كان الضوء بالغ البرودة، يقطع الرؤوس عند مروره،
كان صوته جليديا حتى ليقطع الفولاذ
سريعا كان الزمن حتى أنه يسحقك رميا على الأشياء.
السهام كانت تدور حولك،
كنت محميا بسوء طالعك نفسه،
محروسا بانحدارك.
والليل، حيوانٌ أطرش مغلّفٌ بالقذائف،
اخترق جسدك فصيّره حصينا.
من يترك رأسك يسقط في الفراغ
من يجمّع الدُّوار حولك
كفصلٍ خاصٍّ في قلب الشتاء؟
لا يحلّق من لا يسقط
في السقوط تنمو الأجنحة.
تابع سفرك فوق سجادتك ذات الغزلان،
في وهج الفولاذ
محميّا بزخّة من القذائف
اللئيم يموت من حبه لك
يموت من الغيرة
الثأر يموت وقد أخذ ثأره.
مسافر نازح عن الطمأنينة
سفينة محمّلة بغرقاها
أيهما أوضح من وصولك؟
أهو الهواء الذي يسلمك لنفسك؟
أم المياه التي تضعك في الهواء؟
الأفق يندلق بوزنٍ عظيم الرقعة؛
حتى أن السلامنديات والطيور
تحوم حولك في دوائر حتى تستمرّ في نومك.
وفي أحد الأيام ـ ودون أن تعي ـ ستستفيق غرقانا.
انتظرْ ساعةً يكون فيها الفرن بانتظارك،
حيث ينتظرك أحدهم في راحة يدك
حيث يمر قرب كتفك
والشمس أول رغيف من اليوم الجديد.
أنا لا أعرفك، يا لونيل، أعرف من لا تكون:
أنا لا أعرف من تكون. أنا
لا أعرف من تكون أنت
أنا في تطلّعٍ إليك.
ـــــــــ
المصدر: مجلة شعر، العدد 24 ـ خريف 1962
ترجمة: علي عز الدين
*****************
أغوسطو لونيل شاعر من البيرو