
والا كان عليه ان يعاني الكبت والحرمان والجوع
ومن ثم الفقر بكافة اشكاله
فضلا عن ان الرقص اصبح يمثل حالة اخرى
حين يستهوينا ويستهوي الجميع
لانه دالة على الثراء واقتناء كل ما لذ وطاب
هل كان البطل يعيش هذه الازمة
بكافة اشكالها
ام بجزئيات من تلك النوعيات
هل للاقدار ان تراقصه
على حساب موهبته
هل كان يعاني الكبت المالي والحرمان من القدرة
اي قدرة
القدرة على اقتناء امرأة لها زوج
هل يمكنه ان يعدلها بالمال
هل يمكنه ان يمنحها السعادة
كما يمنحها اياها زوجها
هل يمكن لمثل هذا الحب ان يرقص رقصة الفرح
على اعتاب الحبيب
مثل ما يمكن ان يحدث له في اليوم
وفي الغد يرقص له رقصة الحزن والغضب
لانه لا يملك من المال الا القليل
هل ستعاني منه هذه ا لمراة في الغد
هل ستتحسر على ايام زوجها الاول
لان هذا مشغول بالفن
ولا وقت لديه للعمل
او لكسب المال مثل زوجها الاول
هذه المسلمات
تتوالد سريعا
امام كل من يرى في امرأة تضحية
هل سيكون عند حسن ظنها في المستقبل
ام ان عليه ان يتركها تتورط في حبه
ثم تتورط في فقره
فيدعها ترقص من العذاب
كالطير حين يرقص مذبوحا من الالم
حين تجد ان حبها هذا
كلفها الكثير
هل ستشغله بحبها له عن فنه
هل ستسعده عاطفيا
ولكن على حساب موهبته الفنية
كل هذه اصوات لها ان تتراقص
ربما بين الشفتين لوعة وحسرة
في ذات يوم يعقب ..
مثل تلك اللحظات السعيدة الاولى
وربما غبطة وجذلا بين الشدقين
في ذات يوم يسبق ..
تلك التي لها تجر آلام العمر على المحبين ..
هذه الاخريات
تمثل ازمة راهنة
يعيشها اهل المواهب
والفنانين
يعني الغالبية منهم !
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الرأس 4 مرات
أرهف أذنيه ..حرك رأسه بفزع .. حاول الوقوف ..
كانت هي فقط تضع رأسها علي صدره
هز رأسه لا يصدق ما يراه .. عاود النظر كانت الستائر تتحرك ..أسرع إليها ..
أضاف كمية كبيرة من اللون الأسود للفرشاة فسقطت علي الأرض ألتقطها ورفع رأسه إلي اللوحة
......................
اولا اقول
لقد ورد في الحديث النبوي
ان منزلة الصبر من الايمان
هي بمنزلة الرأس من الجسد
الرأس موطن الاسرار
والعقل
والقدرة
وتوجيه الاوامر والايعازات الالية
عبر شبكة من الاعصاب تمر به
وخلايا منها تعد بالملايين لها ان تتراكم فيه ايضا
الرأس مركز السيطرة على الانسان
على الجسد
كمركز السيطرة في المطارات
كمركز القيادة في المراكز العسكرية
اما ما نراه هنا
رأس تتحرك
رأس تهتز
رأس ترتفع
رأس مستقرة فوق صدره
استقرار
اهتزاز
حركة
ارتفاع
بداية الحركة تتمثل في الاهتزاز
والارتفاع يمثل اوج الحركة
اما الاستقرار فلا يمثل الا استعداد لحركة جديدة
لكن مرات يعبر الاهتزاز عن سلطة في الحركة
وتغدو الحركة جزءا منه
في متوالية متعاكسة
لان الراس عبارة عن مركز لانعكاس ردود الفعل
كما هو مركز لتقرير المصير
ثم ان الاهتزاز في بعض الاحيان يعبر عن قرار ما
لكن الحركة ليست بالضرورة ان تعبر عن شيء واضح
ثم ان الصبر الذي له ان يحتكم اليه الانسان
هل يتمثل في رأس الهرم في مصدر القرارات
يعني ان لا يصدر قرار لدى الانسان الا بعد صبر
والصبر لا يجدي ان لم يحتويه تأمل وانتظار في الفكر
والتأمل لا يتأتى الا من اعمال الفكر
لذا
فان بطل القصة هنا
لا بد وانه كان يعكس ايات التأمل
طوال الاحداث
حتى حركاته ويقظته المتناوبة ما كانت توحي الا بطبيعة التفكر لديه
لقد كانت الحركة لديه تمثل افكارا متعامدة
افكارا تتحول الى حركة
وحركة تتحول وبدورها الى افكار
يعني ترجمة وحسب
الافكار تترجمها الحركات
والحركات من ثم تمهد لتشكيل افكار اخرى
لها ان تترجم عمليا فيما بعد
هذا ان كان الصبر يقود الى فهمها
وربما ما كان بمقدوره اي الصبر
ان يتفاعل مع الصحيح من النظريات
لكن يبقى التأمل مع الخزين من الخبرة والتجربة
من الاسباب الواقعية والتي لها ان تحرك في الانسان
غرائزه وعقلياته فضلا عن مواهبه ونبوغه
لكن
هل استغل البطل مثل هذا كله لصالح اهدافه
هل استغله لمنفعته او منفعة البطلة
او لاجل مصلحة الظرف الذي يمر فيه
ام ان السحر انقلب على الساحر في اخر الامر
نتيجة توظيف الصبر في غير محله
لان الصبر في مواطن
يعد من الخطيئة
فليس الصبر دائما يمثل الطريقة الاحجى
لانه في بعض المواقع يعد آفة
تلتهم الحسنات
لكنه في وقت اخر
له ان يعبر عن آية بدل الآفة
فهل البطل صبر في غير موطن الصبر
ولم يصبر في موطنه
ولو كان صبر
لكان اكل من فوق يديه ومن تحتهما
ذلك حينما اختار خلط الالوان
او انتقاء الاسود بدل الابيض
او الصبر في القرار
وما كان له الا ان يقرر
او عدم الصبر في اتخاذه
لان الصبر ايضا له وقوده الخاص به
فمرات ينفد ولما يعرف صاحبه انه نفد
حينها سيعمل الانسان برصيد ..
ليس له ان يشتغل في تلك الخصوصيات
لانه وقتها ما كان له ان يوظف الطاقة الصحيحة
في معالجة ثيمات الحدث المختلطة
ثم راسها على صدره
يعني صبرها على قلبه
فهل كانت تزرع بتلات الصبر في قلبه
لكن الاخير
رأيناه كيف لم يع مثل تلك اللغة الرائعة
ان تزرع الحبيبة لون صبرها في قلبه
وتعلم الحبيب ان يصبر كما صبرت هي
ان تعلمه الصبر على حبها
مثلما صبرت هي على حب شخص لا تحبه
هو زوجها
وصبرت على التظاهر ثم اللا تظاهر
وصبرت على التواصل مع رجل لا تحبه
الا يليق مثل هذا كله
ان يكون امثولة يحتفي بها هذا الرجل
كي يتعلم الصبر ويبتهل الى صاحبته بشيء من الشوق
والاشتياق
ريثما يحتال الصبر في كلا القلبين
على الجسد
والايمان التام
فحين يفقد البطل الصبر
كان له ان يفقد الراس
تلك التي تسيطر على كل الاشياء
لذا
في وقتها
كان له ان يرى الشيطان يرقص فوق اللوحة
لانه ما عاد يمتلك لوحة القرار
مسلة القانون
ما كان له بعد اليوم ان يضيف اليها لائحة قانونية ما
فانقلبت لوحته مسلة قانونية
للشيطان ان يقرر بدلا عنه
لانه فقد راسه
بعد ان فقد الصبر
والذي هو بمنزلة الرأس من الجسد !
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات جمال السائح
Almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
2006-05-29