السقوط من الإرتفاع العميق

سأكتب بالورد آخر معزوفة للضياع الرقيق

وأروي حديثا عن العشق ..لا ينته بالبكاء

وأغرس في الجرح صفصافة لا تميل مع العاصفة

الخريف أتى .. وهذا النزيف

تقاطر أكثر عطرا من الياسمين

وأنقى صفاء من الفل .. يا فلة النهر.. لا ..

تستحمي بهذا الرذاذ اليتيم

إني أحاول قطع المسافة .. دون المرور بنبضي

فهل يا ترى تبدأ الملحمة ؟

حكاية كل الفصول التي ..

تشتهي عطر نيسان يبقى ..هنا

لا أريد الحديث عن الذكريات الحميمة

ولا الذكريات القديمــة ..

ولاالذكريات الأليمـــة..

لأن المدى … لا يمد المداد ، ليحي اليراع

منمنمة للسؤال الكبير

*     *

دمعي الشهيد تهامى شهيا

لشهوة تلك الليالي بكيت

لذكراك تجعلني ..

أتناثر ثانية ، كأوراق مشمش

لماذا المدائن ـ كل المدائن ـ لا تسأل الليل عني

وهذي النجوم رفيقة بوحي

أنا لم أعد مثلما كنت بوصلة للندى .. نداؤك

يا مهجة القلب ..ضيـــع بحثي عن الإتجاه الصحيح .

أنا لم أعد زورقا في مهب المنى .. فأنا

متعب بيد أني أتيت لكي لا أعود

*     *

سأقطع تلك المسافة بالإنصهار العنيف

بالإنهيار الشديد إلى القمة الشاهقة

رجعت فألفيت نفسي أسابق وقتا عنيدا

صديقي . ألا تعرف الإنتظار قليلا ؟

لقد صرت أبعد من شرفات الحنين

وكنت تماديت في الصمت حتى ..

نطقت أنا بالأنين !

*     *

أتيت وفي شفتي باقة من لهيب الجراح

أنا مثل أي اندلاع لشهقة صمت اراد

فكان المدى سيدا للرجوع

أتيت وإني لمقتنع بالحضور العميق

فثقل خطاويك يا أيهذا الصديق

ودعنا نودع ما كان بالأمس أثقلنا بالسؤال الجريئ ،

سؤال الوعود!

لماذا نعود ؟

وتجربة الغير غيرت الإشتهاء الأصيل لدينا

لماذا نعود ؟

وهذا الأسى في مساراتنا ، في مساءاتنا ،

في مساورة خلف سور مسراتنا

أنحن الحقيقة أم وهمها ، أم لغز هذا الوجود ؟

لماذا نعود ؟

يؤرقنا يا سؤال الوجع

تفرقنا الأمنيات العذارى

ونحن اليتامى الذين يحنون للدفء والإحتضان

فيا ليته كان  بيني ، وما بين بيني  حدود

*     *

أتيت لأسأل عن لحظة خلفتني صغيرا

وكانت توزع باقاتها في الصباح

فيشتاق للعيد قلبي وللقبلات

شباك نافذتي ، كان يعرف موعد تلك الحمامة

يعرف بالضبط أنها تأتي

لذا كان لا يتحول عن موضعه ، أو يغادر ذاك الجدار

سعيد لأن المكان احتواني

إلى حد أنه سارع في الاتساع ، وسارع في الانحــدار

لكي أتمكن من حصر نفسي بداخله

أنا متعب بيد أني أتيت لكي لا أعود

*     *

إسأل مواعيد لم تتاخر ، وأول موعدنا بالنشيد

كم كان حلوا

واجمل من أي عيد وعيد

تمنيت لو أن بيني وبين اللقاء طريق وحيدة ، دروب بعيدة

لأبحث عنك

لأشتاق دوما إلى لحظات سعيدة

لأسقط سهوا من الارتفاع العميق

فأجثو على ركبتي… وأبــــــــــــــــــــكي.

View hasnaouilazhar's Full Portfolio
tags:
Sun Flower's picture

كلماتك عزفت على وتر في القلب
لطالما تساءلت لماذا نشعر باليتم أكثر كلما تقدم بنا العمر
ونحتاج لذاك الدفء المفقود

شكرا لكلماتك وأتمنى لك المزيد من الابداع

زهرة الشمس

 Dahlia Alsaleh's picture

تهوي دماءنا المعذبة من الانتحار الشاهق لأحلامنا
تنحني الزهور أمام دموعنا
وأغرس في الجرح صفصافة لا تميل مع العاصفة

ما أصعب ذاك الجرح الذي لا ينكسر أمام ريح العشق التي تعوي خلف نافذة الألم
أحببت قلمك و شدني ارتعاش حرفك