من المثير للذهن والقريحة ان الطبقة الصوتية لها ان تتميز وفقا لتميز
الداخلية النفسية لدى الشخص
صديقاتي واصدقائي
تحية حب
ملؤها الود
لها عبق من النثر
ولحن من السبق
وجرس من الاغاني المهداة الى سيدتي ورائعتي مايا
هذه الحلقة الاولى من دراسة فنية حاولت فيها ان اكثف العمل من خلال تسجيل
مشاهداتي الحسية وقراءاتي الفنية تجاه فنية واصالة الحس وجرس الصوت
المنبثق عن حنجرة مايا الذهبية
جمال السائح وبحث في طبقة الصوت لدى مايا نصري ــ القسم الاول
هذا الكلام لا يخضع الى تدقيق فيزيائي او عضوي
ولكن ما احسبه عنصرا ثاويا خلف مكنة القدرة المتمتعة بها فنانتنا
الاصيلة مايا نصري هو القدرة الالهية التي حباها الله بها اولا ثم النغمة
المتشاكلة بعنف وصخب غير باد ابدا فوق الملامح الجرسية لثقل الصوت نفسه
ففي صوت مايا تحس انك امام جبل لكنه عائم وسط بحر من البرودة والصقيع
جبل يتنقل بكل حرية
من دون ان تصهره الوان الشمس الصغراء
في نغمتها الانفرادية لون يتوسد معدن الصفح وجزيل البوح
ثمة سلاسة تتدفق بوضوح عبر معايير كانت لها ان تتأبط دورات من الوجع
المتتالي لينضح عنه وتيرة من الصوت ..
تحمل بين طياتها شيء من الشجن المشوب بشيء من الفرح ..
والمعبأ بسكينة حادة ..
مع ان ما يكمن خلف قضايا الصوت لدى الفنانة مايا
هو من العظمة بمكان
بحيث لا نستطيع ان نبرمج جمالية الفوز
الا حينما نعلم كم تحزن مايا عظمة اللحن
وهذا الامر من المزايا الحساسة جدا
بالنسبة لانسانة متبحرة في فنون الغناء والالقاء
والغزل بالصوت ومعالجة القضية الشعرية المتصاحبة معها
طول الفترة التي يستغرقها تسجيل العمل الفني
او حتى حين ترديد نفس الثقل الموزع
بعد توريده في الاجهزة ..
وترتيل الشفاه صوريا
لاجزاء الكلام المسترسل بوحي اخر
من اجهزة البث المتوزعة في صالة التسجيل
او استوديو الالتقاط لكليب او اخر
بحيث تتناسق سبحات النفس
مع نفس الصوت المنطلق من رؤية مايا نفسها ..
هنا يكون الفنان عرضة للاختبار
ولاكثر من اي وقت مضى
ذلك حينما يشعر بان صوته ينافسه
بل يتحداه عنوة
ولكن مع ارتخاء وصبر
وتعاطي مع الصورة العامة له
وبكل ابجدية رشيقة
تنبع من حس شفاف
يتملك الفنان او الفنانة
حين يكون له ان يصبح صدى لنفس صوته
ويعطل نفسه الصادر من حنجرته
ليحاكي وتيرة الدفق الخارجة من وعيه
في زمن اخر كان تم تسجيله
ثم احيط علما انه الان ما اصبح الا شمعة
تورث شعلتها من نفس وحيها القديم
دون ان تجشم نفسها عناء البوح الجديد
هنا ارى الى مايا
كما لو كانت تنطلق بحنجرتها ومن جديد
لكن بصوت يحاول تدميج الاصالة النوعية في الصوت
مع التركيبة الحاصلة ابان ترسيخ المتن اللغوي الاولي
النابع من جهاز البث في داخل غرف السيطرة التقنية
بحيث كان لها ان تؤصل سعيها بين المحاكاة والتجربة الحالية
حضور مكثف دون ان يشعر المشاهد
انها تحكي لغة صوتها وبصوت اخر
ما كان ليخبر الا عن نفس صوتها
هنا تتجسد تقنية العصر
لكن مع مايا
ما كان لها ان تصبح الا توأما للحسن والجمال
والتوقف عند امس مع صوت جديد
صوت مسجل ونفس يحدق بنفس الصوت
ما اجمل العبق حينما يلفحه نفس
صوت وتصبغه المطربة بنفسها من جديد
كما لو كان لها ان تطليه بذهب رشقها
ووقع مسحها له ثانية
كلما لاح لها ان عليها ان تمثل
وتعاود المزيد من وحدة الصوت مع خلجة الشفاه
وتوريد الصوت وتصدير التمثيل الشفوي
بوحي متطابق لا يخل بعصب التنسيق والتأطير
انتهى القسم الاول
مودتي
جمال السائح
almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh
هي