الحلقة الثالثة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع فاديا الف

الحلقة الثالثة من دراسة نقدية في حوار ادبي مع الكاتبة فاديا الفقير

بقلم جمال السائح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السؤال الثالث :

* لماذا كل هذه الإثارة حول أعمالك ،هل لأنك تتمردين على السلطات الدينية والسياسية والاجتماعية؟



.....................................................



مناقشة صيغة السؤال الثالث :

مفاجأة للقارئ

رغم ان المحاور كان لوح ومنذ البدء

خلال اشاراته في خطوطه العريضة

ومن قبل ان يبدأ بلقائه

كعناوين رئيسية هامة

لها ان تسترعي انتباه القارئ

ومنذ البدء

ومن قبل ان يختط له مساره في القراءة

او انه حاول ان يستبق الاشياء

ويصادر على فروغه من بعض الحقائق

وليس له ان يستوقف القارئ اكثر من هذا

لان الامر لديه

ربما تراءى قضية بديهية

وليس له الا العبور من فوقها

لكن

اما كان الاجدر ان يخاطبها بالقول

هل تجدين اعمالك مثيرة

فان لم تكن كذلك

فلم كل هذه الاثارات حولها ؟

اما عن التمرد

فاجابته سابقة لوقتها

كما لو كانت له دراية عامة

ان الاثارة ومن هذا القبيل

في مجتمعاتنا العربية

يجب ان ترافقها حالات تمرد

وان صح تعبيره

لكنه تحصيل حاصل سابق لاوانه

لان الامر يتناوله المناوئون كذلك

يعني ان اي محاولة للتحديث والانتقال نحو جدل ..

اكثر حداثتي

يمكن ان ينطوي على ابسط التأويلات من قبل المخالفين

كي يتهربوا من تفسير ظواهر العلمية في الادب

والتحرر في السياق والنص والالقاء الضوئي

او حتى التفصيلي

لانها ما كانت الا محاولات فاشلة

في التصدي لكل محاولات التحرر في النص

وبالتالي تعبر عن خواء وضعف مقدرة المخالف

في احتوائه منهج المحدثين في الادب

سيما وان المخالفين

غالبا ما يعوون قدرة الادباء

فيتلقون فنونهم الادبية على اساس انها

اشياء تناوئ السلطات

تناوئ الدين

كي لا يحتملوا مجابهتهم

ويشغلون اهل الدين والسياسة والاجتماع بهم

فلا يتجشموا عناء التصدي لهم

وعلمهم اليقين انه ليس بوسعهم العمل بمثله

بل يوفرون على انفسهم مؤونة التفسير والتحليل

والدرس والتمحيص

ذلك لانهم اعجز من ان يتوصلوا الى نتيجة

يقنعوا بها ومن خلالها مجتمعاتهم قبل غيرهم

وليس نفس السلطات الدينية والسياسية والاجتماعية

وهذه الاخيرة سيف ذات عدة حدود

لان اعرافنا وحياتنا التقليدية تعد كارثة

ليس من السهل اجتيازها

فكيف لاديب ان يتناوله التهويميون بشتى النقد والتقريع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



جواب السؤال الثالث :



* أولا أنا لا أخرج عن السلطات، أكتب لا لأخرج عن السلطة، واعتقد بأن من المهم للكاتب أن يكون صادق مع نفسه قبل كل شيء، وشجاع في طرح القضايا التي يجب أن يطرحها، لأنه في العالم العربي هناك أغلبية صامتة لاتتكلم، حتى الذين لم يقرأوا ماأنتجه الكاتب ،بحيث يقوموا بلجم الكاتب ،مثلا إذا لم توجد لدى الشجاعة القضايا المهمة والحساسة لايمكن طرحها، ولهذا علينا طرح ما نعتقد بأهميته بشكل واضح ومختلف عن الموجود.



..................................................................

مناقشة جواب السؤال الثالث :

لا تعني فاديا انها لا تخرج عن السلطات

لكنها تقول

انها لم تكتب لكي يقال عنها انها خارجة عن السلطات

ولم تكتب لكي تخرج عن السلطات وحسب

والا ما كان لها ان تبدع

لان غايات المتخرصين اوهى من ان تفهم سياسة الادب

ولغة الاديب او الاديبة

فلا يعون سوى الاختلاف مع الموروث السياسي والديني والاجتماعي

لانها تعرب عن صدقها في الكتابة

ومن ثم في شجاعتها

لانها لا ترى الى مجتمعاتنا العربية

الا كما لو كانوا مجتمعا توزع افراده الطير فوق رؤوسهم

وامثال هؤلاء ..

لا يعدون الا خرسانا من الشياطين

لان الساكت عن الحق شيطان اخرس

هكذا يقول الرسول الاكرم

لانها توضح ان امثال هؤلاء

لا يشجعون المقال الحر

وان امثالهم هم الذي يشجعون المتشددين في قولتهم

لكنها تعرب عن غاياتها الاساسية

وهي الحديث عن كل شيء له اهميته

حتى لو اختلفت صيغة الحديث عما هو متعارف عليه

داخل هذا المجتمع الصامت

الصامت في استيعابه لمسيرة التاريخ وحركة الحضارة

لذا ..

هو صامت في اختزاله لعمود الزمن

عبر تشبثه بالمتعارف والتصاقه بالمعهود من المواضي

يعني الموروث غير الملقح

واذن

ستكون وجها لوجه

امام عدة من الناس

لا يفقهون شيئا

سوى التلويح بالقهروت والجبروت من لغة قومهم

وان لم يقرأوا شيئا من نص لاحدهم

فيتهجمون عليه لمجرد شائعات معينة

يصدرها ذوو الشدة في نفوسهم

من المرجعيات الدينية والسياسية والاجتماعية

يعني همج رعاع

كالقوم الذين جاءهم ذي القرنين

حين وجدهم قوما لا يفقهون شيئا

لكن اولئك ايضا

ربما كانوا افضل من اقوامنا

لانهم يسمعون الكلام

ويصغون لمقولة الحق

حتى لو لم يفهموا ازمتهم على حقيقتها

فكان لهم ان يعينوه على وضع جدار

بينهم وبين الباطل من افكار الظلاميين

لكن هؤلاء القوم

يعني اقوامنا العربية

لا يسمحون ولا حتى لاديب يحمل شهادتين

عربية وانكليزية

ان يقول كلمته

او ان يصغوا اليه

فكيف ليعملوا بها

ثم لا ننسى

ان فاديا

تطوق القضية من اصولها

حين لا تحجم عن الاكتراث بالاشارة الى ضرورة الكلام

حين توافر الصدق

والشجاعة

لانه لو لم يتوافر الاول

كان لعملية التمدن ان تنال الصقيع

ويحدث التشكيك بضرورتها

لان روادها كاذبون

هي نفسها تنال التشكيك لصدقها

فكيف لو رقى الكذب لقادات حركة التحديث

كذلك الشجاعة

يعني البطولة في عنونة المعنى وتفسير الملحوظ

وليس حمقا يسبقه تهورا

لانها تستعرض في النهاية

انها لو لم يتوافر لديها مثل هذين العنصرين

لما كان بوسعها ان تقول كلمتها

ثم ..

لهذا السبب

هي تفهم عرض الحياة الدنيا في القائمة العربية

وان على الاديب والاديبة

وبفعل الاسباب والظروف القاهرة

ان يلتمسوا الكلام اول باول

في اولويات القضايا الملحة

يعني وبالتدريج

كي يتم الوصول الى تفسير اعلى المناطات المحالة اليها

والى اكبر منها

لانها بذلك تعمل على اعداد المتلقي

وليس استفزازه

لانها تفهم الفرد العربي

وكيف له ان يستفز نفسه والاخرين

قبل ان يفهم حديث روحه او كلام اي اخر

لهذا كان عليها ان توصي

بضرورة طرح المهم من الموضوعات

مما نعتقد باهميته

وبشكل واضح

ومختلف عن الموجود

لان مهمة الاديب والاديبة

التواصل مع الجديد

وليس الانفصال عن القديم

لكن الاتصال بكل جديد

كي يتم ايقاظ هذه الزمرة العربية من رقادها

والا لكانت اي قراءة قديمة

لها ان تعمل عملها في مخيلة القارئ العربي

او ذهنيته

نفس عمل الاغنية الهادئة والشائعة الصيت

في اذن الطفل الصغير

حين يكرروها على مسامعه

كي يخلد الى نوم هانئ بعيد ..

واذن

هي تنحى منحى تحضري

وبسياسة تفهم مقصدها بوحي اكثر تعاليا على الجراح

لا تريد الحصار

او الحرب

لكنها تريد حقها من الحرية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع تحيات جمال السائح

Almawed2003@yahoo.com

www.postpoems.com/members/jamalalsaieh










View jamalalsaieh's Full Portfolio
tags: