كُليزار ومحمد : التخصص الواحد للزوجين يقرب المسافات
أديبان عراقيان يبنيان عشاً زوجياً عبر الإنترنيت
أجرى الحوار : ندى شوكت / جريدة الزمان – بغداد
لم يخطر ببال كُليزار أنور ابنة نينوى أن الانترنيت الذي تنهل منه ثقافات مختلفة ومن بقاع العالم أجمع يمكن أن يكون سبباً في عثورها على رفيق دربها .. وعن ذلك تقول القاصة كُليزار :
كُنتُ أعرف (محمد الأحمد) كأديب عراقي من محافظة ديالى وكنت أقرأ له في الصحف والمجلات ، وكان يفعل الشيء نفسه مع نتاجي – وقد صادف أكثر من مرة أن اجتمعت نصوصنا وهي منشورة في نفس المجلة – ثم تعارفنا عن طريق خدمة ( الماسنجر ) في الانترنيت وتحول التعارف إلى صداقة ثم إلى (قسمة ونصيب) .. علماً إننا لم نلتقِ وجهاً لوجه إلاّ قبيل إعلان الخطوبة.. وتزوجنا قبل شهرين .
أما الزوج (محمد) فيقول : على عكس كُليزار التي كانت تستبعد إمكانية حدوث زواج بين أي اثنين عن طريق الانترنيت كنتُ مقتنعاً بإمكانية ذلك نتيجة لزواج عدد من أصدقائي في المهجر من عراقيات بعد تعارفهم على بعض.. عن طريق الانترنيت .
ونعود إلى كُليزار لنتعرف على إنتاجها الثقافي الذي كان محور حديثها مع الأحمد عبر الانترنيت والتي قالت عنه : برغم تخصصي في عالم الأرقام الذي هو بعيد كل البعد عن عالم الحروف - فأنا كنت أعمل كمحاسبة في مديرية تربية نينوى وانتقلت بعد زواجي إلى تربية ديالى – إلاّ أن الموهبة هي التي فازت وقد قلتها في أكثر من حوار بأني كنت قارئة جيدة والقراءة هي التي قادتني لدرب الكتابة . كتبت أول قصة ونشرتها عام 1995 وكان اسمها ( الموعد) وكانت فعلاً موعداً لانطلاقتي الأولى في هذا المجال الرائع ونشرت في أحد الصحف المحلية آنذاك .
• وفي أي مجال تجدين نفسك أكثر ؟
أنا بالأساس قاصة .. وكل مافي السرد يجذبني .. لذا كتبت الرواية وكتبت النقد الأدبي ، وحتى كتاباتي النقدية فهي عن القصص والروايات.. أي اني لم أخرج من مجال السرد .
• وبم تتأثرين في كتاباتك وموقع المرأة العراقية ومعاناتها فيها ؟
كل شيء يؤثر فيّ، فأنا ابنة الواقع لكن هذا لا يمنع أن أستخدم الخيال والفانتازيا كعوامل مساعدة لنجاح ما أكتب.. وأغلب صور شخصياتي من واقع مجتمعنا إلاّ اني أُؤطرها بالخيال لتصبح فناً .
• لمن تقرأ كُليزار ؟
قرأت أُمهات الكتب وأعظم الروايات والأشعار .. وهذا لا يمنع أن أقرأ أي كتاب لأي كاتب جيد .. حتى وإن كان إصداره الأول .
• وهل قرأتِ لعراقيات ؟
بالتأكيد قرأت وكتبت عن أديبات عراقيات جذبني أسلوبهن وطريقة كتابتهن منهن: القاصات المبدعات (بثينة الناصري) و(بتول الخضيري) و(لطفية الدليمي) و(ذكرى محمد نادر) .
• وهل كتاباتك عنهن دليل جودة انتاجهن ؟
لم أكتب ذات يوم للمجاملة، إعجابي بالمادة الأدبية التي قرأتها يدفعني للكتابة عنها .
• ما هي إصداراتك ؟
صدرت لي عام 1999 عن دار الشؤون الثقافية العامة مجموعة قصصية عنوانها ( بئر البنفسج ) ، ومن ثم رواية ( عجلة النار ) عام 2003 . ولديّ ثلاث مجاميع قصصية جاهزة تنتظر النشر وبتعبير أصح تبحث عن ناشر وهي : (عنقود الكهرمان ) وتضم 18 قصة و ( جيش الفراشات ) تضم 12 قصة و (قيثارة ونجوم ) وتضم 10 قصص .. وكل هذه القصص منشورة في الصحف والمجلات والمواقع العراقية والعربية . وعد نشر هذه القصص في كتب لا يترك لدى الكاتب دافع للكتابة وهذه معاناة أي أديب عراقي .
• وما الحل برأيك ؟
بعض الاهتمام من قبل دار الشؤون الثقافية ، كأن تحدد سنتين كفارق زمني بين نشر كتابين لكاتب واحد وبذلك تمنح فرصة للجميع وببعض العدالة المرجوة .
• ماذا أضاف لكِ زوجك ( محمد الأحمد ) أدبياً ؟
عندما يكون الزوجان من تخصص واحد تقصر المسافات بينهما كثيراً .. (محمد الأحمد) قاص معروف وتجربته أكبر من تجربتي، فهو يقرأ لي وأقرأ له ويعطيني رأيه وأعطيه رأيي.. وأجمل ما عنده ( مكتبته) الضخمة التي تحوي أكثر من ثلاثة آلاف كتاب.. ثقي.. وكأني رسيت على بحر من القراءة !
7-3-2006