بئس ما خلفتمونی
(لسان حال الرسول العربی)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
کلام منثور وقصيدة تحاملت على نشرها
بقلم جمال السائح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
انا من وطن غيبته الهموم
قبل الغيوم
انا من وطن
تعاقد اهله فيه
على دحره وسبي احلامه
في كل حين وآخر
بعد كل انقلاب وثورة
كما لو كانوا تعاهدوا الاطاحة بالحكومات
ولم يتعاهدوا بناء الحضارات
وكان حري بهم
ان يطيحوا بالموروثات البائدة ..
والاخطاء الشائعة
وكل العقائد والتقاليد البالية
من تلك التي كانوا توارثوها فيما بينهم
أبا عن جد وسلالة عن سلالة
***********************
من ثم ..
ومن قبل ان يفهموا لغة اخر
جاءهم كي يلتقط انفاسه بين ربوعهم
تعاقدوا العزم على انهاء عزمه
وانتهاب اوصاله
بعد ان زرعوا من الشعارات بين الانفاس
انهم ما اصطرعوا بينهم ..
الا انهاء لعزيمة احتلال دام ردحا من الزمن
وذلك حينما كانوا يفكرون بامرأة
تصبحهم على الزقوم
وتنقدهم الموقوت
وتقوم بينهم من دون ثياب
***********************
اصبح شغلهم الشاغل
هذا حرام وهذا حلال
لكنهم اخيرا اراحوا انفسهم
بان حرموا كل النساء
الا من يشرونها للغاصب
ومن ثم انقلبوا يبحثون عن شرفهم المغصوب
فاصبحوا يحدثون ان المحتل استرق بناتهم
وما عليهم سوى احتلال ابناءه
واغتصاب غلمانه بعد ان اغتصب اناثنا
فعدوا يحيون رميما من السلف
كي يترنمون بسحر عظامه
ويقيمون فوقه الانصاب والازلام
كي يحيلوا الارض الى رميم
لان سلفهم احاله الله الى مثله
فعلي وعلى اعدائي
لتذهب كل الحضارات الى الجحيم
فكيف لهم ان يستأنسوا بالكهرباء وافخر المنتجات الحديثة
وسلفهم الطالح لم يترنم ولا بحبة الكترونية
***********************
لم يقعوا في الغباء
والتخاتل
الا بعد ان صدقوا كلام كل عربي
اتاهم يحمل عنقاءه من وراء الحدود
وهم الذين تعيش احلام امريكا وحلفائها في عواصمهم
هناك حيث تصدح اعلامهم وراياتهم
فكروا
في ان تكون فيافي وطني
مسرحا لتصفية الحسابات
وما كان غباء قومي الا اشد
حينما صدقوا من قبل اقوال امريكا
فهملجوا في غي الحروب
ولما يخرجوا بعد من وطر وغاها
عادوا ثانية
يحاربون
لكنهم اليوم حاربوا انفسهم بانفسهم
لان عربي اغواهم
وذكريات اقذر من مذكرات نازي
الهبت فيهم الحماس المزعوم
كي يفيدوا من كل زمن آت
فيضحوا بفلذات اكبادهم لاجله ومن جديد
كم قومي مساكين
ليس لشيء
الا لانهم يسمعون لكل من يهددهم
ويدخل الرعب الى بيوتهم
لان امريكا ما ادخلته
الا بعد ان ادخله اخوانهم في احداق طفولتهم
واصبحوا يهددون فيهم الرضيع
شريطة التعاون مع الظلاميين
كي ندفع عنكم كيد الغاصبين
اكان ثمة هراء اعظم من هذا
***********************
يقولون ان امريكا
اغتصبت حسناء من وطني
كان يركع عند قدميها كل السادات
من آل مضر وكنعان
ومن قبلها
كل العراقيات كن مفتونات باغتصاب ازواجهن
كذبوا والله
امريكا ما تركت ولا حتى اقبح عراقية
تحبل في السجون
لكنهم اشاوسها الذين كانوا يحرسونها
راقبوها كيف ترقص فوق جذع الموت
ومن خلف القضبان
حتى اسقطوا جنينا لها
ومن قبل ان تعج بطنها بصراخه
***********************
ارتمي بين الاوجاع
يفكر جسدي في السفر
وانا الذي ما كنت الا حائرا
ادور حول نفسي
دون تاوه او صمت
لكني
كنت اجاهد في نفسي
كيف لها ان تختزل الحب في امراة واحدة
فكانت شقراء وافدة
قامتها اهالتني
سيما حينما ذكرتني بابنة وطني
وهي تختال بين الربيع
تقطف ازهار وروده
***********************
لا تنهوني عن فاتنة
رصدتني في الخفاء
وراحت تغويني في الرخاء
فانها ما كانت سوى
ارض سابحة
ربضت فوق تلتي
حينما اعياها الوجع
الذي كانت قد احتملته من قومي
لانهم اضاعوا عندها سحرهم القصي
وانشغلوا في تقتيل الحب اينما كان
***********************
كلما ازهرت اقحوانة
ظننت انها تقرأ مسك ختامها
لان قوما شدادا ولما يزالوا
يتربصون بفتنتها
ويقولون عنها انها عورة
كلها عورة
ولا مكان لها بين سيداتنا من النساء
ازرعوها سمادا
يضمخ كفن الارض
ويصبغ صعيدها بكحل اخضر
كي يقول عنا المؤمنون
اننا رجع رجيع
وان اباءنا ما كانوا الا من السلف الصالح
***********************
كذبوا والله
ما كان اجدادهم يذبحون الشاة ..
الا بعد ان يسقوها الماء
واليوم
يتكتمون على بحر من الدم
ويقولون مالنا ومال الماء
فشاتنا منذ خلقها الله
تعاني من مخاض
له ان يشبعها رواء
بل سحرا
سيما لو افتعلنا الحيض عندها مرارا
فتعيش حرائرنا زاخرة بالكم الهائل
من انعم الله السائلة
لان الله ما كان فدى ابراهيم بذبح عظيم
الا لان اسماعيل كان ذكرا
ولو كان انثى
لأنّب الله ابراهيم على تأخيره الحزّ للعنق
***********************
اواه يا ليل
كيف لقومي ان يتبدلوا في عشية وضحاها
وهم الذين ملأوا الضحى ما بين القطبين
مشرقا ومغربا طوى ما بينهما الخافقان
اعيش بينهم فاجد الود
وكلما ضاع ريح للامن
اشاعوا انهم يجهدون انفسهم في استعادة مجدهم
وهم الذين ما زالوا
يبحثون عن ظل
يهتدي اليه صغارهم
كي يتسنى لمرضع
ان تغرس حلمتها في ثغر وليد لها
***********************
اعيش بين سحر ذكرياتهم
وانسهم المجاني
ثم تفز فيهم كل المقل
وتبغت لديهم كل القلوب
ثمت
حين ترجف الراجفة
ويقولون امريكا
ما كانت الا طلقات زاعفة
تصدرها ابواق بنادق صدئة
لم يتنكبها الا رجالا من قومي
بعد ان زرعوا الخوف في عيون ابنائهم
واحداق جيرانهم
حينها
كانوا يفكرون كيف يجندون حرائرهم
من اجل ان يثبتوا حرية المراة
فيلبسونهن احزمة ناسفة
ويخبرون بعدها
ان للنساء حظا
ربما كان اكبر من حظ الذكرين
***********************
فكرت في الرحيل
فيممت وجهتي صوب المشرق
فوجدت القوم ما زالوا يفكرون
كيف للمراة ان تقتعد سيارة
وتجوز بها صوب الطريق
ثم وجدت الطرقات تعج
بتكفير كل من شعر بالحب يهز قلبه
وتسفيه كل من وجد العشق الى قلبه سبيلا
والعودة بحريم الاوطان الى عهد الخلافة البائد
واستبدال الزمن الوليد
ونفي كل الحضارات
لانها ثقافة غربية
فحاربوا الحداثة وكل ما نسب الى الغرب
وهم الذين ما اعتادوا ان ينسفوا آمال الاطفال
وكل ابناء وطني
الا بسيارات مفخخة
صنعت في الغرب
هي وما انطوى فيها من متفجرات حداثتية
***********************
توهموا
حين قالوا ان الانسانية تزخر في الشرق
وليس لها ان تقطن الغرب
وكل ما سكن الاخير
كان جرما وسفكا للنفس المحترمة
نسوا ان قريش
كانت تحفل برحلتيها
رحلة الشتاء والغرب
اقصد الصيف
لان برودة هذا هي اعم في الغرب
نسوا كذلك
ان اهل الكتاب يسكنون مرابع الغرب
وان من يهوى البقر ويستحل لحم الجرذ والكلب
فضلا عن تصيده لقطيع من القطط
هو ومن يسجد لبودا كذلك
ما برح يسكن الشرق .. ولما يزل !
***********************
تحفة قومي
اضاعها ابناؤهم
حينما عرجوا
يهتدون على سنة الاولين
لانهم قالوا
انا وجدنا آباءنا على ملة
وانا على آثارهم مهتدون
أرأيت يا حبيبتي
كيف ان الله يدعونا الى الحداثة
وما كان احفادنا
الا ليساقوا كالابل الظامئة
الى وردها المورود
كما لو كانت لا تهتدي لغيره
حتى لو كان الماء في غيابته
قد غيض وانتقع بلحن التراب
بعد ان انقلب صوتا مالحا
يغذي ذرات الجب وما خفي فيه
وحداثة الخلق ..
ما زالت تؤنب فينا صيحات الظلم
***********************
اترين يا حبيبتي
اجل فانا ما كنت احدث سواك
كيف اننا في اليوم
نعود القهقرى
كي نعيد المجد المسلوب
لان الخلافة تنبت في الماضي السحيق
ولمن يريد عودتها
فعليه ان يرجع الى الوراء
ويعيش عيشة الجدي والشاة
وغاب عن ابناء وطني
ان الخلافة
ما كانت تقطن الا في الحداثة
لانها وليدة ايامنا الاتية
وانها تكبر وتتغير ملامحها
كالطفل حين يكبر
فهو لا يظل يحلم بلعبة
بل سيفكر وقتها بسر الكون والافلاك
فيرتقي سحب المريخ
بسفينة تجري به دون سائق
وليس له ان يمتطي البغلة
كي يسابق المجد نحو المشتري وزحل
واذن ..
فليس لحالم ان يحقق حلما في الماضي
بل له ان يقعد مجده بين قلل الحاضر
وفي الغد
***********************
جاهلون
لانهم اصطادوا في نفس المياه
التي كان يصطاد فيها القتلة من قبل
وظنوا بان كل عربي
هو رحمة للعباد
وما سواه كان فتنة
لنساء القوم
لانه اجمل واشهى
اي مقال سقيط
تغالب المجحفون على رش اضداده بالنبال
بعد ان ذروا الرماد في اعين الرجال
فتركوهم يمتطون ظهور الحمير وبالمقلوب
ولقد كانوا اخبروهم ان رسول الله في انتظارهم
فريثما يخنق احدهم كل بسمة واخرى
لها ان تعشعش في اماق طفل
او طفلة
سيكون لهم حفل بين يدي الرحمن
وامثال الجيل السالف
من الصحابة الكرام وتابعي التابعين
وما علموا
اي كبد لرسول الله فروا
وأي فلذة منها ..
كانوا غرسوا فيها من الطعون ما غرسوا
حتی اثاروا فيها كل مزيد وآخر من القروح
***********************
والان
لأنشغل بك يا حبيبتي
اكثر مما انشغل بالتسابق للتطلع اليهن
اقصد المجنّدات الامريكيات
واللائي يملأن شوارع مدني بشقارهن وجمالهن الساحر
وكلما كنّ يغدون في طريق
كان لهن ان يسحرن اطراف شبابنا قبل ابصارهن
ولا تنسي انهن كنّ ملاطفات للغاية
وكنت واجرأ على القول
حين كنت انظر اليهن
كنت ارى الحزن ..
يختفي خلف بشاشتهن الساحرة ونضارتهن البيضاء
سيّما حين تكون الواحدة منهن تدخّن وبشراهة
ولكن .. يا معشوقتي
فما همني وطن
ولا حكم
ولا زينة من الحياة الدنيا
قدر ماهزتني بسمة او ابتسامة
لها ان تزهر بين مقلتي صغير او حتى يتيم
ولقد قالها خليفتي وخليفة المتقين
مغرور من غررتموه !
وما كانت ولايتكم هذه
لتساوي عندي عفطة عنز
وهو القائل لقومي
انتم عصبة العرب
فكيف لهم ان يختانوا ضمائرهم
ولا يحفظوا سر الله المستودع فيهم
ولكنهم حين يفعلون
سيتركون المجال لمارد بني ثقيف
وما كان الا حجّاجها ..
حينها سيقول لهم من دون تورية وتلويح
يا اهل الشقاق والنفاق
تجمعكم الطبول وتفرقكم العصا
ثم ..
ساحبك يا حبيبتي
اكثر من الاول
لاني اعيش الان بين ذراعيك
وهناك
انسى كل همومي
سيما وانا اغذ السير
الى شهدك المعسول
وغدك الموعود
ذاك الذي ساهرته حتى الفجر
عند مرج البحرين
في فيئهما برزخ معهود
فلا تبغي خلاله علامات ذكورتي
ولا يبغي عبره ريعان انوثتك
الا بالحسنى
ولكن ..
مهلا
فما بالك صامتة
هلمي اذن
فانا ما كنت الا هاربا
افر اليك من غضبة اللئام
وما كان لي مفرا سواك
فانت ربي
الذي خلقه الله لي
وما كان أعوزني الى ربي
الذي اباح لي روضتك
تلك التي تعيش فيها كل الحداثات
من عهد آدم
والى عهود حرب النجوم
ـــــــــــــــــــ
جمال السائح
almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh