القسم الثاني من قصيدتي النثرية
ما زلت اخاف منك
(ايحاءات رجل)
قصيدة نثرية
جمال السائح
( 1 )
حبيبتي
لا تعلمين كم كنت احبك
ولا كم احببتك
لاني ما زلت احبك
غير اني
ما زلت ..
اخاف منك !
( 2 )
اتعلمين اي خوف
كنت استشعره
خوف ان لا يجمع بيننا الزمان ثانية
خوف ان لا اكون فارقتك
وفي نفسي لوعة مما كنت اقدمت عليه
لا تلوميني
فاني ما فعلت
الا رحمة بحبنا
الذي كان ينمو رويدا رويدا
لا تفهمين ما اقول
حقا !
ساخبرك لاحقا
لان الان خوفا ما يعتريني
( 3 )
ما زلت انت انت
وما ازال انا انا
ما الفرق بين اليوم وامسه
دعينا نفهم كل هذا
وبكل بساطة
كل شيء فيك
يذكرني بامسي
الا تخشين علي من ان افتن بك ثانية
ولقد فتنت بك في اولى
وها انا افتن بك ثالثة
لكن تركت الثانية في العقبى
فاذا ما حلت
لم يرقبني عتيد
وبالي في حينها
سيكون في عداد المشتاقين
غير المرعوبين
فما كنت لاعود خاشيا
لان رصيد فتنتك
كنت قد اعددت له مسبقا
لاني كنت اعلم اني افتن بك
وفي كل عام مرة
لاني اساسا
ما زلت اخاف منك
( 4 )
ربما يسائلني الوهم فيك
فتطلعين علي بالقول والاخر :
كيف لك ان تتحدث عني
كما لو كنت تعرفني
كما لو كانت تربطني بك روابط
وعلائق !
أوكان بوسعك ان تذكرني
لو كان حقا
كنت اخبرتني
وكان لقاءنا في وقتها
يعد من اللقاءات التي لها ..
ان تحطم كل رقم قياسي للحب واخر
ولكان لوسائل الاعلام ان ترصده
وتوزع اشرطتها على كل القنوات
بهجة بنصرها القافز في عالم السبق والصحافة
( 5 )
لكن
ربما كان للزمن ان يدعك تستذكرني
ومن ثم تتستر على غبائك
ولا تكاشفني
خوف ان افضح لؤمك
وجبن غرامك الذي كان قد استهواني
حتى علقت بك
وآثرت اسري
طيلة السنين التي شهدتَ فيها
مطلع الشمس والقمر
كنت قضيتها في غربتك الليلاء
وكنت سهرت فيها على كل مواهبك
تطور فيها
وتسقيها من وهج الروح لديك
وما دريت انك كنت ..
تسقيها من دمع عيني !
( 6 )
وهم في وهم
ما تقولينه
او ما يتراءى لك
ايتها القطة المأسورة
بحلم يراوده حلم اخر
ثقي واعتقدي
اني كنت اتفقدك
طيلة ايامي التي كنت قضيتها ثمت
وكنت اسائل عنك الكائنات والشياطين
وملائكة الانس والجان
لكني ما كنت اقوى على مفاتحتك
لاني كنت اخاف منك
ان كنت اقول لك مثله
كنت تهدديني بقرار يستنزفني
وما كان يعني لي الا تخليا عني
كنت اعلم اني سوف لا اقوى على اصطحابك
واني لو كنت اخبرتك
بما كنت انتوي فعله
واعلمك بشأن رحيلي
فانك
ما كنت لتسمحي لي
بان اغادر
ولا كنت قبلت
ولا كان لمثلك ان توافق
وانت لتعلمين كم هو عزيز
عندي رأيك
وكم هي اثيرة عندي ارادتك
لكني لم ارد ان اخذلك
او ان اعاندك
فاجازف بكل ايامي
التي كنت احببتك فيها
ومن ثم ..
كنت اخاف نفسي الماردة
وقلبي الصارخ
لخشيتي منها ..
وانها ربما
داست على قلب الحبيب وصنعت
كل ما تشتهيه
ولو كان لفؤاده ان يمتعض
أو أن يرفض
وخوف ان اعيش رعشتي بين يديك
فاتخاذل واستكين
واتراجع وانكص عن مبدئي
كما اني لم اشأ ان ابصر بكاءك
او ان ارى الى عبرتك
وهي تنحني لي
حتى تسيل فوق الخدين
صدقيني
ما كنت لاقوى على كل هذا
او ان احتمل مثله
( 7 )
وكنت انوي ان اخبرك بما اقدمت على فعله
حالما اصل الى هناك
لكني وفي خضم الهوى
واشغالي
نسيت
وتناسيت
املا في ان يخبرك احدهم بما فعلت
من الاهل والاقارب
وكنت متأكدا انك ستفهمين اسباب رحيلي
وستدركين غروري
وشبابي الذي يدفعني
نحو ركوب المهالك والبحار
والسفن وعباب الموج
لكني حتى هذه
فلم امتط ظهرها
انما أقلتني طائرة
لم تقنعني بموهبتها
الا حينما حطت بي في مطار
كان كل شيء فيه يضرب وجه الارض
مياه الامطار الغزيرة
وعجلات نفس طيارتي
التي كنت ترجلت منها
وانا اكفكف الدمع
بسبب من وهج ذكراك
وبسبب مما يمكن ان ينتظرني ثمت
من غربة عيش وصعوبة مطمع
( 8 )
كنت اعرف اني انانيا جدا
حينما فكرت باحتكارك لي
ذلك اني كنت على علم مسبق بمشاعرك
وانك ستقفين نفسك على شخصي
كم كنت سخيفا
حينما استعرت لنفسي مشاعر غامضة
لكني لا ابخل عليك بصراحتي
حينما اقول لك
اني كنت افكر بشقراوات الغرب
وان ولعي بهن كان قد ركبني حد العملقة
لكني لم اجدك فيهن ابدا
( 9 )
ستسأليني
كم مرة مارست الحب
ومع من
مع اي من الفتيات
وماذا كانت جنسياتهن
وكم طالت عملية الجنس لديك
معهن جميعا
ومن ثم ستبدين رأيك بكل روعة
وكنت ستقولين لي وقتها
ايها اللعين
اتتمتع
وانا هنا اقرف من رائحة جسدي
الذي لم يمسسه انس ولا جان ..
من بعدك
تعسا لمثل هذا الحظ
لانه وفر لمثلك جسدا
ما كان ثمة جسد اروع منه
لانه كان جسدي
وانا اعتز به تماما
( 10 )
ثمة شيطان
ما زال يركبني
حتى جعلني
كراحلة شطت بها الديار
وتناءت عن اوتار حلمها
وتشتت حماها في الوغى
لانه دائما يناشدني
بان اوقعك في اساري ومن جديد
فاقول له
انها كذلك
فلم احتمل عبئا لا يجدي مناله
لتوافري عليه
لكنه كان يقول لي
ايها الابله
انها ما قالت هذا
الا لانها لم تحظ بمثلك
ولم يتوسل اليها اي نصيب
ولم ترتقي جذعها اي قسمة
لذا
هي الان تتبختر
وتحتملك كل تمنن واخر
وتستوي بين اضلعك
كمن كانت هي السر الذي قبع فيها
لكنها ما كانت سوى امرأة
لم يحالفها الحظ قط
لذا
استأسرها حب مضى
في زمن قضى
بعد ان اقعت
ونير التشبث يكبّل اعناقا كانت لها
هكذا يا رجل
تورد الإبل !
( 11 )
أملي
ويا نور عيني
غامر بي القلب في امس
وسعى بي نحو الافتضاح
كنت اود الايضاح
كي اشتار كل عسيلتك
بعد ان اشهر سيفي الغامض
الذي له ان يقطع قيدك
ويمزق اغلالك
ويحسم امر ايامنا الخوالي
بعد ان كنت قررت ان اصارحك
واخبرك اني ما كنت الا جلال
جلال ذلك الصبي المختال
الذي احبك وبكل ما يمتلك من عنفوان
وغرور.. كان تبدى له في وقتها
اني انا لا غير
واني لأعرفك
وانك لهيام لا غير !
صدقيني
هذا كل ما كنت امتلك
لاقوله لك
( 12 )
لكنك بدرتِني
وبصفعة من لسانك
حينما عبت علي ..
كل لون لكلامي
بعد ان دلقتيه بي
وعضضت عليه بشفاهك
لكني افتجأتك
حينما أقبلت عليك
وأقدمت على شم عنقك
حينما قررت بعدها
ان العق وجنتك بلساني
حتى اخضلت
صمتّ لحظتها
وعدت ..
تمسكين باعضائي
حتى اذا ما وصلت
الى جزئي المغمور
وعضوي الملغوم
قبضت علي وبقوة
واعلنتِ لي وبالحرف الواحد
لو كنت اعلم انك تاركي
لكنت عضضت عليه في وقتها
ايام كنا صبايا
ولكنت امسكت به بملء شدقي
وبشفتي الثنتين
تلكما البارعتان
وانت تعرف كم كانتا بارعتين
وشغوفتين بلثمه
وما كنت خليت سبيله
بل كنت اطبقت عليه فكي كله
كما الانثى للكلب تفعل مع خليلها
حينما لا تخلي بينه ..
وبين سحب عضوه من داخل فرجها !
صدقني
كنت لأفعل
وما كنت لأدعك ترحل عني ابدا !
( 13 )
عشيقتي
وبسبب من طيشك
ومن غرورك
ومن احلامك
ومن اندفاعاتك
ومن اوهامك
كنت ادفع ثمن الغربة
اقسى من اي احد عاشها
قبلي او بعدي
وكنت ولما ازل
اجرجر همّ النزوح اليك
والمكوث عند كحل عينيك
وكم كنت في وقتها
اذوب في وجنتيك
بعد ان تنصهر شفتاي ..
فوق ملمسهما الناعم
ولكأنما كنت ولما أزل
افكر في البكاء بين يديك
والقعود عن كل مرامي ..
القديم منها والحاضرة
وان الزم عتبة باب بيتك
وابقى مسامرا لوحيك
طول العمر
اتعلمين لماذا ؟
لاني كنت تركتك
وحيدة !
ومن ورائي تنتظرين
( 14 )
كنت لا اخال نفسي تعود اليك
حقا اصارحك
لشدة الازمات
ولنزوة الاوطار في نفسي
فكنت افكر بك ليل نهار
وكيف لك ان تواصلي الحياة من دوني
وماذا ستفعلين لوحدك
ومشاعر الهجر تهوي على خدك الكظيم
ولحن الكهولة يستنزفك
حتى تعجزين عن كفكفة الدمع
لتلتفتي يمنة ويسرة
تسائلي القلب
أيا قلب
وعلى اي حب تعتاش بعده
واي ظل تأوي اليه
بعد ان تزايل وانحنى
وانا الذي كنت خبرتُكِ
انك ما كنت تشتاقين الا الى خبزي
مثلما كنت انا الاخر
لا اشتاق الا الى قشطتك
لكني كنت اغالب القلب
واعلل النفس
واشدد من شكيمتي
واهم بالكشف عن سوأة كل النساء هناك
ثأرا لحبك وقلبك المعصوف
( 15 )
مارست الحب مع كندية
وحينما انتهينا
وجلسنا نتسلى
ساءلتني وبحنق
لا ادري اسبابه
هل خلّفت وراءك
وفي ارض الوطن
احد ينتظرك
لا اقصد من الاهل والاقارب
بل محب عاشق
متوله بك وبسيفك ؟ !
قلت بلى
هي انت لا غير
قالت : لماذا تخليت عنها
قلت : لا لم اتخل عنها
قالت : كذبت
فأنت هنا منذ زمن بعيد
ولم تسافر الى وطنك
ولا حتى مرة واحدة
وقتها شعرت الفتاة بألم
فنهضت واستقامت
ومن ثم تركت بظرها ينزف
قائلة :
ان كنت افرغت صمغك في معدة مهبلي
فانا افرغ بولي فوق صدرك !
( 16 )
واعاود بعدها
انا .. في النزيف
لاني ما كنت لاصدق
ان لمثلي ان يفعل بمثلك ..
كل ما فعل
وان الفتاة عبرت عن ملحوظتها
وبكل صراحة
وامتنان
وقتها كنت لا زلت اعشقها
ازددت لها حبا
ومارست ليلتها الحب معها
ولاكثر من اي وقت مضى
لانها تحيزت لك
وتركتني اذكرك
اكثر من اي مرة اخرى
لكن
تذكري ..
فانه ما من مرة مارست فيها الحب
الا وكنت اهديها اليك
لانك انت التي كنت علمتني فلسفة فعله
وانت اول من اعلن لي عن فحولتي
وتركني اسجد لقدح فتاة
في عمر الزهور !
وها انا اسجد لك ثانية
بعد ان محقت ركبتاي ..
كل اديم سجادتي التي ..
كنت ولما ازل
اصلي فوقها
( 17 )
ولكن
يا حبيبتي
تتهميني دوما بالكذب
والمخاتلة
والسعي وراء مصالح
وانك ما كنت الا وقع ايام في حياتي
ليس الا ..
ولكن تذكري
يا حلوتي
ويا من كنت المتيّم بها عمرا
فانه ..
لم يذكر قلبي احدا
اكثر مما ذكرك
وها انا
في مطلع الاربعينيات
اراودك عن نفسك
كيما تصبحين لي وبالكلية
اتعلمين لماذا
لاني ما زلت
اشعر بالخوف
كلما دنوت منك
لانك انت الماضي
الذي كنت هربت منه
في الامس ..
وانك نفس الماضي
الذي كنت ولما ازل
ارغب في العودة اليه
فيا حبي
اعلم ان فعلتي لا تقبل
اي اعتذار
ولا يمكن لاي مقال ان
يرتق فتقها
ولا لأي صباح
اكحل به عيونك ببسمتي المعتادة
ان يجبر خاطرك
لكني اعترف
مع انك كنت عرفتني
لكنك لم تطرديني من بابك
ولم تتخلي عني حينما طلبتك
ولقد كنت تدركين حقا من اكون
( 18 )
حقا يا هيام ..
انك لأشرف مني
واحظى مني منزلة
عند الاله
وأكرم مني مقاما ومكانة
وكم كنت اشوق ان اطلب منك
شفاعةً يوم الحشر
بعد ان استشفعك اياها
في الحاضر من الزمان
لانه بمثلك يعتز الرب !
وتفخر ملائكته
وبك
تبتهل اليه الموجودات جميعها
بعد ان تتوسل بهداك
وبرسمك
وبجمالك
فكنت ولما تزالين كريمة
من ولد الكرام
والعذر ..
حتى لو كان ساهيا
فهو عند الكرام مقبول !
لانه ما كان مشفوعا الا بهديتي اليك
وهو قدومي ولوحدي
واني لم ارتهن باخرى
وان كنت فاعلتها حبا
لكن
كما انك لم ترهني نفسك باحد غيري
انا الاخر كنت فعلت
وبقائي كذلك
ما كان الا رسما
لكل وحي ارتئي فيه قبول عذري
والصفح عن مهجتي
والايمان بلقب الحب الذي ادافع عنه
لانه ما كان ليعدوك !
جمال السائح
30 ــ 12 ــ 2005
www.almawed2003@yahoo.com
www.postpoems.com/members/jamalalsaieh