حوار الشاعرة السورية بهية مارديني مع كُليزار أنور


كليزار: الكاتب العراقي لم تهزمه الحروب




كليزار: الكاتب العراقي لم تهزمه الحروب

   بهية مارديني  GMT 18:00:00 2004 الأحد 7 نوفمبر  
من دمشق: كليزار انور قاصة وروائية عراقية متميزة من 1965 الموصل، بدات مسيرتها الادبية منذ 1995، صدر لها مجموعة قصصية بعنوان "بئر البنفسج" عن دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 1999، رواية "عجلة النار" عن الدار نفسها عام 2003   وفي حديث مع "ايلاف" عبر الهاتف والبريد الالكتروني بدت متفائلة رغم الظروف المؤلمة اذ تقول الكاتب العراقي لم تهزمه سلسلة متوالية من الحروب، وهاهي كليزار اشبه بعصفور ينقل الواقع الى الورق بعربة الخيال واجنحة الامل، وكان لنا معها هذا اللقاء :

* لو سمحتِ كيف كانت البدايات؟

- قبل كل شيء أقول : بأني كنت وما زلت قارئة جيدة.. والقراءة هذه _ ربما في البداية _ قادتني إلى درب الكتابة.
ففي نيسان / 1995 طرقت باب قلعة الأدب، ولم يكن معي حينها سوى قصة "الموعد". وفُتحَ لي.. نُشرت في نفس الشهر في بغداد.. وكانت فعلاً موعداً لانطلاقتي الأولى في هذا الدرب الرائع جداً.. وتوالى النشر بعدها، فالقطرة الوحيدة أصبحت شلالاً من العطاء. ولا أدري _ من حينها _ أشعر بأني مسكونة بالكتابة.

* وأين تشعرين تميزكِ؟

- أنا أكتب في ثلاث مجالات : (القصة والرواية والنقد الأدبي) وكلها تدخل من ضمن باب السرد. وأنا بالأساس قاصّة وبدايتي قصصية.. إلاّ إني _ وبصراحة _ ومنذ أول قصة كتبتها عيني على الرواية.. ومستقبلي سيكون روائياً أكثر من ما هو قصصياً إن شاء الله. كتبت قصص متميزة، لكني أُراهن على الرواية كمستقبل لي.. وأُحب أن أتميز كروائية.

* ما حظ القصة القصيرة في العراق من ضمن أنواع الأدب الأخرى؟

- أتصور بأن القصة القصيرة لها حظها الأوفر من باقي أنواع السرد الأخرى كرواية ونقد أدبي. صحيح ليسَ لدينا مجاميع متميزة جداً، لكن لدينا أسماء متميزة جداً.. وهذه الأسماء تظهر لنا بنصوص متميزة وجريئة وتختفي لتعود بنص أكثر تميزاً! وأقوى الأسماء.. تلك التي بقيت داخل البلد رغم التغييب المتعمد الذي كانت تمارسه السلطة السابقة بحقهم.. ورغم الظروف الصعبة وطاحونة الحرب التي كانت تسحقنا وما زالت، فالحرب لم تنتهِ بعد كما يتصور البعض.. بل أنها بدأت الآن بشكلها الحقيقي البشع.

* المرأة والقصة هل عبرت عن نفسها؟ وهل لها استقلاليتها عن الرجل

أم خرجت من عباءة الرجل؟

- بصراحة.. لا المرأة عبرت عن نفسها (بشكل كُلي) ولا القصة! أما عن

استقلاليتها عن الرجل، فالمرأة حققت كامل استقلالها المادي والفكري والثقافي والإبداعي، لكن (الإنساني).. لا! وأية امرأة _ وأنا منهم _ لا تريد استقلالاً عن الرجل على الصعيد الإنساني، فالدنيا (رجل وامرأة) هكذا خلقها الله! وكل فن مبدع هو بالأساس.. فن إنساني. أما عن القصة، فقد حققت استقلالها وخرجت من عباءة الرجل.. والدليل لدينا (فنانات بحق) يفقن بإبداعهن عن الرجل وبشوط كبير.

* لنتحدث عن الحركة الثقافية في الموصل لو سمحت قبل وبعد الاحتلال؟
- الموصل.. مدينة رائعة وجميلة.. لها إرثها الحضاري والثقافي البعيد بُعد الزمان.. وطبيعي جداً ظهرت أجيال متعاقبة من الشعراء والكتّاب والتشكيليين والموسيقيين. وكما يقولون : (لكل وقت آذانه). إذاً لكل عصر كتّابه أيضاً.. ولدينا أسماء أثبتت جدارتها عراقياً وعربياً. لكن تقولين : (قبل وبعد الاحتلال) كم هو سؤال مؤلم، لكنه واقع.. وواقع بحت. كل ما فعلهُ الاحتلال هو (غربلة الأسماء)! فبقيت على الساحة الإبداعية الأسماء النقية، الصادقة، المخلصة لفنها.. أما (الأبواق) والذين كانت أقلامهم في جيوبهم، فقد اختفوا بعد أن اختفى مَن كان يمولهم!
الكاتب الموصلي.. أو الكاتب العراقي بشكل عام لم تهزمه سلسلة ظالمة من الحروب.. لذا لن يهزمه الاحتلال أيضاً.. انهُ يعود كل مرة مثل (طائر الفينيق) محولاً كل لحظة أسى مر بها إلى نجاح.. وكل تجربة إنسانية - حتى وإن كانت مأساة - إلى إبداع فني متميز!

* أغلب الشخصيات في قصصك وروايتك " عجلة النار " لها وعيها الخاص بها؟
- المعرفة ألم.. والألم حكمة.. والحكمة هي الغاية والرسالة التي نريد أن نوصلها إلى القارئ.. ومَن مِنا لم يتألم، والألم ليسَ له علاقة بالمستوى الثقافي للبشر.. من هذا المنطلق يكون الوعي لدى شخصياتي.

* في كتاباتكِ.. من أين يبدأ الواقع فيها ومن أين ينتهي الحلم أو الخيال؟
- الأديب يعيش حياته ويكتبها بمحصلة قوتين (الحلم والواقع) معاً! وإذا الواقع لم يؤطر بالخيال في الكتابة، فلن يسمى أدباً وقت ذلك. اني كل ما أُحاولهُ.. أن أنقل الواقع إلى الورق بعربات الخيال!

 

View gulizaranwar's Full Portfolio